اتهم سكان في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعيش فيها قبيلة البشتون قوات الحكومة اليوم الاثنين(23ديسمبر/كانون الأول2013) بقتل عشرات المدنيين خلال عملية عسكرية استهدفت متمردي طالبان الباكستانية.
وبدأت الحملة بعد هجوم انتحاري وقع يوم 18 ديسمبر كانون الاول على نقطة تفتيش في وزيرستان الشمالية وهي معقل لمتشددي طالبان المرتبطين بالقاعدة على حدود باكستان الجبلية مع أفغانستان.
وتنامت التوقعات بأن يشن الجيش هجوما كبيرا في المناطق القبلية الحدودية مع تعثر محاولات حكومة اسلام اباد لاجراء محادثات سلام مع طالبان الباكستانية خلال الاشهر القليلة الماضية.
وصرح مسؤولون عسكريون بأن 30 متشددا على الاقل غالبيتهم من الاوزبك قتلوا خلال العملية.
وقال الجيش في بيان "قوات الامن مارست أقصى درجات ضبط النفس لتفادي وقوع خسائر غير مباشرة. "
وأكد المتحدث العسكري الباكستاني ان العملية العسكرية ضد الارهابيين في وزيرستان الشمالية في 19 ديسمبر كانون الاول هي رد على محاولة ارهابيين نصب كمين لقافلة عسكرية." وأضاف "العملية العسكرية التي تعتمد على معلومات المخابرات استهدفت في وقت لاحق تحديدا الارهابيين الاجانب المتحصنين في مجمع قريب."
ولم يشر الجيش في بيانه لاتهامات السكان بوقوع خسائر في الارواح بين المدنيين.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالمكتب الاعلامي للجيش للتعليق.
وفرضت السلطات الباكستانية حظر تجول في المنطقة التي يغيب عنها القانون وقال سكان ان عددا كبيرا من السكان فروا من منازلهم بعد قصف وغارات شنتها طائرات هليكوبتر حربية على مدى أيام.
وقال محمد طيب الذي يقيم بالمنطقة انه فقد زوجته وثلاثة من أطفاله خلال القصف.
وقال لرويترز خلال اتصال هاتفي "في اليوم الاول للهجوم سقطت قذيفة مدفعية على الغرفة التي ينام فيها أطفالي وزوجتي. لقد أنامتهم الحكومة الى الابد." وقدر السكان عدد القتلى المدنيين بالعشرات.
وقال احد شيوخ القبائل في مير علي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام الدولة "من اليوم الاول للهجوم وحتى الان قتل 70 مدنيا."
وأضاف "بعض سائقي الشاحنات وأصحاب الفنادق والمتاجر تلقوا أعيرة مباشرة كما قتل عشرات بنيران الهليكوبتر وقذائف المورتر والقصف المدفعي للسكان المدنيين."
ويصعب التحقق من التقارير الواردة من وزيرستان الشمالية من جهة مستقلة لانه لا يسمح للصحفيين والمراقبين بالعمل على الارض في المنطقة المدججة بالسلاح.
ولم تسيطر اي حكومة باكستانية بالكامل قط على اراضي البشتون على الحدود الافغانية.
وقال قائد طالبان حافظ جول بهادر ان المتمردين سيردون بشن هجوم شامل على مواقع الجيش اذا لم تتوقف الهجمات على المدنيين اليوم الاثنين.
وذكر سكان ان الجثث تركت في العراء في قريتي موساكي وهاسو خيل بعد ان فر السكان مذعورين.
وقال أسد شير من منطقة مير علي "ننقل أسرنا حفاظا على سلامتها لكن قذائف الجيش تلاحقنا. رجاء قولوا لنا اين المكان الامن. الجيش يدمر منازلنا ومتاجرنا."
وقال رجل آخر يدعى مالك جول صالح جان "أطفالي يطلبون مني الخبز ولا استطيع ان اطعمهم لانه لا يوجد شيء في المنزل."
وقال مسؤول إداري في وزيرستان الشمالية ان شيوخ القبائل وممثلي الجيش عقدوا اجتماعا لمجلس زعماء القبائل اليوم الاثنين في مسعى لوقف العمليات العسكرية.