العدد 4279 - الأحد 25 مايو 2014م الموافق 26 رجب 1435هـ

«الصحافة البحرينية « للمعاودة... توثيق لممارسة ثلاثة أرباع القرن

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

بعد كتابه الأول الذي أصدره في يوليو/ تموز 2012، «البحرين في صحافة الماضي»، والثاني «دول مجلس التعاون في صحافة الماضي» الذي أصدره في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، أخرج الكاتب والباحث صقر عبدالله المعاودة كتابه الثالث «الصحافة البحرينية... تاريخ وعطاء»، بمناسبة مرور 75 عاماً على نشأة وقيام أول صحيفة بحرينية وأول مطبعة وكذلك المكتبات التي كانت المنافذ لتوزيع ما يصدر وقتها، إضافة إلى الصحف والمجلات العربية.

الكتاب اكتنز بوثائق وصور نادرة عزّزت من قيمة الجهد الذي بذله المعاودة، بينها مراسلات كانت تتم بين مستشار الحكومة وقتها بيلغريف وطالبي رخص المطبوعات وما يتصل بها.

الكتاب توزّع على فصول ثلاثة، تناول الأول فيها بدايات النهضة الثقافية، وبدايات المطابع وتأسيس الصحافة المحلية، والمكتبات ودروها في انتشار الصحف البحرينية، مع تثبيت للهوامش في نهاية الفصل.

وفي الفصل الثاني تناول الكاتب البدايات الأولى للصحافة البحرينية، ومؤسسها ورائدها الراحل عبدالله الزايد، مع تناول لـ «جريدة البحرين»، و «الجريدة الرسمية».

وفي الفصل الثالث، تناول المعاودة بالترتيب، صحف الخمسينات، والستينات، والسبعينات، والثمانينات والتسعينات، والصحف الصادرة باللغة الإنجليزية، مع تثبيت لهوامش كل فصل الفصل، واحتوى الكتاب تبْتاً للمصادر والمراجع.

آل خليفة، الشيراوي، الخيري

يورد المعاودة في فصل بدايات النهضة الثقافية، الحراك الذي عُرفت به بعض الأسماء؛ سواء بمراسلة عدد من الصحف والمجلات العربية، أو بالاشتراك في عدد منها؛ لكي يتواصلوا مع الحراك الثقافي في العواصم العربية الكبرى، كالقاهرة وبيروت وبغداد، وتحول بيوتهم أو أماكن يتم تخصيصها كالملتقيات أو أندية أدبية يتم فيها تناول الشئون الثقافية والمحلية والعربية.

في الفصل نفسه يعرّج المعاودة على الأسماء التي قامت بتلك الأدوار وتنشيط الحراك، ومن بينهم شيخ أدباء البحرين كما عرف وقتها الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، والشيخ مقبل الذكير، اللذان كان تواصلهما مع «المقتطف» و الهلال» و «المنار» و « والشورى» و «المقطم» المصرية بارزاً وواضحاً، مروراً بالأندية الأدبية والثقافية في البحرين وقتها، مع تأسيس نادي «إقبال أوال» في العام 1913، الذي تولى إدارته الشيخ محمد صالح خنجي، وأمانة سره الأديب ناصر الخيري، وما تلاه من قيام النادي الأدبي في المحرق في العام 1920، والذي تولى رئاسته الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، وكان نشطاً وفاعلاً وقتها من خلال استقطابها لأسماء عربية معروفة وبارزة، مثل الأديب عبدالعزيز الثعالبي، والرحالة أمين الريحاني، والشيخ محمد الشنقيطي، والحدث الأبرز والأهم في التفاعل ذاك، مشاركة النادي في تكريم أمير الشعراء أحمد شوقي في العام 1927، وترتيب هدية ثمينة ومكلفة قياساً بتلك الفترة، كانت عبارة عن نخلة من الذهب الخالص واللؤلؤ؛ لتأتي لاحقاً مرحلة قيام المنتدى الإسلامي بتأسيسه في العام 1928 في المنامة برئاسة نجل حاكم البحرين وقتها، الشيخ مبارك بن حمد آل خليفة، وركّز النادي نشاطه على فحوى المسمّى الذي اتخذه، اهتماماً «برفعة الإسلام وشئون المسلمين» بإقامة المحاضرات والندوات في المناسبات الدينية، وقبل ذلك بثلاث سنوات، تمخّض النشاط عن المسرح الذي عرفت به بعض المدارس وقتها وعلى رأسها مدرسة الهداية الخليفية في المحرق العام 1925، والمدرسة الأهلية في المنامة لصاحبها الشاعر البحرين إبراهيم العريض، ومدرسة الإصلاح الأهلية في المحرق لصاحبها الشاعر عبدالرحمن المعاودة.

