اتهم رئيس البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور محمد بن شمباس قوات الدعم السريع الحكومية السودانية بشن هجمات على قرى مدنيين في الاقليم الواقع غرب السودان الذي اعتبر احد كبار مسؤوليه ان الربط بين القوات الحكومية والانتهاكات الاخيرة مجرد "هراء".
وقال رئيس البعثة في اجتماع لقادة قبيلة الزغاوة في نجامينا يهدف لجلب الحركات المسلحة لعملية السلام ان "الهجمات المستمرة على قرى المدنيين ومخيمات النازحين التي يعتقد ان قوات الدعم السريع هي من قام بها امر مقلق وقبيح وعيب لجهودنا للحوار".
واضاف بن شمباس في كلمته التي نشرتها البعثة ليل الاربعاء الخميس ان هذا العنف "هو السبب الرئيسي في فرار اكثر من مائتي من المدنيين من منازلهم الشهر الماضي"، مؤكدا انه "بغض النظر عن المتسبب في هذا، العنف يجب ان يتوقف".
وردا على هذه التصريحات، قال ابراهيم غندور مساعد البشير لفرانس برس صباح اليوم الخميس "هذا هراء تماما وليس صحيحا".
واضاف غندور ان "قوات الدعم السريع عنصر من القوات المسلحة السودانية وهي من طردت المتمردين من اجزاء من شمال دارفور"، مؤكدا ان "دورها الرئيسي هو منع المتمردين من تحقيق طموحهم في السيطرة على المدن".
وكانت قوات الدعم السريع عادت الى دارفور مطلع العام الجاري بعدما ساندت القوات الحكومية في القتال في منطقة جنوب كردفان على الحدود الشرقية للاقليم. ومنذ ذلك الحين وقعت عدة هجمات على قرى مدنيين في جنوب دارفور وشماله .
ووصف مجدي الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع قوات الدعم السريع بانها "اشبه بجيش مرتزقة" يضم ستة آلاف رجل.
واتهم بن شمباس المتمردين ايضا بشن هجمات على بعض المناطق مطالبا بوقفها.
وقال ان "المجموعات المسلحة اثبتت انها غير قادرة على هزيمة القوات الحكومية وهي تزيد فقط من معاناة المدنيين "
وبدأ القتال في دارفور في 2003 بين مجموعات مسلحة غير عربية تقاتل حكومة الخرطوم التي تساندها المجموعات العربية. ويؤكد محللون ان الحكومة لم تعد تسيطر على المجموعات العربية المسلحة التي تساندها في قتال المتمردين.
وصرح وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ان القتال بين القبائل اصبح نصدر التهديد الرئيسي للامن في اقليم دارفور، اكثر من الحركات المتمردة .
وقال غندور "انا لا انفي هذا الامر لكن كما تعلم في هذه الحرب يحمل المتمردون السلاح ويحاول الاخرون الدفاع عن قراهم وقبائلهم. الحكومة في الوسط تحاول ان تمنع الاثنين من تحقيق اهدافهم".
واضاف "انها منطقة حرب والموضوع الاساسي هو انه يجب ان نحاول ايقاف الحرب عبر المفاوضات".
ورفضت الحركات المسلحة الرئيسية الانضمام لاتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع تحالف من الحركات المسلحة في الدوحة في 2011.
لكن غندور اكد ان وثيقة سلام الدوحة تبقى الخيار الوحيد لتحقيق السلام في الاقليم. وقال ان "الذين يقولون ان هذه الاتفاقية لم تعد موجودة يحاولون تحطيم السلام في دارفور".
واكد مسؤول كبير في الامم المتحدة الاربعاء ان عدد الذين يحتاجون لمساعدات انسانية يتزايد في دارفور في وقت يواجه العاملين في الشأن الانساني قيودا على تحركاتهم.
وسبق حالات النزوح الاخيرة فرار 380 الف شخص من منازلهم العام الماضي ويمثل هؤلاء اكبر عدد نزح خلال العشرة سنوات التي استمرت فيها الحرب بالاقليم.
وتشبه الاضطرابات الحالية وما تبعها من نزوح، ببداية الحرب قبل احد عشر عاما والتي تسببت في صدمة للعالم في ذلك الوقت.
وقال غندور "هذه المقارنة غير عادلة وغير حقيقية لان ما يجري الان فقط في جزء من شمال دارفور والان انتهى بعد ان تم طرد حركة تحرير السودان جناح مني مناوي من المناطق التي دخلتها". واضاف "انهم الآن فارون في طريقهم لجنوب السودان".
وكانت قوة حفظ السلام في اقليم دارفور ذكرت الاربعاء انها تلقت تقارير جديدة عن مهاجمة وحرق قرى في الاقليم.
وذكرت بعثة القوة الافريقية والدولية في دارفور (يوناميد) انها تلقت تقارير عن هجمات الاحد والاثنين استهدفت بلدة خشبة على بعد نحو 100 كلم شمال غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال المسؤول الاعلامي لقوة يوناميد ان "هذه الهجمات تسبب بتشريد السكان وحرق القرى وبعض المرافق .. ولا تزال يوناميد تحقق في صحة هذه التقارير".
كما تلقت يوناميد تقارير منفصلة عن وقوع هجمات مطلع هذا الاسبوع في منطقة تقع جنوب غرب الفاشر، بحسب احد الضباط الذي اضاف ان النازحين وصلوا الى مخيم قرب بلدة شانغيل توبايا.
ويشهد شمال دارفور بشكل خاص اضطرابات منذ اواخر شباط/فبراير.
وفر اكثر من 100 الف شخص بسبب العنف في دارفور هذا العام ليضافوا الى 380 الفا فروا العام السابق، بحسب الامم المتحدة.