العدد 4197 - الثلثاء 04 مارس 2014م الموافق 03 جمادى الأولى 1435هـ

البرلمان العربي يعقد جلسة استماع بشأن الأمن القومي العربي

القضيبية – مجلس النواب 

تحديث: 12 مايو 2017

عقد البرلمان العربي برئاسة أحمد الجروان رئيس البرلمان جلسة استماع بشأن الأمن القومي العربي على هامش أعمال الجلسة الثالثة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب البحريني خليفة أحمد الظهراني، ورئيس مجلس الشورى البحريني علي صالح الصالح.

وفي بداية الجلسة ألقى رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، كلمة تقدم من خلالها بالنيابية عن أعضاء البرلمان العربي إلى ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولحكومة جلالته وللشعب البحريني الكريم على استضافتهم لأعمال البرلمان العربي في الجلسة الثالثة لدور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الأول في المنامة.

وأشار إلى أن الجلسة الثالثة للبرلمان العربي تعقد في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للوطن العربي تتجلى على وجه الخصوص في النزاعات الداخلية المتفاقمة وتعاظم التهديدات المتعددة الأوجه التي تستهدف كيان الأمة العربية، مما يتطلب منا جميعاً مزيداً من الوحدة والتضامن ورص الصفوف لإفشال كل المخططات التي ترمي في المحصلة إلى إخضاع الأمة العربية و إبقائها تحت النفوذ، و صرفها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري المنشود.

وأضاف الجروان أن استشراء ظاهرة الإرهاب المقيت الذي يطال العديد من البلدان العربية والذي يعمل على زعزعة إستقرارها وترويع الآمنين في البلدان العربية مثل مصر وليبيا واليمن والعراق وسورية ولبنان والصومال، وحتى في بلدان آمنة مثل مملكة البحرين الشقيقة، جاء ليزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلا، ويسهل تنفيذ أجندات أجنبية علينا أن نجند لإفشالها . وآخر فصول هذه العمليات هو العمل الإرهابي الجبان الذي تعرض إليه منتسبو قوات الأمن البحرينية قبل يومين وراح ضحيته قتلى وجرحى أبرياء. وإننا ندد ونشجب مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة الدخيلة على مجتمعاتنا و ثقافتنا العربية، ونعزي أسر الشهداء وقيادة وحكومة وشعب البحرين بهذا المصاب الجلل، داعياً الدول العربية والاسلامية والصديقة إلى الوقوف خلف قيادة البحرين لوقف مثل هذه الأعمال الارهابية في جميع المحافل الدولية وتجفيف منابع الفتن والارهاب.

وبين أن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الصهيوني، والقضية المحورية للأمة العربية، طالما لم يُمَكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية، متمثلتاً في بناء دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف ، كما يعتبر البرلمان العربي أن الحل العادل للقضية الفلسطينية سيشكل أساساً لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة ويهيئ مقومات الاستقرار اللازم للتنمية والرقي، ويجدد البرلمان العربي بالمناسبة تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد القدس وبسط السيادة الصهيونية الكاملة عليها، وتغيير معالمها الديموغرافية العربية .

وأوضح أن الأمة العربية تواجه تحدياً خطيراً آخر يتمثل في الأزمة، بل المأساة، السورية التي ستدخل عامها الرابع قريباً. أن تعقيدات هذه الأزمة والتشابك بين العناصر الداخلية والخارجية نظراً للموقع الجيوسياسي الهام لسوريا، يزيد من صعوبة التوصل إلى الحل المنشود. الحل الذي لا نراه إلا حلاً يصنعه جميع السوريين، من كافة مكونات وأطياف الشعب السوري، كما أصبنا بخيبة أمل من نتائج مؤتمر جنييف 2، التي أتت دون تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، داعياً إلى تعزيز العلاقات الإقليمية وإقامة شراكات تحفظ لمواطني المنطقة بصورة عامة الأمن والاستقرار وبما لا يسمح لأي طرف من كان التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

كما دعا رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي الى تحمل مسئولياته تجاه مراعاة التحقق من التقارير اللا مسئولة، والمضللة، والتي تصدر من منظمات تدعي الحياد، ضد دول تبذل الكثير من الجهد في تحقيق الرخاء لمواطنيها.

واختتم كلمته بإعرابه عن سعادته بأن تكون "المنامة" أول عاصمة عربية تشهد عقد أولى جلسات التعاون بين البرلمان العربي و جامعة الدول العربية. ونجدد الترحيب بالسفير وجيه حنفي الذي يمثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي المنهمك كما تعرفون في التحضير لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، تحسبا للقمة العربية الـ25 التي ستعقد في الكويت خلال الأسبوع الأخير من مارس / آذار الجاري.

