أكد المشاركون في ندوة "المتغيرات الاقليمية واثرها على منظمة دول مجلس التعاون" ضمن الملتقى "الاعلامي الكويتي البحريني" الذي افتتح اليوم الاحد (23 فبراير/ شباط 2014) ان المشروع الاصلاحي لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة وضع رؤية شاملة لمستقبل البحرين , مشددين على أهمية الوحدة الخليجية التي يطلع اليها كافة مواطني الخليج .
وقال السفير كريم الشكر وكيل وزارة الخارجية خلال الجلسة والتي شارك فيها وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي, وادارها الاعلامي سعد السعيدي ان المشروع الاصلاحي لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة والذي اشتمل على ميثاق العمل الوطني وضع رؤية شاملة لمستقبل البحرين , فيما وضع سمو الشيخ عيسى بن سلمان أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه اللبنات الاساسية لدولة القانون .
وأوضح ان القيادة في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون قامت بدور بفعال في خروج البحرين من الازمة التي ألمت بها في الفترة الماضية بأقل الاضرار الممكنة , مؤكدا أهمية ممارسة الديمقراطية بالتدرج والحكمة وعدم استيراد تجارب دولة غربية , مشيدا في هذا الصدد بتجربة الكويت الرائدة في هذا المجال.
ونوه بالاصلاحات الديمقراطية في دول مجلس التعاون, مثنيا في هذا الصدد على إصلاحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود عاهل المملكة العربية السعودية , والتي اثمرت ضمن ما أثمرت من تشكيل ثلث مجلس الشورى السعودي من النساء في نقلة نوعية كبيرة , منوها الى اتساع دور المرأة والشباب والبرلمانات في الدول العربية من أجل الاصلاح وارساء الديمقراطية سواء عن طريق الشورى , أو الانتخاب المباشر.
وقال ان أهم قضية تشهدها المنطقة حاليا هي التوسع والامتداد الايراني الكبير والخطير في المنطقة من العراق الى سوريا ولبنان وفلسطين , كما تعد الازمة السورية أحد أهم الازمات الحالية , منوها في هذا الصدد بقرار مجلس الامن الاخير بانشاء مناطق أمنة لايصال المساعدات الانسانية عقب مقتل الالاف السوريين , وعقد مباحثات جنيف 2 .
ونوه الى التقارب الايراني الامريكي الغربي بعد وصول الرئيس الايراني حسن روحاني الى سدة الحكم في ايران , معربا عن امله ان يصب هذا التقارب في مصلحة الامن والاستقرار بالمنطقة , غير انه حذر من مصير تجربة الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي والتي انتهت بالفشل نتيجة وجود متطرفين في البرلمان والحرس الثوري الايراني .
وبين ان الانسحاب الامريكي الجزئي من المنطقة , وتوجها الى نحو شرق اسيا يطرح مسألة جوهرية وهى لماذا يتم هذا الانسحاب في هذا التوقيت , رغم وجود تبريرات بالقول انه للحد من القوة الصينية المتصاعدة .
واضاف ان ما يسمى بالربيع العربي تختلف تأويلات حدوثه وهل كان نتيجة لديكتاتوريات عربية , اما التدهور الاقتصادي والامني في ظل مطالبة المواطنين في العديد من الدول العربية با " العيش والحرية والكرامة " , محذرا في هذا الصدد من ان هذه التطورات صاحبها تدخلات دولية أثرت على منطقتنا .
واضاف ان غزو نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة في 1990 تبدو فيه ملامح مؤامرة , حيث تحول العراق من دولة حامية للبوابة الشرقية للأمة العربية , والدرع الواقي من قضية تصدير الثورة الايرانية الى خنجر في قلب الامة العربية .
واوضح انه عقب تحرير الكويت جاء المفهوم القومي ممثلا في "اعلان دمشق" لمنع اية عملية غزو عربي عربي , مع بحث كيفية تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة في 1950 والتي تعد جزءً لا يتجزأ من ميثاق الجامعة العربية , غير انه اوضح ان تجربة اعلان دمشق لم يكتب لها النجاح لعجزها عن توفير الأمن وبناء معالم تنمية عربية مشتركة تخلق الاستقرار والامن , منوها الى ان القمة العربية الاقتصادية في الكويت كانت تصب في اتجاه كيفية تعزيز الاستقرار والامن في المنطقة .
واختتم حديثه قائلا ان طرح مسألة كيفية معالجة هذه التحديات , يتطلب الاستفادة من الخبراء والمفكرين الخليجين والعرب .
من جهته أكد وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي أهمية الوحدة الخليجية حيث نمتلك كافة المقومات والعوامل المشتركة لإنشاء هذه الوحدة التي يطلع اليها كافة مواطني الخليج , غير انه اشار الى ان تحقيق وحدة فيدرالية خليجية يصعب الوصول اليه في المستقبل المنظور .
وأوضح انه يوجد حاليا الكثير من عوامل الوحدة "الكونفيدرالية" في اطار منظومة مجلس التعاون على ارض الواقع في المجالات العسكرية "درع الجزيرة" , والاقتصادية , غير انها في موضوع السياسة الخارجية يوجد بها نوع من التباين وليس الاختلاف على حد تعبيره .
واضاف ان العراقيل والمشكلات التي تقف امام الوحدة الاقتصادية تأتي بسب بعض الظروف الداخلية , واخرى ناتجة عن قوى "الاحتكار والمصالح" , مؤكدا ان قرارت اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قممهم السنوية رائعة لكنها تصطدم بعراقيل وليس سياسية عليا تؤخر تنفيذها.
وشدد على ان تجربة مجلس التعاون الخليجي تعتبر تجربة رائدة في ظل الفشل الذريع لكافة انواع واشكال الوحدات العربية , حيث نجح في المرور من "عواصف جارفة " .
ونوه الى تجارب وحدات عربية عظيمة حيث قام الملك عبدالعزيز ال سعود طيب الله ثراه بتوحيد المملكة العربية السعودية التي تقارب مساحتها اوروبا الغربية , كما قام الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان بتوحيد الامارات العربية في دولة واحدة .
وقال انه وجود تباين في السياسة الخارجية الخليجية حاليا في العراق وايران وسوريا ومصر , غير انه رأي ان ذلك ليس بالشئ السلبي على الدوام لاسيما وان الاتحاد الاوربي لا يرسم سياسة خارجية واحدة لكل الدول الاوروبية والتي نرأى اختلاف مواقفها تجاه القضية السورية على سبيل المثال .