وعلى صعيد التركيز على المدن الكبرى حول العالم، فقد شهد أيضاً استثمارات في نيويورك وباريس وبرلين (الشكل 4) على مدار السنوات العشر الماضية حيث كان السبب الرئيسي وراء اتخاذ القرار بالاستثمار في تلك المدن الكبيرة هو الطبيعة الآمنة والمستقرة لتلك المدن. اعتاد المستثمرون نظراً للمنطقة غير المستقرة التي نشأوا بها على التركيز على المحافظة على رأس المال وبعض الخصوصية فيما يتعلق بهويتهم على رغم تغير ذلك الأمر حالياً إلى حد ما تزامناً مع حضور الشفافية بشكل أقوى في أسواق العقارات مع زيادة عدد الوجهات التي تتوافر بها فرص الاستثمار المحتملة فضلاً عن اختيارهم لمواقع جغرافية بعينها بسبب عوامل خاصة تتعلق بتحقيق نسبة أكبر من العوائد.
الفنادق وعامل الجذب المختلف بشدة
قامت مجموعات المستثمرين الشرق أوسطية بشراء نسبة أكبر من الفنادق مقارنة بالكثير من غيرهم من المستثمرين الدوليين. وتمثل الاستثمارات التي تضخ في القطاع الفندقي عادة ما بين 5 - 10 في المئة على هيئة مجموعة استثمارات مختلفة، غير أن ربع حجم أنشطة صناديق الثروات السيادية (SWF) الكبرى في الشرق الأوسط (حيث بعض المجموعات تعمل بشكل يتوافق مع الشريعة الإسلامية) كان منصباً على الفنادق (الشكل 5). ويعكس هذا الاهتمام بالفنادق التركيز على المدن الأساسية في العالم والرغبة في امتلاك أصول ضخمة وآمنة ومستجيبة للتغيرات. هناك خاصية أخرى تميز المجموعات الشرق أوسطية ألا وهي عزوفهم عن البيع؛ وذلك حيث إن نسبة سحبهم للاستثمارات هي الأصغر على الإطلاق مقارنة بجميع الجنسيات الأخرى المدرجة في قاعدة بيانات جونز لانج لاسال لتدفقات رؤوس الأموال العالمية. غير أن ذلك النهج قد يكون بصدد التغيير الآن حيث بدأ يظهر مفهوم جديد لإعادة تدوير رأس المال في سياسات الاستثمار لبعض الصناديق.
الشراكات ودورها الأساسي في النجاح
تزامناً مع ما نشهده من تطور متزايد في سوق العقارات العالمي، نرى أن صناديق الثروات السيادية الشرق أوسطية قد انتهجت نهجاً تحليلياً صارماً على نحو متزايد في استثماراتها. وعلى رغم قدرتها الفائقة على عقد صفقات ضخمة بمفردها إلا أنه من بين المكونات الأساسية لتوجهها داخل الأسواق الجديدة والناشئة كان هو الاستعداد لإنشاء مشروعات مشتركة وعقد شراكات مع المطورين والمستثمرين المحليين في دول مثل أستراليا وسنغافورة والمملكة المتحدة والصين.
«جى إل إل»
قسم أبحاث أسواق رؤوس الأموال العالمية
العدد 4222 - السبت 29 مارس 2014م الموافق 28 جمادى الأولى 1435هـ