بداية تأسيس المطابع

ويتناول صقر المعاودة في بدايات المطابع وتأسيس الصحافة المحلية دور أحمد عبدالواحد فرامرزي، الذي قام بتأسيس أول مطبعة في العام 1913، عرفت باسم «مطبعة البحرين»، والمرحلة التي تلتها بتأسيس رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد، مطبعته في العام 1932 باسم «مطبعة البحرين ومكتبتها»، ومنها خرجت أول مطبوعة أسبوعية في منطقة الخليج العربي، ولحقتها بعد ذلك «مطبعة المؤيد» لصاحبها مؤيد أحمد المؤيد في العام 1949، وفيها طبعت أغلب صحف الخمسينات من القرن الماضي ومنها: «صوت البحرين»، «الخميلة»، «القافلة»، «النشرة الرسمية»، «الوطن»، «الميزان»، «الشعلة»، و «هنا البحرين»، لتلحق بالمطابع الثلاث الأولى «المطبعة الشرقية» في العام 1952 لصاحبها عيسى الزيرة، وتولت طباعة صحيفة «النجمة الأسبوعية» التابعة إلى «بابكو»، ثم مطبعة أوال، وفي العام 1960 قيام عيسى الزيرة بشراء مطبعة المؤيد وحملت اسم «مطبعة دلمون» حتى يومنا هذا.

تأسيس المكتبات

في الفصل الخاص بالمكتبات يتناول المعاودة أسماء الروّاد في هذا المجال، ويورد بعض المفارقات بقيام بعض الشركات التي لا علاقة لها بالنشر والتوزيع كشركات المقاولات بتوزيع بعض الصحف التي كانت تصدر في البحرين، في دول الخليج كقطر ودبي، مرفقاً صوراً عن إعلانات تحمل أسماء وكلاء التوزيع فيها.

وفي العام 1919 قام سلمان أحمد كمال بتأسيس المكتبة الكمالية في المنامة، وبحسب ما يورد المؤلف؛ أنه كان يستورد الصحف والمجلات من القاهرة، وبعدها قامت المكتبة الوطنية التي أسسها إبراهيم محمد عبيد في العام 1929 في المحرق بالدور نفسه، وانتقلت إلى المنامة، ولكن هذه المرة مع بداياتها تولّت استيراد المصاحف والكتب الدينية من الهند والقاهرة وبيروت، وبعد ذلك انخرطت في نشاط توزيع الصحف.

ودارت عجلة الاهتمام بذلك القطاع بتدشين مكتبة المؤيد التي أسسها مؤيد المؤيد، بعد أن انتقلت ملكية المكتبة الكمالية إليه، ولم تكتف بتوزيع الصحف بل أدخلت نشاط استيراد وبيع الأدوات المكتبية والقرطاسية. ولحقتها مؤسسة الهلال للتوزيع التي أسسها إبراهيم محمد المؤيد العام 1957، لتتحول إليها في العام 1971 وكالات توزيع الصحف من المكتبة الوطنية، مع مراحل تطورها في العام 1973 بتحولها إلى مؤسسة، لتأتي بعدها الشركة العربية للوكالات والتوزيع التي قام بتأسيسها الأخَوان فيصل وعبدالكريم العليوات في العام 1959، وفي العام 1989، كانت بداية تدشين مؤسسة الأيام للصحافة والنشر، التي قامت إضافة إلى مطبوعتها بتوزيع الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وتنظيم معرض سنوي للكتاب.

لم تكتف الصحف البحرينية التي تم تأسيسها بالتوزيع داخل البحرين بل تطلعت إلى السوق المجاورة لها، وصولاً إلى لندن بقيام ابن مستشار حكومة البحرين حمد بيلغريف وأحد المساهمين في مجلة «صوت البحرين» بتوصيل المجلة لمن يطلبها اثناء دراسته هناك.

سيرة الزايد مع الريادة

وفي الكتاب خطاب منه إلى شركة محمد الحسن يطلب فيها عشر نسخ مع شيك بمبلغ الاشتراك لمدة سنة ويقدر وقتها بـ 22 روبية، مع إفراد المؤلف صفحة يذكر فيها أن «صوت البحرين» استطاعت أن تصل إلى المغرب العربي.

