صرح رئيس اللجنة البرلمانية النوعية الدائمة لمناصرة الشعب الفلسطيني علي أحمد بأن اللجنة استلمت من رئيس المجلس تقرير خطير بشأن الانتهاكات الصهيونية لمدينة القدس ومقدساتها والذي ركز فيه على ما تتعرض له المدينة المقدسة من هجمات وانتهاكات.
وبعد تدارس التقرير من اللجنة قررت اللجنة الأمور التالية :
- مطالبة مجلس النواب اصدار بيان استنكار لممارسات الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني و المقدسات .
- مطالبة رئيس المجلس بمخاطبة المنظمات و البرلمانات الإقليمية و الدولية متمثلة في الاتحاد البرلماني الدولي ، الاتحاد الإسلامي ، الاتحاد الأوروبي ، البرلماني الأوروبي مؤسسات حقوق الإنسان الدولية وأي جهة ذات علاقة بشأن ضرورة سرعة التدخل لوقف الانتهاكات الصهيونية لمدينة القدس ، لما تشكله هذه الانتهاكات من أخطار فادحة و كبيرة على المدينة المقدسة و على رأسها المسجد الأقصى الشريف و ذلك عملا بأحكام ميثاق الأمم المتحدة و خاصة المادة السابقة التي تدعو دول العالم لتحقيق الأمن و السلم الدوليين ، و مناصرة للشعب الفلسطيني و دعم هذه القضية في المحافل الدولية.
- مطالبة معالي رئيس المجلس مخاطبة الكتل و البرلمانات العربية و وزير الخارجية للتدخل لوقف الانتهاكات الصهيونية.
أولاً: الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك
1- يواصل الاحتلال الصهيوني الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك و ساحاته بطريقة مكتفة وممنهجة وبصورة يومية ضمن مخطط صهيوني خطير لتقسيمه بين المسلمين و اليهود زمانيا و مكانيا ، و قد شارك في هذه الاقتحامات أعضاء الكنيست الصهاينة و الحاخامون و العشرات من المجندين و المجندات بالزي العسكري ، و رجال المخابرات إضافة إلى أعداد كبيرة من المغتصبين الصهاينة منهم يهوديات بلباس فاضح تحت حراسة مشددة من الشرطة و قوى الأمن الصهيونية .
2- عرض قانون صهيوني على الكنيست الصهيونية من قبل حزب " البيت اليهودي " يسمح لليهود بموجبه بالصلاة في المسجد الأقصى يوميا للمرة الأولى منذ عام 1967 م ، و قد تم إقرار هذا القانون الصهيوني فيها ، و كذلك تم عرض مشروع قانون تقسيم المسجد الأقصى زمانيا و مكانيا على هذه الكنيست الصهيونية من قبل عدد من الأحزاب الصهيونية عن طريق لجنة الداخلية و الأمن في هذه الكنيست .
3- الاستمرار في فرض قيود مشددة من العدو الصهيوني على دخول المصلين من الضفة الفلسطينية و الأرض المحتلة منذ عام 1948 م إلى المسجد الأقصى لأداء صلوات الجمعة حيث تم منع من هم في سن ( 45 ) عاما و ما فوق ذلك من الرجال .
ثانياً: الاعتداءات الصهيونية على الآثار و المقدسات الإسلامية
تم الاعتداء على مقبرة مأمن الله مرات عديدة خلال العام الماضي 2013، حيث قامت الجرافات الصهيونية بتجريف مساحات واسعة منها تقدر بـ (25) دونما بما فيها القبور التي تم نبشها من أرض المقبرة ، و كذلك خط الشعارات العنصرية و تحطيم شواهد القبور ، كما تم الاعتداء على مسجد النبي داود بتكسير واجهاته و رخامه العثماني ، و الاستيلاء الكامل على مسجد النبي صمويل الواقع شمال مدينة القدس و تحويله إلى كنيس يهودي ، و الاعتداء على مسجد قرية بيت إكسا شمال غرب القدس.
ثالثا : الاعتداءات الصهيونية على الآثار و المقدسات المسيحية
تم تسجيل اعتداءات على ثلاث كنائس للمسيحيين : وهي كنيسة السيدة العذراء مريم، و الكنيسة البروتستانتية، و الكنيسة اللاتينية ، و ذلك بخط شعارات عنصرية بسب المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام، و بتحطيم شواهد أكثر من 30 قبرا في المقبرة المسيحية البروتستانتية في منطقة مقام قبر النبي داود عليه السلام، و هدم بيت للبطريركية اللاتينية بني قبل عام 1967 م بادعاء أنه بني بدون ترخيص.
رابعا : الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس مثل:
الاستيلاء على المنازل في القدس و هدمها تواصلت عمليات الهدم من قبل طواقم بلدية الاحتلال و الإدارة المدنية في كافة أحياء مدينة القدس خلال أشهر العام الماضي ، كما أجبرت هذه البلدية العديد من أصحاب المنازل على هدم منازلهم بأيديهم مهددة إياهم بالسجن و بفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم ، و في عام 2013 م المنصرم تم رصد ما يلي : هدم نحو ( 43 ) منزلا و ( 15 ) معرشا سكنيا و ( 7 ) محلات تجارية لأهلنا المقدسيين ، و ( 5 ) دفيئات زراعية و ( 4 ) إسطبلات مواشي ، و القيام بهدم متكرر ( 8 ) مرات لخيام اعتصام تضامنا مع أسرانا البواسل المضربين عن الطعام و ضد سياسة مصادرة الأراضي ، كما هدمت الجرافات الصهيونية مضارب بدو عرب الكعابنة في بيت حنينا شمال القدس المحتلة ، مما أدى إلى تشريد ( 53 ) فردا كانوا يقطنونها ، كما أصدرت السلطات الصهيونية أكثر من ( 450 ) إخطارا بالهدم لمبان سكنية و منشئات تجارية في أحياء عديدة .
خامساً: تكثيف النشاط الاستيطاني الصهيوني
يعد سرطان الاستيطان الصهيوني في مدينة القدس من أشد الأخطار التي تهددها ، لأنه يهدف لجعل القدس عاصمة يهودية تقطنها أغلبية صهيونية ساحقة مع أقلية فلسطينية معزولة يمكن السيطرة عليها ، و في سبيل تحقيق هذا الهدف فإن السلطات الصهيونية في القدس قررت عام 2013 م ما يلي :
بناء بؤرة استيطانية صهيونية جديدة ووضعت حجر الأساس لبؤرة أخرى ، و الشروع في بناء ( 4000 ) وحدة استيطانية جديدة ، و نشر مناقصة لبناء ( 1520 ) وحدة سكنية في المغتصبات الكبيرة شرقي القدس ، و الإعلان عن عطاءات لإقامة ( 1500 ) وحدة سكنية جديدة في مغتصبة رمات شلومو ، و المصادقة على إقامة حديقة تلموديه جديدة على مساحة ( 5700 ) دونم من أراضي قرية الولجة جنوب القدس ، و المصادقة على إقامة حديقة يهودية أخرى على ( 750 ) دونما من أراضي بلدتي الطور و العيسوية شرقي القدس.
سادساً: اعتقالات و محاكمات في القدس
قامت القوات الصهيونية بشن حملات اعتقال واسعة ضد أهلنا المقدسيين في أحياء عديدة من مدينة القدس ، و قد بلغ عدد المعتقلين أكثر من ( 658 ) – معظم هؤلاء المعتقلين من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين ( 10 – 18 ) عاما – و أجرت المحاكم الصهيونية ( 162 ) محاكمة للعديد من هؤلاء المعتقلين ، و كان على رأسهم النائبان / أحمد عطون و محمد طوطح عضوا المجلس التشريعي عن دائرة القدس من كتلة التغيير و الإصلاح ، كما أصدرت المحاكم الصهيونية أحكامها بالحبس المنزلي و الإبعاد عن البيوت على ( 25 ) مواطنا معظمهم من الأطفال ممن تقل أعمارهم عن ( 18 ) عاما.
سابعاً: مضايقات و مواجهات و اعتداء بالقتل و الضرب
يتعرض أهلنا المقدسيون يوميا لمزيد من المضايقات و الاعتداءات المتكررة من قبل قوات الاحتلال الصهيونية و قطعان مستوطنيه ، و تتمثل هذه المضايقات و الاعتداءات في منعهم من التنقل و الحركة و ممارسة حقوقهم المدنية و حقوقهم الشرعية و حقهم في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، و قد بلغ عدد هذه الاعتداءات أكثر من ( 365 ) اعتداء ، و قد كان من نتائج هذه الاعتداءات استشهاد الأسير المقدسي / ميسرة أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي ، واستشهاد المواطن المقدسي / مؤيد نزيه غزاونة ، و استشهاد المواطن / باجس الزلباني ، و ارتقاء الشهيدة / نور محمد عفانة ( 14 عاما ) من بلدة أبو ديس ، وبلغ عدد الإصابات ( 445 ) مواطنا مقدسيا بعد الاعتداء على بعضهم داخل منازلهم و أمام أبنائهم و إصابتهم بإصابات متعددة الخطورة .
كما أوضح التقرير جهود أهلنا المقدسيين لمواجهة الانتهاكات الصهيونية لمدينة القدس
1- قام أهلنا المقدسيون بمواجهة جميع الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى ، و كان لرباطهم الدائم و المستمر في المسجد الأقصى دور كبير و مميز في التصدي للمخططات الصهيونية التي تحاك ضد المسجد الأقصى المبارك مما أدى إلى إحباط عدد من هذه الاقتحامات .
2- كما تصدي هؤلاء الأهل المقدسيون بالحجارة في جميع أحياء مدينة القدس ، وواجهوا ببسالة منقطعة النظير جميع الاقتحامات و الاعتداءات اليومية التي طالت أحياءهم و قراهم و عقاراتهم و أراضيهم من قبل السلطات الصهيونية و المغتصبين الصهاينة مما أدى إلى إصابة المئات منهم .
و قد أوصى التقرير بالآتي:
أولاً : دعوة أهلنا المقدسيين إلى الاستمرار في صمودهم و ثباتهم البطولي في مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة لتدنيس المسجد الأقصى المبارك و تهويد المدينة المقدسة جغرافيا و ديموغرافيا ، و طمس معالمها الإسلامية و المسيحية.
ثانياً: الاستمرار في استنكار قيام قوى الأمن و الشرطة الصهيونية و المغتصبين الصهاينة بتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك يوميا بهدف فرض سياسة الأمر الواقع في تقسيمه زمانيا و مكانيا ، كما نحذر بشدة من خطورة الحفريات و إقامة أنفاق جديدة أسفل هذا المسجد و في محيطه و استشراء الاستيطان في القدس .
ثالثاً: نؤكد على الحكومة الفلسطينية بضرورة تفعيل البعد القانوني بخصوص القدس من خلال تشكيل لجنة حقوقية من قانونيين فلسطينيين و عرب و مسلمين و دوليين متخصصين من ذوي الخبرة من أجل رصد جرائم الحرب الصهيونية في القدس ، و تفعيل هذا البعد القانوني في المحاكم و المحافل الدولية لملاحقة و محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة لاقترافهم جرائم حرب في القدس .
رابعاً: نطالب السلطة الفلسطينية و أجهزتها الأمنية في الضفة الفلسطينية برفع يدها عن المقاومين حتى يتمكنوا من القيام بواجبهم الجهادي في القدس و العمق الصهيوني نصرة للقدس و الأقصى و المقدسات .
خامساً: نطالب المفاوض الفلسطيني بوقف المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني لأن هذه المفاوضات غير مجدية في تحقيق آمال و تطلعات شعبنا الفلسطيني في تحرير أرضه و إقامة دولته ، و لأن العدو الصهيوني يستغل هذه المفاوضات ليفرض سياسة الأمر الواقع في داخل مدينة القدس .
سادساً: نطالب الفصائل الفلسطينية و الشعب الفلسطيني بتفعيل المقاومة ضد المحتل الصهيوني بكل أشكالها ، كما نطالب الفصائل بضرورة العمل الفوري من أجل إنهاء حالة الانقسام و إتمام المصالحة و إعادة الوفاق الوطني على أساس الحفاظ على الثوابت و في مقدمتها القدس ، و ذلك حتى تتوحد و تتجه كل الجهود للدفاع عن القدس و المسجد الأقصى و نجدة أهلها قبل فوات الأوان.
سابعاً: ندعو جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي بالقيام بالواجب المطلوب منهما نصرة للقدس و الأقصى و المقدسات ، كما نطالب جميع القادة العرب و المسلمين بتقديم الدعم المالي المطلوب لمشاريع صمود أهلنا في القدس و المسجد الأقصى المبارك .
ثامناً: مطالبة رؤساء البرلمانات و الكتل البرلمانية العربية و الإسلامية بالتدخل العاجل و السريع لإنقاذ أهلنا في فلسطين بعامة و في القدس بخاصة من جرائم الحرب الصهيونية و التي في مقدمتها التهويد الصهيوني المتواصل و السريع للقدس و تهجير أهلنا الصامدين منها و سحب هوياتهم و طمس معالمنا و آثارنا و مقدساتنا الإسلامية و المسيحية و المحاولات المتكررة للمس بالمسجد الأقصى المبارك و انتهاك حرمته و قدسيته .
تاسعاً: نوجه نداء عاجلا إلى العرب و المسلمين و أحرار العالم و المنظمات الدولية للتحرك الفوري لوقف العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني و بخاصة على القدس ، و العمل الجاد لإطلاق سراح الأسرى المقدسيين القابعين وراء القضبان في سجون الاحتلال الصهيوني و على رأسهم رموز الشرعية الفلسطينية نواب الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي الفلسطيني المختطفون بسجون الاحتلال الصهيوني . و العمل السريع لوقف إجراءات العدو الصهيوني في سحب هويات المقدسيين الأسرى و غيرهم و في مقدمتهم نواب كتلة التغيير و الإصلاح عن دائرة القدس الذين صودرت هوياتهم .
عاشراً: نطالب وزراء الخارجية العرب بتفعيل قرارهم القاضي بإحالة ملف الانتهاكات الصهيونية في القدس من حفريات و أنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك و ساحاته ومن استيطان صهيوني و مصادرة أراض فلسطينية بآلاف الدونمات في القدس و غير ذلك إلى مجلس الأمن الدولي و محكمة العدل الدولية و غيرها من المنظمات و المحاكم الدولية .
حادي عشر: نؤكد على المؤسسات الإعلامية العربية و الإسلامية بضرورة إبراز قضايا القدس و الأخطار التي تتهددها عبر الإعلام المرئي و المقروء و المسموع باللغات العالمية في جميع قارات العالم ، و فضح جرائم الحرب الصهيونية في المدينة المقدسة بحق الإنسان و الأرض و المقدسات و المعالم .
ثاني عشر: نطالب الجماهير العربية و الإسلامية عمل فعاليات شعبية من أجل نصرة المسجد الأقصى و القدس .
ثالث عشر: ندعو أئمة و خطباء المساجد في العالم أن يخصوا الانتهاكات الصهيونية المتكررة بحق المسجد الأقصى المبارك و القدس في خطب الجمعة ، كما ندعو المفكرين و الباحثين أن يفردوا الندوات و المحاضرات لهذه المواضيع .
رابع عشر: نطالب الأمين العام للأمم المتحدة و مؤسسات مجلس الأمن الدولي و مجلس حقوق الإنسان و الجمعية العمومية للأمم المتحدة و محكمة الجنايات الدولية و محكمة العدل الدولية و منظمة الهلال الدولية و منظمة الصليب الدولية بضرورة و توفير الحماية القانونية و العملية لمدينة القدس و مقدساتها الإسلامية و المسيحية فيها و أهلنا المقدسيين و الحفاظ على حقوقهم الشرعية المقدسة السياسية و الإنسانية و المدنية و الدينية ، كما ندعوهم لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة و مقاضاتهم على جرائم الحرب و التطهير العرقي التي يقترفونها بحق مدينة القدس و المسجد الأقصى المبارك و كل شيء في هذه المدينة المقدسة .
خامس عشر: نطالب هيئة رئاسة المجلس التشريعي باعتبار هذا التقرير وثيقة رسمية من وثائق المجلس التشريعي الفلسطيني و العمل على ترجمته و نشره إلى جميع البرلمانات و المحافل العربية و الإسلامية و الدولية و حثهم على التحرك العاجل و الفوري .