أكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى ابن النفيس التخصصي عبدالهادي المحسن أن أغلب عيادات الأطفال تشهد تضاعف عدد المرضى 10 مرات منذ بدء شهر ديسمبر/ كانون الأول حتى يناير/ كانون الثاني، موضحاً أنه سنوياً يزداد عدد المرضى خلال هذين الشهرين.
وأشار المحسن إلى أنه مع تغيرات الجو التي تشهدها البحرين يزداد عدد المترديين على العيادات، وخصوصاً عيادات الأطفال، قائلاً «إنه في كل عام وخصوصاً في شهر ديسمبر ويناير يتضاعف أعداد المرضى 10 أضعاف، ويعود ذلك الاختلاط مع المرضى ما يؤدي إلى نقل الفيروسات من إنسان لآخر».
وأضاف المحسن «إن أكثر الناس عرضة إلى نزلات البرد هم من أقل من عامين، وخصوصاً الأطفال الخدج، فكل ما كان الرضيع خديجاً قلت مناعته، إضافة إلى أن المصابين بأمراض السكري والفشل الكلوي والأمراض القلبية والأمراض الكبدية هم أكثر عرضة إلى الإصابة بنزلات البرد وذلك لقلة مناعتهم».
وتابع قائلاً «كما يكون الأطفال المصابون بأزمات الربو أكثر عرضة لإصابة بنزلات البرد التي قد توثر عليهم وتزيد من حدة الربو وخصوصاً في حال إصابتهم بالزكام».
وأكد المحسن أن الأطباء في هذه الحالات يوصون بتطعيم الإنفلونزا الذي يتوافر في العيادات الخاصة كما يتوافر في المراكز الصحية سنوياً خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، مبيناً أن هذا التطعيم ليس له مضاعفات، إضافة إلى أنه يعطي وقاية بنسبة 30 في المئة، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة تعتبر هذا التطعيم إجراء روتينياً خصوصاً لكبار السن الذين يتجاوز عمرهم 60 عاماً ويعتبرون عرضة للإصابة بنزلات البرد.
وأوضح المحسن أن هذا التطعيم يتغير سنوياً، إذ إن فيروس الإنفلونزا يتغير سنوياً، فهناك عائلة من الفيروسات، ما يؤدي إلى تغير التطعيم بسبب تغيرات الفيروسات، لذا في كل عام هناك تطعيم جديد توصي به الأمم المتحدة، مبيناً أن الأطباء دائماً ما يوصون بأخذ هذا التطعيم وخصوصاً للأطفال المصابين بالربو وأطفال الحضانات والمدارس لكونهم أكثر عرضة لنقل الفيروسات، كما على المصابين بأمراض القلب والسكري والفشل الكلوي وأمراض فقر الدم المنجلي وأمراض الكبد أخذ هذا التطعيم، مبيناً أن التطعيم ما هو إلا تطعيم وقائي وليس له مضاعفات، إذ إن هذا التطعيم كباقي التطعيمات قد يؤدي فقط إلى ارتفاع الحرارة بعد أخذهن إلا ذلك لا يدوم إلا فترة بسيطة كما يحدث مع باقي التطعيمات، مطالباً بضرورة تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على النظافة، وتجنب العطس بدون استخدام المناديل الورقية، مع تجنب مخالفة المرضى، داعياً إلى فتح نوافذ المنازل وذلك لتجدد الهواء.
ولفت المحسن إلى أن هناك اعتقاداً سائداً في المجتمع البحريني بأن الهواء البارد هو من نقل الفيروس، مؤكداً أن الفيروس لا يمكن أن يعيش في الهواء سوى بضع ساعات لا تتعدى الساعتين، موضحاً أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى إنسان آخر، وليس عبر الهواء كما يعتقد البعض، مشيراً إلى أن الفيروس يحتاج إلى خلية حية، مبيناً أنه في حال كان المريض يعاني من الزكام وتعرض إلى الهواء البارد قد يزيد من حدة أعراض الزكام الذي يعاني منه.
وفي سياق متصل، أكد المحسن أنه في الفترة الماضية انتشر فيروس الزكام بين المواطنين وخصوصاً الأطفال مصحوباً بسعال يشبه السعال الديكي (الخناق)، مصحوباً مع صعوبة في التنفس، مبيناً أنه في هذه الحالة يستدعي إدخال المريض للمستشفى إذا كانت نسبة تركيز الأوكسجين غير طبيعية، وذلك لاستخدام الأوكسجين المرطب مع استخدام الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية والكرتزون مع التأكد من أخذ المريض كمية كافية من السوائل، موضحاً أنه في حال كانت نسبة تركيز الأوكسجين طبيعية فإنه يمكن تقديم العلاج في المنزل مع أخذ الأدوية اللازمة.
ودعا المحسن المواطنين وخصوصاً الأطفال ممن هم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد بضرورة أخذ تطعيم الإنفلونزا، مؤكداً أن المواطنين بات اليوم لديهم فكرة إيجابية عن تطعيم الإنفلونزا، فالعديد منهم يقبل على أخذ الجرعات سنوياً وذلك لتجنب المرض، داعياً إلى ضرورة مراجعة الطبيب المعالج مع بداية شهر أكتوبر من كل عام وهو الوقت الذي يتوافر فيه تطعيم الإنفلونزا وذلك لأخذ التطعيم، مشدداً على أهمية أخذ الحيطة والحذر عند زيارة الحجاج والقادمين من الأماكن المقدسة التي تشهد ازدحاماً، إذ إن أغلب القادمين من هذه الأماكن يكونوا حاملين لبعض الفيروسات التي قد تنقل العدوى للآخرين، مبيناً أنه لابد من تجنب زيارة المرضى الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة ويعانون من أعراض الرشح، وذلك لتجنب نقل العدوى في محيط العائلة.
العدد 4126 - الإثنين 23 ديسمبر 2013م الموافق 20 صفر 1435هـ