العدد 4141 - الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ

"الدولة الاسلامية" تعلن حربا مفتوحة ضد مقاتلي المعارضة السورية والحكومة العراقية

اعلنت الدولة الاسلامية في العراق والشام حربا مفتوحة على مقاتلي المعارضة السورية الذي تخوض في معارك عنيفة معهم منذ ستة ايام، وعلى الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي التي تقاتلها في محافظة الانبار في غرب البلاد.

في غضون ذلك، افرج عن صحافيين سويديين خطفا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في سوريا، بحسب ما افاد دبلوماسي سويدي.

وتوعد المتحدث الرسمي باسم الدولة الاسلامية الشيخ ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي الثلاثاء، ب "سحق" مقاتلي المعارضة، معتبرا ان اعضاء الائتلاف السوري باتوا "هدفا مشروعا" لمقاتلي تنظيمه.

وتوجه الى مقاتلي الدولة الاسلامية بالقول "اسحقوهم سحقا وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله".

وتخوض الدولة الاسلامية منذ الجمعة معارك عنيفة مع تشكيلات معارضة هي "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا".

وتشارك جبهة النصرة التي تعد بمثابة ذراع القاعدة في سوريا، في بعض المواجهات الى جانب المعارضين، لا سيما في مدينة الرقة (شمال)، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وكان زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني دعا في تسجيل صوتي الثلثاء الى وقف هذه المعارك التي رأى فيها "فتنة بين المسلمين"، محملا "السياسة الخاطئة" للدولة الاسلامية مسؤولية اندلاع المواجهات التي ادت الى مقتل 385 شخصا بين الجمعة ومنتصف ليل الثلثاء الاربعاء، بحسب ما افاد المرصد السوري اليوم.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان القتلى هم 198 مقاتلا معارضا، و131 عنصرا من الدولة الاسلامية، و56 مدنيا.

ونشطت جبهة النصرة في القتال داخل سوريا منتصف العام 2011، وظهرت الى العلن منذ مطلع العام 2012. واعلن زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي في نيسان/ابريل 2013 دمج تنظيمه والنصرة تحت مسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الا ان الجولاني رفض الخطوة وبايع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مباشرة.

ويتهم ناشطون الدولة الاسلامية بتطبيق معايير متشددة والقيام باعمال باعتقالات واعمال خطف وقتل.

ووجه العدناني تحذيرا شديدا اللهجة الى الائتلاف السوري الذي اعلن في وقت سابق دعمه "الكامل" للمقاتلين المعارضين في هذه المعارك.

واعتبر ان "الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الاركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر (...) وكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان" ما لم يعلن رفضه "قتال المجاهدين".

وفي الشأن العراقي، طالب العدناني سنة البلاد الذين يقاتلون القوات الحكومية بعدم القاء السلاح، قائلا "يا اهل السنة لقد حملتم السلاح مكرهين (...) فاياكم ان تضعوا السلاح فان تضعوه هذه المرة فلتستعبدون لدى الروافض ولن تقوم لكم قائمة بعدها".

وخسرت القوات العراقية السبت الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، سيطروا على اجزاء من مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد).

وتعليقا على المعارك الدائرة في سوريا، قال الخبير في الحركات السلفية المعاصرة رومان كاييه ان "الدولة الاسلامية غير قادرة على الانتصار بمفردها ضد تحالف من كل قوى المعارضة المسلحة. هدفها هو دفع عدد من الكتائب الاسلامية الى مفاوضات منفردة بهدف كسر التحالف" ضدها.

واضاف "لهذا تعمد الدولة الاسلامية الى وسيلة ضغط تقوم على سحب نحو 750 من عناصر من خطوط المواجهة مع النظام في محافظة حلب. حرب طاحنة ضد الدولة الاسلامية وهجوم من القوات النظامية على (المعارضة) في حلب سيكون كارثيا بالنسبة للمقاتلين، لذا من الواضح ان الوقت هو لصالح الدولة الاسلامية".

ميدانيا، فقدت "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اليوم سيطرتها على مقرها الرئيسي في حلب، وهو مستشفى الاطفال في حي قاضي عسكر، بحسب المرصد الذي اشار الى ان مصير مئات المقاتلين المتحصنين فيه مجهول.

وتدور مواجهات بين الطرفين في مدينة الرقة (شمال) التي تعد معقل الدولة الاسلامية، وحيث يحقق الجهاديون بعض التقدم بعد استقدامهم تعزيزات من دير الزور (شرق)، بحسب المرصد.

وتعليقا على المعارك الدائرة، قال مصدر امني سوري لفرانس برس "اننا مستفيدون بكل الاحوال من هذا الوضع".

واضاف "ما يجري مؤشر على فشل هذه الجماعات الارهابية ومن يدعمها ومن يمولها وعدم قدرتها على احراز اي نجاحات"، معتبرا هذا التقاتل "احد اوجه الصراع بين القوى التي تحرك هذه المجموعات: تركيا وقطر والسعودية"، في اشارة الى الدول الداعمة للمعارضة السورية.

وفي محافظة حلب، قتل ثمانية اشخاص في قصف من الطيران السوري على بلدة تل رفعت، بحسب المرصد.

وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف كانون الاول/ديسبمر لقصف من الطيران السوري، ادى الى مقتل اكثر من 600 شخص، بحسب المرصد.

واليوم، اكد السفير السويدي في لبنان وسوريا نيكلاس كيبون انه "تم الافراج عن الصحافيين" اللذين فقدا في تشرين الثاني/نوفمبر في سوريا، وهما المصور المستقل نيكلاس هامارستروم والصحافي المستقل ماغنوس فالكيهيد المقيم في باريس.

سياسيا، افاد مصدر رسمي في باريس ان وزراء 11 دولة من مجموعة "اصدقاء سوريا"، ابرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، سيعقدون الاحد اجتماعا مع الائتلاف السوري، قبل ايام من الموعد المقرر لمؤتمر دولي في سويسرا لحل الازمة.

ويأتي هذا الاعلان فيما ارجأ الائتلاف اتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في هذا المؤتمر الذي يبدأ في مدينة مونترو في 22 كانون الثاني/يناير.

وبعد اكثر من يومين من النقاشات الحادة في اسطنبول، قررت الهيئة العامة للائتلاف تعليق المداولات وعقد اجتماع جديد في 17 كانون الثاني/يناير، قبل ايام من المؤتمر الذي اصطلح على تسميته "جنيف 2".

وتواجه المعارضة انقساما حول المشاركة، مع الرفض القاطع للمجلس الوطني السوري - احد ابرز مكونات الائتلاف - لهذه المشاركة.

وسبق للائتلاف ان ابدى استعدادا مبدئيا للمشاركة بشرط ضمان الا يكون للرئيس بشار الاسد اي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:42 م

      زائر

      انشاء الله الى زوال التكفييريين من سوريا والعراق

    • زائر 1 | 10:33 ص

      اللهم أشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين أيديهم سالمين

      المشكله يتقاتلون ويقتلون من بينهم وبعدين يضمون اعداد القتلى من ضمن عدد الشهداء في سوريا

اقرأ ايضاً