أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي لافتتاح مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي صباح اليوم الخميس (27 فبراير / شباط 2014)، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب الرئيس الفخري لجمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر خليفة أحمد الظهراني.

وقال وزير الصحة في كلمة خلال حفل الافتتاح إن إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية وتشغيله يأتي بتوجيهات سديدة من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث كان هذا المشروع على قائمة الأولويات لدى سموه الكريم، سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر.

وأضاف ان هذا المشروع انتظرناه جميعا وكلنا أمل أن نتمكن من خلاله من تحسين نوعية الرعاية الصحية المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي وغيره من أمراض الدم الوراثية، وأشار إلى أن مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية الأخرى باتت تشكل أحد ملامح وخصوصيات مجتمعنا البحريني، لذلك كان لابد لنا أن نعمل معا لنحد من حجم المعاناة ونتصدى للمرض على مستوى الصحة الوقائية أولا ثم العلاجية.

وأوضح وزير الصحة أن هذا المركز الجديد سيعمل بشكل تدريجي حتى نتمكن من تشغيله بطاقته الكبرى بحسب الجدول الزمني المتفق عليه والمعد بهذا الخصوص، مؤكدا أنه يجب أن نفخر جميعا بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين متمثلة في برامج وزارة الصحة المتعددة، فقد انخفضت عدد الإصابات الجديدة بمرض فقر الدم المنجلي من 2% في الثمانينات إلى 0.4% بحسب الإحصاءات المسجلة عام 2010م، وانخفضت نسبة الإصابة بين الأطفال المصابين بالمرض من 20 مصابا لكل ألف مولود إلى 4 مصابين لكل 1000 مولود خلال الأعوام السابقة.

وتابع الوزير قائلا "نفخر أنه من بين مرضى فقر الدم المنجلي أعضاء فاعلين ومنتجين يعملون من أجل الارتقاء بوطننا الحبيب مثل الاطباء والمدرسين والمهندسين والنواب، استطاعوا برغم المرض والمعاناة أن يحققوا النجاح، ونفخر بوجود جمعية أهلية نشطة همها رعاية مرضى فقر الدم المنجلي والدفاع عن حقوقهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم، ونفخر بهذا المركز الطبي المتكامل الذي حظي برعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة، ولقد خصصت وزارة الصحة هذا المبنى المتكامل للعناية بالمرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية، الذين يعانون من مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية".

وأكد أن هذا المركز النموذجي يعد من أكبر المراكز المتخصصة في المنطقة ويشمل 90 سريراً، وعيادات تخصصية متنوعة تهدف إلى تقديم خدمات علاجية وتشخيصية للمرضى خلال نوبات المرض الحادة ومضاعفاته، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية المستمرة التي تركز في الصحة الوقائية وتحسين جودة الحياة، وسوف يدار من قبل 128 موظفاً وموظفة من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإدارية المؤهلة لعلاج مثل هذه الحالات المرضية، وقد بلغت كلفة تجهيز هذا المركز 4.7 مليون دينار بحريني.

وأشار إلى أن الرعاية المتكاملة لمرضى فقر الدم المنجلي بجميع أبعادها بداية بفحص المواليد والحرص على التطعيم ضد الأمراض المعدية وإعطاء المضادات الحيوية والأدوية المتخصصة مثل الهايدروكسي يوريا، والمتابعة الدورية، والجهود الجبارة لمكافحة انتشار المرض مثل التوعية بطرق الوقاية والرعاية والفحوصات المختلفة قد غيرت واقع المرض ومجراه، ونجحت في الحد من انتشاره، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية العالمية وما عزز إصرارنا على انجاز هذا المشروع لنحقق من خلاله الشمولية المطلوبة في الوقاية والعلاج، ويبقى الآن أن نعمل جميعا من أجل إنجاحه، والوصول به إلى مستوى طموحاتكم وغاياتكم نحو غدا أفضل لمرضى الدم المنجلي.

وقال ان الوزارة تطمح إلى تقليل عدد المرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية بشكل أكبر من خلال سن التشريعات والتوعية والتثقيف والبحث والمعرفة، وفي هذا المقام أحث جميع العاملين بالمركز على بذل المزيد من الجهد للعناية بالمرضى والسهر على راحتهم، ونأمل من اخواتنا وإخواننا المرضى حسن التعامل مع الفريق الطبي والصحي العامل بالمركز، الذي يسهر لراحتكم ويبتغى رضاكم والاهتمام بمرافق هذا المركز الذي تم أنشاؤه وتجهيزه على أعلى المستويات من أجل تحقيق راحة المريض.

وتوجه وزير الصحة في ختام كلمته بأسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان إلى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على رعاية سموه لحفل افتتاح المركز وعلى توجيهات سموه ومتابعته المستمرة لإنشاء مركز أمراض الدم الوراثية.

كما توجه الوزير بالشكر إلى الفريق الطبي المخلص وإدارة مجمع السلمانية الطبي وجميع العاملين في وزارة الصحة وكذلك جمعية رعاية مرضى السكلر، والجمعية الاهلية لأمراض الدم الوراثية على جهودهم المتفانية التي لولاها لما اجتمعنا اليوم ببداية جديدة أتمنى أن تخفف من معاناة مرضانا وتعينهم على التعايش مع مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية، وتوجه بالشكر كذلك إلى جميع الجهات التي شاركت في تنفيذ المشروع الهام بدءاً من وزارة الأشغال وجميع الجهات الحكومية التي ساندتنا في العمل لإنجاز المشروع، مباركا لجميع مرضى أمراض الدم الوراثية افتتاح مركزهم، متطلعا إلى أن يساهم افتتاحه في التخفيف من معاناتهم، واحداث التطور في مستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم جميعا.

الجدير يذكر مملكة البحرين العزيزة، ويُعد هذا المركز حدثاً مهماً وإنجازاً يُضاف إلى إنجازات وزارة الصحة الكثيرة في مجال تطوير وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، وستقدر الكلفة التشغيلية سنويا للمبنى حوالي 3.2 مليون دينار بحريني، حيث كان هذا المشروع على قائمة الأولويات سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر.

وقد خصصت الوزارة هذا المبنى المتكامل لمرضى أمراض الدم الوراثية، لبدء مرحلة جديدة للتصدي لمكافحة أمراض الدم الوراثية التي يعاني المصابون بها من مضاعفات جسدية ونفسية، وسيشمل هذا المركز النموذجي الذي سيعمل بطاقة استيعابية لـ 90 سرير موزعة على أربعة طوابق تشمل جميع الأقسام والخدمات اللازمة لتشخيص وعلاج أمراض الدم الوراثية، وسيقدم هذا المركز خدمات نوعية للمصابين بالأمراض الوراثية.

ويحتوي المركز على طابق أرضي، وثلاثة أدوار، حيث يضم المركز قسم للحوادث والطوارئ، وأسرّة للأطفال، وأسرّة للرجال البالغين، وأسرّة للنساء البالغات، بالإضافة إلى غرف خاصة، وعيادات، وغرف معالجة، كما يضم كافة الخدمات المساندة الأخرى، وقاعة انتظار ومكتب استقبال. كما يشمل على وحدة للإقامة القصيرة وأخرى للإقامة الطويلة، وغرفة ترفيه للأطفال، وغرف استراحة، ومخازن، وغرف الاستشاريين، وغرف نفايات، وغرف توزيع الوجبات، وغرف الممرضين المسؤولين، وغرف اجتماعات، وغرفة للتوعية والتثقيف. ومع افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية سيسهم ذلك في تقليل الضغط والعبء على قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، كما سيسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة إلى هذه الفئة من المرضى.