بعدها ألقى رئيس مجلس النواب البحريني خليفة أحمد الظهراني كلمة تقدم في بدايتها بخالص العزاء والمواساة لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذين طالتهم يد الإرهاب الآثمة مساء يوم الاثنين الماضي وسقطوا فـــي ســبــيـــل الوطن وأمنه واستقراره ومنجزاته ودفاعاً عن حياة مواطنيه والمقيمين على أرضه.

وأعرب رئيس مجلس النواب عن ترحيبه بانعقاد أعمال اجتماعات البرلمان العربي في مملكة البحرين مشيداً في هذا المجال بالدعم الكبير الذي توليه القيادة وعلى رأسها عاهل مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لمثل هذه الاجتماعات بين البرلمانات العربية، والتي تسهم في تعزيز العلاقات الأخوية، وتعمل على الدفع بالعمل العربي المشترك خطوات كبيرة، نحو التكامل والتنسيق.

وبين أن مملكة البحرين حققت الكثير من الانجازات وعلى مختلف الأصعدة منذ أن بدأت مشروعها الإصلاحي ومسيرتها الديمقراطية، برعاية ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأن البحرين على الرغم مما تتعرض له من أعمال إرهابية مدعومة ومخطط لها من جهات خارجية معروفة تستهدف أمنها واستقرارها ومنجزاتها الوطنية وحياة مواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة، سوف تواصل طريق الإصلاح والبناء والتنمية بكل إصرار، وان يد العدالة سوف تطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين.

وأعرب رئيس مجلس النواب عن تقديره للبرلمان العربي دعمه المستمر لأمن البحرين واستقرارها، ونأمل ان تستمر هذه الجهود المباركة في كل ما من شأنه خدمة القضايا العربية في كل المحافل الدولية والعمل على تعزيز المصالح المشتركة والأمن والاستقرار للجميع، من أجل أن نصنع لأبنائنا حاضرا أفضل ونهيئ للأجيال القادمة مستقبلاً أكثر إشراقا.

بعدها ألقى رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح كلمة أدان من خلالها العمل الإرهابي الآثم الذي أودى بحياة عدد من رجال الأمن الذين نحسبهم شهداء عند الله، متوجهاَ بالدعاء إلى الله تعالى أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب.

وعبر عن ترحيبه باحتضان مملكة البحرين لهذا التجمع البرلماني العربي، شاكراً ومقدراً للبرلمان العربي المساعي الدءوبة على طريق تعزيز العلاقات البرلمانية العربية المشتركة، والعمل كمظلة داعمة للحوار وتبادل الرأي حول كافة القضايا والأمور التي تهم المنطقة وإعلاء صوت البرلمانات كشريك مهم في عملية الإصلاح والتنمية.

وأشار إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة تتسم بمتغيرات على جميع الأصعدة وعلى رأسها المتغيرات السياسية التي تتطلب حلولاً جماعية عاجلة، وقرارات حاسمة لمواجهتها تصب في الصالح العام العربي، مؤكداً أن أعضاء البرلمان العربي لم يكونوا في يوم من الأيام بمعزل عن هذه القضايا ، معبراً عن تطلعه بكل اهتمام إلى هذا الاجتماع بما سيتطرق إليه من قضايا و مناقشات ، إذ أمل بأن يكون الاجتماع خطوة مهمة على طريق تعزيز التواصل بين المجالس التشريعية العربية لدراسة التحديات و المشاكل التي تعترض منطقتنا، والمساهمة بالتعاون مع حكوماتنا العربية على تذليلها وتجاوزها ،لبلوغ كل ما تطمح إليه مجتمعاتنا ، من أمن وسلام واستقرار ورخاء.

بعدها جرى توديع ضيوف الافتتاح قبل أن تلقي عضو البرلمان العربي بهية جواد الجشي كلمة أشارت من خلالها أن الحادث الإرهابي المشين الذي عبر عن حقد واستهداف مباشر ليس لرجال الأمن فحسب، وإنما لمملكة البحرين وشعبها بجميع أطيافه، مبينة أن هذا الحادث الأليم والمروع الذي راح ضحيته رجال الأمن وهم يقومون بواجبهم الوطني، إنما يمثل تصعيداً خطيراً في العمليات الإرهابية لإشعال الفتنة وضرب الوحدة الوطنية التي عرف بها مجتمع البحرين منذ القدم، وإن تماسك هذه الوحدة إنما ينبثق من تماسك الشعب والتفافه حول قيادته لوأد الفتنة والوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب.

