قالت وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للانباء اليوم السبت (1 فبراير/ شباط 2014) إن كبار رجال الدين المحافظين اعلنوا تأييدهم للرئيس حسن روحاني في مواجهة المتشددين المعارضين للاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الكبرى.
وأضافت الوكالة أن اسحق جهانجيري النائب الأول للرئيس زار رجال الدين في مدينة قم لشرح الاتفاق في مسعي للحصول على تأييدهم في "قضايا سياسية خارجية معقدة" قبل المحادثات التي ستبدأ الشهر القادم للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد.
ويستهدف اتفاق مؤقت توصلت إليه إيران والقوى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في نوفمبر تشرين الثاني في جنيف اقناع إيران بوقف اجزاء من انشطتها النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات.
وانتقد المتشددون من رجال الدين المقربين من الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي وقادة الحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات التنازلات المؤقتة التي قدمها روحاني رغم ان خامنئي ما زال يدعم الرئيس حتى الان.
وخامنئي له القول الفصل في جميع مسائل الدولة بما في ذلك القضية النووية.
وتهدف المحادثات التي ستجرى في 18 فبراير شباط إلى التوصل لاتفاق شامل يحدد المجال المسموح به لانشطة إيران النووية. وتخشى القوى الغربية ان يكون الهدف من البرنامج النووي الإيراني هو اكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران.
وقالت وكالة الانباء الإيرانية ان استجابة رجال الدين في قم بوسط إيران كانت ايجابية بالإجماع. ومن المرجح ان يعزز دعم رجال الدين في قم موقف حكومة روحاني في جولة المحادثات القادمة في فيينا بعد ان حظيت بالفعل بدعم المزيد من رجال الدين المؤيدين للاصلاح.
ودعم رجال الدين ضروري لاتصالهم المباشر مع المواطنين الإيرانيين خلال الدروس الدينية حيث يستطيعون حشد الناس للتعبير عن تأييدهم للاتفاق الذي تسعى طهران بموجبه لانهاء عقوبات اقتصادية مؤلمة أضرت بشدة باقتصادها المعتمد على النفط.
وقال رجل الدين آية الله لطف الله صافي كلبايكاني "هذه الحكومة احيت الامل في مجتمعنا. طريقتها في التواصل تجعلنا متماشين مع ثقافات اخرى" في إشارة إلى اسلوب روحاني مقارنة بسلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد منذ فوز روحاني الساحق في الانتخابات.
وفي اشارة لدعمهم لروحاني ألقى بعض رجال الدين باللوم على حكومة أحمدي نجاد في تراجع الاقتصاد بالاضافة إلى عزلة إيران السياسية.
ونقلت وكالة الانباء الإيرانية عن رجل الدين المحافظ آية الله عبد الله جوادي آملي قوله ان "افتقار الحكومة السابقة للزعامة هو مصدر الكثير من مشكلاتنا اليوم."
وأدى انتخاب روحاني إلى تحسين العلاقات مع الغرب بعد سنوات من المواجهة والمواقف العدائية. ووعد روحاني باتباع سياسة خارجية متسقة من "التعقل والتحديث" لانعاش الاقتصاد.
وذهب رجل دين محافظ اخر يدعى ناصر مكارم شيرازي الى ابعد من ذلك قائلا "كل ما فعلته الحكومة السابقة جلب قدرا من المشكلات. على الادارة الحالية معالجة ذلك بشكل تدريجي."