يتوقف المؤلف صقر المعاودة بتركيز على سيرة عبدالله الزايد وبداية تأسيسه المطبعة والصحيفة والظروف التي مر بها باستقطاب خبير فلسطيني من البصرة، وصولاً إلى ظروف تدهور المشروع.

بعد أن يورد المعاودة أسماء صحف الخمسينات والستينات ومؤسسيها، مرفقة بصور عن بعض أغلفتها، يدخل مرحلة السبعينات بمجلة «المجتمع الجديد»، الأسبوعية التي تأسست في 12 أبريل/ نيسان 1970، وترأس تحريرها إبراهيم حسن كمال، وإدارة التحرير مصطفى الصيفي، و «أخبار البحرين الأسبوعية»، التي صدرت العام 1972 عن وزارة الإعلام وقتها، ومجلة «المواقف» الأسبوعية التي أسسها الشهيد عبدالله المدني في 24 سبتمبر 1973، ومجلة «الرياضة» الأسبوعية التي أسسها وترأس تحريرها عبدالرحمن إبراهيم عاشير في 8 ديسمبر 1974، ومن ثم «أخبار الخليج» في الأول من فبراير العام 1976، التي أسسها وترأس تحريرها محمود المردي، وجريدة «المسيرة» الأسبوعية في فبراير/ شباط 1978، ومجلة «الملاعب» التي ترأس تحريرها عبدالعزيز يوسف جناحي، وأدار تحريرها هاني أحمد الريس، يصل إلى صحف الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة، بصدور «بانوراما الخليج» في يونيو/ حزيران 1983، وترأس تحريرها الكاتب والصحافي إبراهيم بشمي، وإدارة تحريرها عقيل سوار، ثم «الأيام» في 7 مارس العام 1989.

ومع دخول الألفية الجديدة، تم تأسيس صحيفة «الوسط»، في 7 سبتمبر/ أيلول 2002، يومية، سياسية، مستقلة، وكان يرأس مجلس إدارتها صاحب الأعمال فاروق المؤيد، وترأس تحريرها حتى يومنا هذا، منصور الجمري، فيما كان مدير التحرير الكاتب والمفكّر اللبناني وليد نويهض، لتعقبها «العهد» في 3 ديسمبر 2003، التي ترأس مجلس إدارتها منصور بن رجب، كصحيفة أسبوعية، وتولى رئاسة تحريرها المرحوم حمد منصور بن رجب، وقد توقفت عن الصدور، ثم «الميثاق» في 4 مايو/ أيار 2004، التي تولى رئاسة تحريرها محمد حسن الستري، وإدارة تحريرها عارف العابد، وتوقفت عن الصدور، وبعدها صدور صحيفة «الوطن» في 11 ديسمبر 2005، التي ترأس مجلس إدارتها هشام عبدالرحمن، وترأس تحريرها محمد البنكي، وإدارة تحريرها، معاوية حس يس، لتدخل صحيفة «الوقت» السوق في 21 فبراير 2006، وترأس مجلس إدارتها الصحافي إبراهيم بشمي، وإدارة تحريرها الإعلامية خولة مطر، وتوقفت عن الصدور لأسباب مالية مع العدد 1532 يوم الاثنين 3 مايو 2010، وتلتها النبأ كصحيفة أسبوعية في 18 يونيو 2008، وترأس تحريرها عبدالمنعم المير، ثم صحيفة «البلاد» في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، ويرأس مجلس إدارتها عبدالنبي الشعلة، ويرأس تحريرها مؤنس المردي.

وبالنسبة إلى الصحف الإنجليزية كانت البداية مع «The Islander» في 29 مارس 1956، وترأس تحريرها جون هوبر، و «Gulf Mirror» التي صدرت في الأول من يناير/ كانون الثاني 1971، وترأس تحريرها إبراهيم إسحاق، و «Gulf Daily News» في 21 مارس 1978، وترأس تحريرها محمود المردي، وأخيراً، «Bahrain Tribune» في 8 مارس 1997، وترأس تحريرها نبيل الحمر.

الكتاب جهد توثيقي ينضم إلى جهود إصدارات سابقة، لتاريخ ريادة البحرين في مجال الإعلام قبل أن تشهد المنطقة طفراتها النوعية حتى يومنا هذا في الذكرى السابعة والخمسين لتلك الريادة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً