أدلى وزير الدفاع تشاك هيغل بشهادته حول طلب المخصّصات الخاصة بميزانية وزارة الدفاع في السنة المالية 2015 أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ في واشنطن في 5 آذار/مارس.
وقبل الإدلاء بشهادتهما حول الميزانية في 5 آذار/مارس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، فسر وزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي نشاطات وزارة الدفاع المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا.
وقد مَثَلَ هيغل وديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لمناقشة المخصّصات التي طلبها الرئيس أوباما لميزانية وزارة الدفاع في السنة المالية 2015، وألمح هيغل إلى الوضع في أوكرانيا في بيانه أمام اللجنة.
وقال الوزير هيغل، "أعتقد أنه من الواضح... أن أحداث الأسبوع الماضي تؤكد الحاجة إلى استمرار انخراط أميركا وقيادتها العالمية. وتعكس ميزانية الدفاع للرئيس هذا الواقع."
وأضاف الوزير "أن طلب الميزانية يساعد وزارة الدفاع وفروع القوات المسلحة الأخرى على اجتياز فترة يسودها الكثير من عدم اليقين في ما يتعلق بمستوى الموارد المتوفرة في المستقبل لوزارة الدفاع من أجل الدفاع عن الدولة."
وتطرّق الوزير هيغل إلى الاضطرابات في أوكرانيا التي أدت إلى اجتياح شبه جزيرة القرم من قبل القوات الروسية، وقال إنه هو والجنرال ديمبسي كانا خلال الأيام القليلة الماضية على اتصال دائم مع زملائهم وزراء الدفاع والقادة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وروسيا، وأوكرانيا.
واستطرد قائلاً "اليوم، سوف نجري اتصالاً هاتفيًا لي مع وزير الدفاع الجديد في أوكرانيا. وقد تسنى لي خلال الأسبوعين الماضيين إجراء محادثات مع وزيرين سابقين، كما تحدث الجنرال ديمبسي صباح اليوم مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو". وتحدث الوزير هيغل أيضًا في الأول من شهر آذار/مارس مع شويغو حول الوضع في أوكرانيا.
حضر الوزير مؤتمر وزراء الدفاع في منظمة حلف الناتو الذي عُقد في الأسبوع الماضي في بروكسل. وخلال وجوده هناك، اغتنم بضع ساعات للاجتماع مع لجنة أوكرانيا في حلف الناتو، وأمضى وقتًا مع وزير الدفاع الأوكراني بالوكالة ألكسندر أولينكوف.
وقال هيغل، "إن جهودنا قد تركزت عبر جميع إدارات الحكومة على وقف الأزمة المتصاعدة، ودعم الحكومة الأوكرانية الجديدة من خلال تقديم مساعدات اقتصادية وإعادة تأكيد التزاماتنا تجاه حلفائنا في أوروبا الوسطى والشرقية"، مضيفًا، "إنني أدعم بشدة نهج الحكومة لوقف هذا التصعيد."
وأشار الوزير إلى أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري كان في العاصمة الأوكرانية كييف في 4 آذار/مارس وفي باريس في 5 آذار/مارس، وكان من المقرر أن يجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 5 آذار/ مارس. لقد اجتمع مسؤولون في حلف الناتو في 4 آذار/مارس وكان من المقرر أن يجتمعوا مرة أخرى في 5 آذار/ مارس.
وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، أنها في صدد إرسال 35 مراقبًا إلى أوكرانيا. وعقدت الأمم المتحدة اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي، وتوقع الوزير هيغل تنفيذ المزيد من النشاطات على الجبهة الدبلوماسية والاقتصادية.
وأضاف الوزير هيغل أن "وزارة الدفاع أصدرت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أوامر بوقف جميع العمليات المشتركة والمناورات العسكرية مع القوات العسكرية الروسية. ويشمل ذلك مناورتين ثلاثيتي الأطراف كان من المقرر تنفيذهما مع الروس، واحدة مع الكنديين والروس، والأخرى مع النرويجيين والروس.
وتابع الوزير هيغل قائلاً إن "وزارة الدفاع تتابع اتخاذ إجراءات لدعم حلفائنا، بما في ذلك تكثيف التدريب المشترك من خلال مفرزتنا الجوية في بولندا ... وزيادة مشاركتنا في بعثة المراقبة الجوية لحلف الناتو في شبه الجزيرة البلطيقية."
وأوضح أن قائد القيادة الأميركية في أوروبا الجنرال في سلاح الجو فيليب بريلاف، قد عقد اجتماعات مع رؤساء ووزراء الدفاع في أوروبا الوسطى والشرقية.
وأشار هيغل إلى أنه يعتقد بأن "الجميع في هذه اللجنة يعرف... أن هذا هو الوقت المناسب للقيادة الحكيمة والثابتة والحازمة، وأنه الوقت بالنسبة لنا جميعًا للوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني لدعم سلامة وسيادة أراضيه. وأضاف "هذا، بالتحديد، ما سيستمر الرئيس أوباما القيام به ونحن نتابع الخيارات الدبلوماسية والاقتصادية."
وذكر الوزير أن الولايات المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وصندوق النقد الدولي اقترحت تقديم رزمات اقتصادية منفصلة هي مهمة بصورة خاصة لأوكرانيا.
وفي تصريحاته، اعترف الجنرال ديمبسي بما أسماه تطور ينذر بالخطر للأحداث في أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف الجنرال ديمبسي "أن كبار قادتنا قد أوضحوا بأنهم يرغبون في رؤية حل للاستفزاز الذي أثارته روسيا من خلال الوسائل الدبلوماسية بالتعاون والتنسيق الوثيق مع حلفائنا."
وتحدث الجنرال ديمبسي خلال الأيام القليلة الماضية أيضًا مع معظم نظرائه في حلف الناتو، ولا سيما من دول البلطيق وأوروبا الشرقية. وقال إنهم قلقون ويسعون للحصول من الولايات المتحدة على ضمانات لأمنهم.
وأكد الجنرال ديمبسي "إننا التزمنا خلال محادثاتنا بوضع خيارات لتوفير هذه الضمانات وردع المزيد من العدوان الروسي، واتفقنا على أنه ينبغي علينا سوية أن نساعد في رسم مسار لاستعادة السيادة والأمن لجميع الناس في أوكرانيا. وبكلمات بسيطة، يقف الحلفاء سوية."
وأوصى الجنرال ديمبسي بتعليق التبادلات العسكرية لوزارة الدفاع مع الاتحاد الروسي وأمر القيادة الأميركية لأوروبا بالتشاور والتخطيط ضمن هيكلية مجلس شمال الأطلسي. وأكد أنه "من الواضح، أننا نريد تزويد قادة الناتو بخيارات تؤمن الاستقرار وليس تصعيد التوتر في أوكرانيا، ولكننا نشكّل جزءًا واحدًا فقط من تلك المعادلة."
وفي صباح 5 آذار/مارس، قال الجنرال ديمبسي إنه تحدث مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف وحثه على استمرار ضبط النفس خلال الأيام المقبلة لإفساح المجال أمام حل دبلوماسي.
وأشار الجنرال ديمبسي إلى أن "تصرفات روسيا تذكرنا بأن العالم اليوم يبقى غير قابل للتنبؤ به، ومعقد وخطير للغاية." واختتم قائلاً، "إننا لا نستطيع التفكير بشكل ضيق للغاية حول التحديات الأمنية في المستقبل، ولا يمكننا أن نكون على يقين من أنه لدينا ذلك الحق. سوف يستمر العالم في مفاجأتنا، وغالبًا بطرق غير سارة."