ولفتت إلى أن الحل لن يكون إلا بتطبيق القانون، داعية أدعو البرلمان العربي لدعم تطوير وثيقة الأمن القومي العربي، والتأكيد على تضمينها مواد واضحة للتعامل مع العمليات الإرهابية، مؤكدة على دور الجامعة العربية المؤمل في ضمان تحقيق حماية وحدة البلدان العربية واستقلالها، مطالبة بإجراءات أكثر فعالية من خلال الجامعة العربية والبرلمان العربي، للتأكيد على سيادة الدول العربية وتجريم التدخل في شؤونها الداخلية والسعي لتفعيل الاتفاقيات الأمنية التي تضمن الوصول لهذه الغاية، كما ندعو البرلمانات الوطنية العربية لتنسيق وتوحيد مواقفها في المحافل والاجتماعات الدولية للتصدي لكل ما يمسّ بلداننا العربية.

وأضافت أن الأخوة الزملاء في البرلمان العربي يتواجدون في مملكة البحرين اليوم ليشهدوا بأنفسهم المسار التنموي الإصلاحي وما تحقق من انجازات ملموسة وواضحة في جميع المجالات في مساق المشروع الإصلاحي المميز لجلالة الملك وجهود الحكومة الموقرة، وكذلك ليشهدوا استهداف مملكة البحرين بأيدٍ خارجية خفية لزعزعة أمنها واستقرارها، مبينة أن مواقف هذا المحفل العربي الهام يشكل ضمانة وحماية لبلداننا العربية، وقد أثبت البرلمان العربي وفي جميع المواقف أنه أهل للمسئولية المناطة به.

بعدها ألقى محمد الحنفي أبو العينين كلمة تناول من خلالها مناقشة البرلمان الأوربي لأوضاع حقوق الإنسان في مملكة البحرين يوم الخميس 6 فبراير / شباط 2014 وإصداره توصيات وتعليقات بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، وكذلك التعليق على أحكام القضاء في مصر، وانتقاد البيان الصادر عن البرلمان إحالة عدد من الأشخاص للقضاء في مصر بينهم صحفيين ، إذ أكد على رفض أي صورة من صور التدخل في الشئون الداخلية الوطنية لأي دولة عربية من أي طرف كان، فيما أكد أن قرار البرلمان الأوربي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مملكة البحرين يعتبر تدخلاً غير مقبول على الإطلاق من جانب أعضاء البرلمان في الشأن الوطني البحريني، وتعدياً على مبدأ استقلال القضاء والفصل بين السلطات وتعطيلاً لمسيرة المملكة البحرينية في دفع جهود التنمية وتعزيز احترام حقوق الإنسان وحريات المواطنين.

ولفت إلى أن موقف بعض أعضاء البرلمان الأوربي في هذا الشأن يشير إلى انحياز البعض ضد البلدين العربيين مصر والبحرين، وتبني مواقف سياسية تصطدم بإرادة الشعبين البحريني والمصري.

وكان البرلمان العربي قد وافق على تحويل جلسة إلى جلسة خاصة لمناقشة تقرير الأمين العام بشأن الأمن القومي العربي، حيث عرض السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد للشؤون القانونية بالجامعة العربية تقرير الأمين العام للجامعة العربية والذي أدان من خلاله التفجير الإرهابي الذي وقع في مملكة البحرين وأدى لسقوط ثلاثة شهداء من رجال الأمن، في الوقت الذي أكد خلاله أن التحديات التي تواجه الأمة العربية على مستوى الأمن القومي، مبيناً الحاجة لوضع أهداف مشتركة وآلية للعمل وفق ما نص على ذلك ميثاق الجامعة العربية.

وتناولت كلمة السفير الصراع العربي الإسرائيلي و الجزر الإماراتية بالإضافة إلى الأسلحة النووية معتبراً أنها قضايا تمثل تحدياً جاداً وأساسياً للأمن القومي العربي ولم يوجد لحد الآن حل شامل لها، كما بين سعادته أن القمة القادمة للجامعة العربية ستتخذ قرارات يتم من خلالها إعادة تقييم نشاط كل الأجهزة المكونة للجامعة، وذلك لضمان تطوير عمل الجامعة.

ثم فتح المجال لخمسة من أعضاء اللجنة الخارجية والسياسية لطرح تعليقاتهم بشأن ما تضمنه التقرير، فيما توالت مداخلات أصحاب السعادة الأعضاء بشأنه، المدينة والمستنكرة للعمل الإرهابي الجبان الذي وقع في مملكة البحرين، قبل أن يتناولوا جوانباً مختلفة من شؤون الأمن القومي العربي التي وجهوا من خلالها تساؤلاتهم للأمين العام المساعد بشأنها، لتختتم بعد ذلك الجلسة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً