ويرجع أحد العوامل الرئيسية في ذلك إلى اضطلاع الكثير من الأشخاص بشكل فردي بتحمل المسئولية والمخاطر المرتبطة بالاستراتيجيات المعقدة الخاصة بالإدارة المالية والادخار، والتي كانت تتم سابقاً على الأقل بالاشتراك مع المؤسسات الحكومية أو جهات العمل. وفي ظل عدم توافر تثقيف مالي للمواطن العادي، فإن هذا يؤدي إلى مواجهة العديد من العائلات للصعوبات المالية.
ولتجنب تعرض العائلة لهذه المصاعب، يجب عليها التحكم بالأمور المالية الخاصة بها. وفي ظل غياب توفير برامج التثقيف المالي بشكل رسمي، فإنه يجب على العائلات القراءة والاستفادة من المصادر المهمة المتوافرة على شبكة الإنترنت لوضع الخطط المالية الخاصة بالعائلة، وكذلك الاطلاع على المقالات المنشورة في الأقسام المالية الملائمة المخصصة للأفراد في الصحف والمجلات، إلى جانب السعي إلى الحصول على المشورة المهنية المتخصصة في هذا المجال عند الحاجة.
ومن خلال ذلك، ستضمن العائلة حماية مصالحها المالية على المدى البعيد؛ علاوة على تأمين موارد مالية كافية لتغطية المصروفات اليومية وأقساط الرهن العقاري ومصروفات تعليم الأبناء والمتطلبات المالية الخاصة بالوالدين عند بلوغهما سن التقاعد وكذلك أية مصروفات طارئة وغير متوقعة.
ما الذي يمكن أن تقوم به العائلات على المدى القصير؟
هناك أربعة مبادئ رئيسية يجب أن تتقيّد بها العائلات على المدى القصير وهي:
- اتخاذ القرار من قبل الزوجين بشكل مشترك: وينطوي هذا المبدأ على مناقشة جميع القرارات المتعلقة بوضع الخطط المالية بين الزوجين للتأكد من أن العائلة ككل على علم واستعداد لتحقيق أهداف معينة في الحياة، بالإضافة إلى التفكير بالتقاعد ووضع الخطط الملائمة لذلك.
- المباشرة بوضع خطط مالية في أسرع وقت ممكن: وهذا يعني التخطيط للأحداث المهمة في الحياة مثل إنجاب الأطفال، والتعليم، أو حالات الوفاة المبكرة لا قدر الله، والتقاعد، والقيام بالاستثمار والادخار بناءً على ذلك.
- السعي إلى الحصول على المشورة المهنية المتخصصة: وهذا يعني تكليف أحد الخبراء أو المستشارين المتخصصين ليقوم بمراجعة جميع القرارات والاستثمارات المالية للتأكد من مدى فاعليتها والتحسب لجميع الاحتمالات الممكن حدوثها.
«تقاعد للادّخار والتقاعد»
العدد 4208 - السبت 15 مارس 2014م الموافق 14 جمادى الأولى 1435هـ
