العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

مؤتمر "دراسات" يناقش محور الشباب والمرأة كشركاء في صياغة الأمن الوطني والإقليمي لدول التعاون

ناقش مؤتمر مركز "دراسات" حول أمن الخليج في يومه الثاني محور الشباب والمرأة كشركاء في صياغة الأمن الوطني لدول مجلس التعاون.

وقد ترأس الجلسة رئيس جمعية رعاية الطفل والأمومة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة ، وتحدث في الجلسة كل من عضو مجلس الشورى السعودي ثريا ابراهيم العريض ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين باقر النجار ، ورئيس جمعية البحرين الشبابية حسين شرفي.

ودعت رئيس مجلس سيدات الاعمال العرب الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح ، إلى ضرورة تأصيل حب الوطن في نفوس الأبناء، وتعزيز الشعور بشرف الانتماء إلى الوطن للعمل على خدمته والحفاظ على مكتسباته، وحثت في كلمتها بالجلسة الثالثة الى اهمية تعزيز الثقافة الوطنية وترسيخ الأهمية الاقتصادية والجغرافية للوطن، واحترام الأنظمة والحفاظ على حقوق الإنسان.

واستعرضت الشيخة حصة تجربتها في توجيه عضوات مجلس سيدات الاعمال العرب بكيفية التعامل مع الأزمات وحالات عدم الاستقرار في الاوطان العربية، منوهة الى انه كلما كانت المرأة أكثر قدرة على تنشئة جيل صحيح، كلما أتيحت لها فرص العمل وتعزيز عوامل الاستقرار الاقتصادي وتربية جيدة لجيل يحمل راية التقدم والرخاء للأوطان.

واكدت الشيخة حصة ان الام هي اول معلم للتربية وترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء الى الارض، خاصة وان سلوكيات الابناء واخلاقهم المبنية على تربية الأم ستبقى معهم الى الابد.

كما اعتبرت الشيخة حصة الأم اخطر وسيلة لتربية الطفل، لتمثل قدرة متجسدة امام أعينه ومؤثر رئيسي على سلوكياته وتنشئته على حب الوطن، مشددة على ان المرأة هي اساس نهضة اي مجتمع وغرس النبتة الطيبة والبذرة الاولى في تنشئة الابناء، والعمود الفقري لبناء الكيان الانساني وعطاءه وصورته المستقبلية.

وقالت الشيخة حصة ان دور البيت اخطر من دور المدرسة والمجتمع في تنشئة الثقافة الوطنية في قلوب النشء، فهي الحضانة الاولى في عماد العملية التربوية، محذرة من خطورة الاهمال في التربية بالمنزل.

ومن جانبها أكدت عضو مجلس الشورى السعودي ثريا ابراهيم العريّض خلال الجلسة على دور المرأة في الأمن الوطني والإقليمي بدول مجلس التعاون وقالت أن دور المرأة الخليجية في هذه الحقبة المتأزمة أمنيا واقتصاديا ومجتمعيا يكتسب أهمية كبيرة.

كما قالت إن الوعي بضرورة حماية الأمن الداخلي قد زاد بعد أن تفاقمت تأثيرات نخر المجتمع عبر التسيّس، و التأجيج المعلن و المستتر، و استغلال معاناة المواطن اقتصاديا لتسخيره كهشيم في معركة الصراع على التسيّد للوصول الى السلطة أو الى التحكم في الموارد المحلية.

وفي حديثها عن دور المرأة كشريك في حماية الأمن الداخلي قالت العريض: "أعطني مجتمعا يحترم قدرات المرأة .. و يضمن حق المرأة في المواطنة .. أريك مواطنات يزرعن في أبنائهن وبناتهن إخلاص الإنتماء, ومناعة مقاومة ذاتية ضد أي محاولة لتضليلهم، أريك وطنا مستقرا" مؤكدة في الوقت ذاته أنه لا تستطيع الأم ان تغرس الشعور بالإنتماء في أبنائها, إن لم تكن هي تشعر به في أعماق أعماقها عبر شعور متبادل بالرضى عن موقعها كأنثى في معادلة المجتمع و قوانين المواطنة .

وقالت ثريا العريض ان الأمن الداخلي بحاجة لغرس وتقوية الشعور بالانتماء ومعالجة مسببات عدم الاستقرار النفسي والاقتصادي بين افراد المجتمع.

من جانبه استعرض أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر سلمان النجار التحديات التي يواجهها الشباب في الخليج العربي، وهموم المجتمعات الفتية التي تشكل النسبة الأكبر من التركيبة السكانية.

وقال ان مجتمعات الخليج العربي تقوم على قاعدة سكانية فتية نسبتها 67,3%، وهي قاعدة واسعة وبفعل اتساعها العددي تعني تبعات اقتصادية وأخرى اجتماعية وسياسية، لافتا الى ان الفئات العمرية الواقعة فيما يعرف بالفئة الشبابية والتي قد تمتد من 15 إلى 40 سنة يشكلون ما لا يقل عن 45% من الجسم السكاني المحلي، وهي فئة رغم اتساعها تعاني من مشكلات اجتماعية وأخرى ثقافية واقتصادية .

وذكر النجار ان بعض من هذه المشكلات هي ذات طبيعة نفسية اجتماعية يشترك فيها فئة الشباب بشكل عام، إلا أن بعضها الأخر قد فرضته التحولات الاقتصادية والمعرفية والتكنولوجية التي مرت بها المنطقة خلال العقدين الماضيين، مؤكدا على ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية لحل تلك المشكلات بحيث تكون ذات صبغة جديدة تأخذ في اعتبارها فضاءات الانترنت المفتوحة وغير القابلة للضبط رغم كونها من اهم مداخل الضغط والتأثير على الشباب.

وحذر باقر النجار من خطورة عدم القدرة على التعاطي بشكل صحيح مع الفضاء الافتراضي او الالكتروني، حيث تعتبر منطقة الخليج من اعلى اقاليم المنطقة العربية استخداما وتوظيفا للانترنت بنسبة تفوق 60% من اجمالي سكان الخليج، تتصدرها الإمارات بنسبة 75% من اجمالي سكانها يستعملون الانترنت وهو ما يعكس حجم تأثير مام يتم تداوله في الفضاء الالكتروني على الشباب.

وقال النجار إن غياب استراتيجية واضحة وفهم واضح لاحتياجات الشباب قد جعل منهم مجالات مفتوحا تستهدفه الكثير من القوى الخارجية والداخلية ، لافتا الى ان غياب البرامج التي تستوعب الطاقات الشبابية يدفعهم للدخول بأنشطة غير مقبولة او اعمال محظورة وممارسات سياسية غير مقبولة، ولربما هذا الفراغ قد ترك الشباب لجماعات الاسلام السياسي التي شحنت الشباب طائفياً والنتيجة مزيد من الخلافات والصراعات بالمنطقة.

وأوضح النجار ان شباب الخليج يشترك مع الشباب العربي في كثير من المشكلات والهموم المستوردة كنتيجة للعولمة ، مثل ظاهرة التنمر بين الشباب وتعاطي الاشكال الجديدة للمخدرات وانتشار العنف المفضي الى الموت.

وبين النجار انه من المشاكل المقلقة ايضا للمجتمعات الخليجية هو ارتفاع سن الزواج من فئات عمرية 18-24 سنة لتصبح الآن 20-30 سنة، محذرا من خطورة معدلات الطلاق المرتفعة والمخيفة في الخليج التي تصل في بعد الدول الى 60% بين الشباب.

واعتبر النجار ان التحدي الحقيقي الذي يواجه المنطقة يكمن في خلق وظائف نوعية بعيدا عن القطاعات الحكومية المشبعة والغير قادرة على التمدد، وتأهيل الشباب من الناحية المعرفية والمهنية لدخول القطاع الخاص ومنافسة العمالة الاجنبية.

وقال رئيس جمعية البحرين الشبابية علي حسين شرفي خلال الجلسة إن اشراك الشباب والمرأة في عملية التنمية الشاملة أصبح أمرا غاية في الأهمية للتغلب بشكل مستدام على الأزمات والتحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي.

وذكر أن الإحصاءات تشير إلي أن معظم سكان دول مجلس التعاون هم دون سن الـ25 سنة، وانه من المتوقع أن تكون نسبة عدد الشباب من هم دون سن ال25 حوالي 54%من إجمالي عدد السكان في دول مجلس التعاون بحلول عام 2020 وكذلك بالنسبة للنساء تشير بعض الإحصاءات أن نسبة النساء في دول مجلس التعاون تفوق نسبة الرجال في بعض دول الخليج.

وقال شرفي انه يجب على حكومات دول مجلس التعاون أن تضع الشباب وكذلك المرأة على جميع المستويات في سلم أولوياتها ضمن الاستراتيجيات الحالية والمستقبلية للحفاظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون.

وأكد رئيس جمعية البحرين الشبابية علي أهمية دور الشباب تجاه دعم قضايا الأمن الوطني موضحاً أن وجود جيل من الشباب الواع بالسياق المحلي والإقليمي والدولي من شأنه تعزيز الأمن الوطني، وبخاصة في ظل ما تفرزه العولمة من مفاهيم مغلوطة لا تتناسب وخصوصية المجتمعات الخليجية وتطورها موضحا أن توعية جيل الشباب بهوية المجتمعات الخليجية من شأنه تعزيز الانتماء الوطني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً