لأول مرة تكشف دراسة بحثية جديدة أُجريت بتكليف من وكالة “أسوشيتد برس” عن الوضع الراهن لسوق الأخبار في منطقة الشرق الأوسط، كما قدمت هذه الدراسة مقترحات بشأن السبل الكفيلة بتطوير هذه السوق.
وتم إطلاق الدراسة في مؤتمر صحافي عقد ضمن الفعاليات المصاحبة لمنتدى الإعلام العربي في دورته الثالثة عشرة، وذلك بالتعاون مع نادي دبي للصحافة.
وتوضح هذه الدراسة المستندة إلى استطلاع للرأي شمل أشخاص في المرحلة العمرية من 18 إلى 45 عاماً في كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية أن هناك إقبالاً إقليمياً واسعاً على المحتوى الإخباري عالي الجودة بمختلف أشكاله، وأن هناك رغبة واضحة لتصفح الأخبار من وجهات نظر مختلفة. وتسلط النتائج الضوء على وجود فرصة كبيرة أمام مزودي الأخبار في ذلك السوق المزدهر حيث يقوم 97 بالمئة من جمهور أو مستهلكي الأخبار بمناقشة الأخبار والأحداث الجارية بشكل منتظم في سياق حياتهم اليومية.
وتُظهر هذه الدراسة التي أعدتها شركة "ديلويت" بأن جمهور منطقة الشرق الأوسط يعتبر من المستهلكين النّهمين للأخبار، ويصل متوسط الاستهلاك اليومي للأخبار إلى 72 دقيقة يومياً – وهو متوسط أعلى من متوسط نظرائهم في المملكة المتحدة وألمانيا. كما أنهم يتسمون بدرجة عالية من الوعي والتدقيق في طريقة حصولهم على الأخبار واستهلاكها، حيث صرح ما يقرب من ثلث من شملهم الاستطلاع أن الموثوقية لها أهمية قصوى عند اختيار الجهة المزودة للأخبار. وهذا لا يمنع أيضاً من التركيز على الجودة كعنصر أساسي في تقييم الأخبار، ففي حين كشفت الدراسة وجود تفضيل للمحتوى المنتج محلياً، عبَّر أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن المحتوى التلفزيوني الدولي يعد مصدراً أفضل للأخبار بسبب توفر مقاطع الفيديو ذات الجودة الأفضل. وقال 63 بالمئة إنهم بالفعل سيشاهدون مزيداً من الأخبار في حالة تحسن الجودة.
وهذا الجانب المتعلق بمحتوى الفيديو يفتح آفاقاً أرحب أمام شركات الإعلام لاسيماً وأن 75% ممن شملهم الاستطلاع يميلون أكثر لمشاهدة الأخبار التي تحتوي على فيديو بدلاً من مجرد النصوص أو الصور فحسب، وأن مستهلكي الفيديو هم الذين يقضون وقتاً إجمالياً أكبر في مطالعة المحتوى الإخباري كل يوم. وأوضح أكثر من ثلاثة أرباع مستهلكي الأخبار على الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط (83%) أن مقاطع الفيديو تؤدي إلى تحسين فهمهم الكلي للمحتوى.
كما كشفت النتائج عن حقائق أساسية إقليمية هامة تبرز الأهمية المتزايدة لقنوات الوسائط الاجتماعية في تغيير سلوك المستهلكين على الإنترنت. فمستهلكو الأخبار عبر الإنترنت يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد باعتبارها بوابة للمواقع الإخبارية على الإنترنت، وهناك نسبة 59% منهم يتعرفون على معظم الأخبار بهذه الطريقة. و 70% ممن شملهم الاستطلاع يستخدمون الوسائط الاجتماعية للحصول على الأخبار اليوم بقدر أكبر مما فعلوا في العام الماضي.
وفيما يتعلق بالمحتوى الفعلي، يوضح البحث أن هناك مزيجاً واسعاً من الأخبار التي تجد لها صدى لدى الجماهير. وكالعادة فإن الأخبار الدولية لها أهميتها، حيث تظل الأخبار السياسية هي أكثر ما يتم مطالعته (بحسب 80% ممن شملهم الاستطلاع). كما أن الأخبار الخفيفة لها شعبيتها أيضاً، ولكن الأهم بالنسبة لشركات الإعلام هو ذلك الطلب على المزيد من التغطية للأخبار الإقليمية، حيث عبَّر 63% من المستهلكين عن رغبتهم في الحصول على مزيد من الأخبار حول منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد. وهذا الطلب على المحتوى الإقليمي، والذي لا يعدّ بديلاً عن الطلب على الأخبار الدولية، يشير إلى أن هذه المنطقة هي منطقة ذات اهتمام خاص بالأخبار.
وفي هذا الصدد يقول "إيان فيلبس"، مدير أخبار الشرق الأوسط في وكالة "أسوشيتد برس": "لقد كشفت هذه الدراسة البحثية عن بعض الاتجاهات الهامة حول عادات استهلاك الأخبار في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالفيديو واستغلال قنوات الإعلام الاجتماعي. إن الطلب على مقاطع الفيديو ذات الجودة الأفضل، وكذلك الأخبار الأكثر محلية يوفر عدداً من الفرص، بينما يشير الاستخدام المتزايد لقنوات الإعلام الاجتماعي إلى الحاجة إلى إستراتيجيات جديدة ومبتكرة للمواقع الإخبارية على الإنترنت لكي تضمن أنه ما زال بإمكانها اجتذاب الجمهور مرة أخرى إليها."
من جانبه قال "ألوين ليندسي"، مدير المبيعات في "أسوشيتد برس" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يعد الشرق الأوسط سوقاً هاماً بالنسبة لنا ولقد بذلنا جهداً كبيراً في محاولة فهمه لأقصى حد ممكن. وهذه النتائج تدعم مبادرتنا الأخيرة للتوسع في خدماتنا لمحتوى الفيديو في المنطقة لكي نقدم أخبار فيديو أكثر تركيزاً على المنطقة الإقليمية وبشكل يحقق التكامل مع تغطيتنا الدولية".
أبرز النقاط في الدراسة البحثية فيما يتعلق بالشرق الأوسط
المستهلكون في الشرق الأوسط يتابعون الأخبار بكثافة57% من المستهلكين في الشرق الأوسط يتابعون الأخبار يومياً، و95% يستخدمون الأخبار كمصدر للمحادثة الاجتماعية – سواء كان ذلك مع الأصدقاء أو زملاء العمل أو عبر الإنترنت.في المتوسط، يتابع المستهلكون 72 دقيقة من المحتوى كل يوم – وذلك أكثر من المملكة المتحدة وألمانيا (63 دقيقة) واليابان (65 دقيقة).هناك نطاق واسع من المحتويات التي تجد لها صدى قوي لدى الجمهور – أكثر من المعروض وما يتم تقديمه حالياًتظل السياسة أكثر الموضوعات شعبية، حيث يهتم 80% من المستهلكين بهذا النوع من المحتوىعلى الرغم من ذلك، وعلى النطاق الأوسع، فإن هناك أيضاً طلب من المستهلكين على الموضوعات الأقل جدية – 80% مهتمون بالتكنولوجيا، و72% مهتمون بأخبار الترفيه.كما أن هناك طلب على مزيد من المحتوى الذي يركز على الأخبار الإيجابية بخصوص الشرق الأوسط – 63% من المستهلكين يريدون مطالعة المزيد منها.تعتبر المصادر الدولية اليوم هي أفضل الجهات المزودة للمحتوى، ومع ذلك فإن 51% من المستهلكين يفضلون أن لو كان بمقدورهم مطالعة أخبار منتجة في البلد.يتسم المستهلكون بالوعي والتمرس في كيفية اكتشافهم واستهلاكهم للأخبارمعدل الانتشار العالي لنطاق المصادر المختلفة للوصول إلى الأخبار يشير إلى أن المستهلكين مستعدون للبحث بنشاط عن المحتوى المناسب (على سبيل المثال، 50% يستخدمون المواقع الإخبارية، 50% يستخدمون تحديثات شبكات التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، و46% يستخدمون التليفزيون الوطني)عند اختيار مزود للأخبار، تعتبر الموثوقية (27% من المستهلكين) وجودة المحتوى (23% من المستهلكين) هي أهم المعاييريعد الفيديو طريقة أساسية لاجتذاب الجماهير والاحتفاظ بها68% من المستهلكين يشاهدون الأخبار بالفيديو عبر الإنترنت بانتظام – وهؤلاء الذين يشاهدون هذا المحتوى غالباً ما يستهلكون 18 دقيقة من المحتوى يومياً أكثر من غيرهم ممن لا يفعلون ذلك75% من المستهلكين يقولون بأن توفر الأخبار بالفيديو جعلهم أكثر ميلاً لاستهلاك المحتوى وذلك مقارنة بالنصوص أو الصوت فحسبهناك فرصة لتحسين جودة ونطاق محتوى الفيديو المتوفر – اليوم، يعتبر التليفزيون الدولي هو المزود له، رغم وجود تفضيل للإنتاج المحليالمشاركة والسلوكيات الاجتماعية هي الأخرى تغير من طريقة تصرف المستهلكين، وهي فرصة لكي يستفيد منها مزودي الأخباريتسم استخدام القنوات الاجتماعية بالفعل بقوته كمصدر للتعرف على محتوى الأخبار – وهو في تنامي؛ يعتقد 59% من المستهلكين أن معظم الأخبار التي يطالعونها عبر الإنترنت هي عبر قنوات التواصل الاجتماعييرجع ذلك بشكل جزئي إلى قوة سلوكيات المشاركة والتبادل؛ 68% من المستهلكين يتشاركون محتوى الأخبار عبر الشبكات الاجتماعيةعلى الرغم من ذلك، فإن هؤلاء الذين يتعرفون على الأخبار عبر القنوات الاجتماعية يميلون إلى الانتقال إلى المواقع الإخبارية المتخصصة لمعرفة المزيد عن خبر ما، وهو ما يمثل فرصة للمزودين لكي يصبحوا الوجهة المقصودة لحركة الأخبار عبر الإنترنت.