قال المحامي محمد التاجر إن المحامين خاطبوا عدة جهات رسمية بخصوص تدهور الحالة الصحية للناشطين السياسيين المحكومين بالسجن المؤبد ضمن قضية ما يُعرف بـ «مجموعة الـ 21 ناشطاً»، حسن مشيمع وعبدالجليل السنكيس، وحاجتهما إلى العلاج والمتابعة، مشيراً إلى أن المحامين بعثوا بعدة خطابات إلى قاضي تنفيذ العقاب وإلى المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وديوان التظلمات.

وعبّر التاجر عن قلق الأهالي والمحامين البالغ إزاء أخبار تراجع صحة مشيمع والسنكيس، خصوصاً مع منع الزيارة عنهما منذ أشهر.

وقال: «بعثنا بعدة رسائل إلى قاضي تنفيذ العقاب بهدف تسهيل موضوع علاج عبدالجليل السنكيس، وخصوصاً بعد أن اكتشف في الفترة الأخيرة معاناته من آلام حادة بسبب وجود حصاتين في الكلية»، مشيراً إلى أن «تلك الآلام لا ينفع لها أي دواء وهي تحتاج إلى عملية لإزالة الحصى».

وأوضح «المشكلة التي لا تزال تمنع مشيمع والسنكيس من الزيارة والعلاج هي مشكلة اللباس، فموضوع اللباس لايزال عائقاً يمنعهما من العلاج أو التقاء المحامين أو الأهل بهما».

مضيفاً: «قمتُ بمراجعة قانون السجن والمبادئ الدنيا في معاملة الموقوفين، كما راجعت كل الاتفاقيات؛ وجميعها تنص على أن للمسجون ما عدا منع حريته، فلا يمنع من زيارة أو لباس يختاره أو علاج يحتاجه، وخصوصاً العلاج للأشخاص المتقدمين في السن مثل مشيمع أو المصابين بإعاقات من مثل السنكيس»، مردفاً: «عندما نتحدث عن السنكيس فلا نتحدث فقط عن معاناته من الحصى، بل عن متابعة عملية الأذن التي أجريت له لترقيع الطبلة، ونتحدث عن شخص يعاني من عدة أمراض مثل السكري والضغط وأمراض مزمنة تظهر من وقت لآخر».

وطالب التاجر «إدارة السجن بتوفير الرعاية المناسبة لهم، في ظل إجبارهم على لباس معين، لشخص مسجون داخل زنزانة؛ والسؤال هو ما أهمية ذلك اللباس؟، وكل ذلك مع الأخبار التي تتداول من عدم توافر الماء الحار أو منع دخول البطانيات أو اللباس الشتوي، خصوصاً في هذا الجو الشتوي، أو حتى من إدخال (قطعة بلاستيكية) توضع أسفل العكاز».

وتابع: «كمحامين نتلقى العديد من الاتصالات من الأهالي بشأن متابعة أحوال موكلينا، ولكن - وللأسف - لا نجد أن القرارات الصادرة من قاضي تنفيذ العقاب أو حتى الوصول إلى السجن ينفع، مع العلم أننا خاطبنا المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وديوان التظلمات، وطلب منا ملء الاستمارات وقمنا بذلك».

وبخصوص الزيارة أشار التاجر إلى أنه «تم خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي تحديد موعدين لأهالي عبدالجليل السنكيس لزيارته، وعند حلول الموعد يطلب منه ارتداء الملابس وعند رفضه يتم إلغاء الزيارة».

وأفصح عن أن «المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب سبق وأن تدخل بسبب منع العلاج، إذ يعتبر استمراراً لنوع من أنواع التعذيب، أمّا موضوع الزيارة فيتم تحديد مواعيد ولكن لا تنفذ هذه الزيارات»، معرباً عن «الخشية من إبلاغ الجهات التي تتابع موضوع الرموز أن الزيارة تتم وذلك بناءً على تلك المواعيد التي لا تنفذ».

وأضاف التاجر: «بعد تدخل مانديز، تم أخذهم إلى المستشفى العسكري بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتم فحصهم من قبل أكثر من استشاري، لكن المشكلة الرئيسية أن العلاج الذي تم تقريره بناءً على الكشوفات لم يتم، وإنما فقط أخذوا للكشف واللقاء ببعض الاستشاريين».

وواصل: «فنتائج مشيمع الخاصة بالسرطان لا نعرفها إلى اليوم، وذلك بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على سجنه، ولا نعلم هل يأخذ الدواء الذي يمنع عنه عودة المرض أم لا. أما السنكيس فيتعرض لآلام مبرحة خلال الفترة الأخير بسبب الحصاتين، ولحد الآن لم يأخذ العلاج المناسب ولم تتم إزالة الحاصتين».

وفي سياقٍ ذي صلة، أشار المحامي محمد التاجر إلى الحال الصحية للمعتقل السيدماجد السيدحسن الذي أجريت له عملية إزالة رصاصة من رئته، موضحاً أن «أهله لم يزوروه، ولم يبقَ في المستشفى أكثر من يوم واحد للمتابعة مع العلم أن رئته تمزقت بفعل الرصاصة».

وبحسب ما أفاد التاجر نقلاً عن أهالي المعتقل أن «إدارة سجن الحوض الجاف أخذت الأدوية من الموقوف».