أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس الأحد (16 فبراير/ شباط 2014) أن حزبه «سينتصر» في معركته مع «الإرهاب التكفيري» في سورية، واصفاً هذه المعركة بـ «الاستباقية» حتى لا يجتاح هذا الإرهاب لبنان.

وقال نصرالله، في خطاب ألقاه مساء أمس عبر تلفزيون «المنار» التابع إلى حزبه: «إننا في هذه المعركة سننتصر. المسألة مسألة وقت. ما تحتاج إليه هذه المعركة المصيرية التاريخية هو الوقت. أفقها أفق انتصار وليس أفق هزيمة». وتضمن خطابه عرضاً مطولاً فسر فيه مضيَّه في المشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، وهو موضوع يلقى انتقادات واسعة في لبنان.

وأضاف أن «الخطر الثاني الذي يهدد كل دول المنطقة» بعد إسرائيل هو «الإرهاب التكفيري»، مردفاً أن «لبنان هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها»، متوقفاً عند سلسلة التفجيرات التي استهدفت لبنان خلال الأشهر الماضية وتبنتها مجموعات متطرفة.

وأضاف «في مواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في أكثر من بلد عربي وإسلامي وذهب ضحيتها مئات الآلاف... نحن معنيون بالمواجهة».

وتابع «في هذه المواجهة، يجب أن نعرف أن الأمر يتطلب الصبر والتضحية»، مضيفاً «حتى لا تذهب كل أرضنا وتهدم كل بيوتنا وتسرق كل خيراتنا ويذل كل شعبنا... من الطبيعي أن يسقط بعض الشهداء وأن يموت بعض الضحايا وأن يتضرر اقتصاديّاً. هذا جزء من المعركة».

وأكد أن الجماعات المتطرفة في سورية كانت تسعى إلى السيطرة على المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية وتدخل حزب الله «هزم مشروعها» هذا، مضيفاً «إذا سيطروا على الحدود، لن نتمكن من إحصاء السيارات المفخخة».

وسأل نصرالل:ه «لماذا يحق لبريطانيا وأميركا وكندا والسعودية وتونس وكل الدول البعيدة عن سورية أن تقلق من وجود شبابها على الأراضي السورية ولا يحق لنا نحن اللبنانيين جيران سورية وعلى حدودها ومستقبلنا وحياتنا مرتبطة بسورية... لِمَ لا يحق لنا أن نأخذ إجراءات واحترازات وحرباً استباقية؟».

وقال: «أريد أن أسال لو سيطرت الجماعات المسلحة على سورية، كيف كان المشهد؟ المشهد في الرقة ودير الزور وشمال إدلب كان سيتعمم على كل سورية كما في أفغانستان». وأضاف «لو سيطرت هذه الجماعات على كل سورية، أين مستقبل لبنان؟».

واعتبر أن هذا الخطر يطول كل المجموعات الدينية، فتوجه إلى المسيحيين «أين مطارنتكم؟ أين راهباتكم؟ أين مقدساتكم؟ أين تماثيل السيدة العذراء؟ أين رهبانكم؟»، في إشارة إلى استهداف المتطرفين رموزاً مسيحية في بعض قرى الرقة وريف دمشق وخطف راهبات ورجال دين.

كما سأل الدروز إن كانوا قادرين على حماية أنفسهم من هذه الجماعات، مشيراً إلى أن هذه الجماعات لا تقبل رأياً مختلفاً حتى داخل الطائفة السنية. وأشار إلى أن تدخل حزب الله جاء بعد أن امتنعت الدولة اللبنانية عن القيام بشيء إزاء الخطر الداهم.

من جهة ثانية، قال نصرالله: «نتمنى أن يأتي اليوم ويصبح الجيش اللبناني القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان».

وبشأن التهديدات الإسرائيلية للبنان، اعتبر نصرالله أن «العدو يعرف أنه لا يخيفنا ولا يمكنه أن يمسّ بعزمنا، ويعرف أن المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت».

ولفت إلى أن الإسرائيلي «يعتبر الوضع فرصة له للهجوم على المقاومة في لبنان والضغط عليها، وقد يتم استغلال بعض الفرص لبعض الأعمال العدوانية»، معتبراً أن «إسرائيل عدو وخطر على لبنان وعلى أمنه وسيادته ونفطه ومياهه».

واتهم نصرالله إسرائيل بأنها تسعى مع الإدارة الأميركية إلى «تصفية القضية الفلسطينية؛ لأن كل دولة (عربية) مشغولة بحالها».

في الاثناء، أعلن الجيش اللبناني أمس عن ضبط سيارة مفخخة تحتوي كمية من المتفجرات في منطقة جرود بلدة حام - قضاء بعلبك في وادي البقاع شرق لبنان.

وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أنه «بتاريخه نحو الساعة 15:11 ، اشتبهت قوى الجيش بسيارة نوع راف 4 رباعية الدفع ويقودها أحد الأشخاص في منطقة جرود بلدة حام قضاء بعلبك، حيث قامت بملاحقتها وإطلاق النار باتجاهها، ثم تمكنت من توقيفها بعدما أقدم سائقها على الفرار».

من جانب آخر، رحبت الولايات المتحدة الأميركية أمس الأول (السبت) بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان إلا أنها أوضحت أن ذلك يمثل فقط «خطوة أولى» في قائمة طويلة من التحديات التي تواجه لبنان.