«المكعب ذو ملمس مطاطي على رغم انه غير موجود قطعاً، وبتحريكي الفأرة (الماوس) الذي تشبه قلم الرصاص بيدي، تحرك مؤشر في الغرفة الخيالية التي يوجد فيها المكعب، وبمناورة بسيطة كان المؤشر أسفل المكعب. حركت قلم الرصاص (الذي يسمى هنا الفانتوم أو الطيف إلى أعلى وفجأة كان هناك إحساس بالوزن وتحرك المكعب إلى أعلى الشاشة، ومع قليل من التدريب، استطعت أن أحرك المكعب إلى أعلى وأمسكه، السطح كان مثل المطاط والوزن كان كوزن كرة صغيرة ربما كرة جولف. وبعد عدة دقائق ظهر مؤشر آخر وتحرك إلى الاتجاه المعاكس للمكعب ثم دفعنا معا في الوقت نفسه فارتفع المكعب».
كان ذلك هو الوصف للمس عبر الانترنت والذي أثبت في وقت واحد في لندن وفي ماشوسيتس في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وينتمي المؤشر الآخر إلى جنغ كيم وهو طالب يحضر الدكتوراه في كلية ماشوسيتس للتكنولوجيا في يوستون وهو موجود في (مختبر اللمس). وقد طور هذا البرنامج من قبل غويل غوردان وهو طالب يحضر الدكتوراه في كلية لندن الجامعية بالتعاون مع كلية ماشوسيتس للتكنولوجيا. وقد يؤدي هذا البرنامج إلى تمكيننا من الشعور بالاحساس بالمواد المأخوذة من سطح القمر أو من أعماق البحر مثلا، كما ان الجراحين يستطيعون ان يقوموا باجراء العمليات عن بعد، بالاضافة إلى ذلك يمكن ابتكار انواع جديدة من الألعاب كالمصارعة عن طريق الانترنت مثلاً.
ويأتي الاحساس باللمس من محركات صغيرة في داخل أنظمة الفانتوم الموصلة والتي تم تركيبها عن طريق الكمبيوتر لتعرف متى تقاوم اي حركة إضافية. ولنفترض وجود وصلة بين كمبيوترين، وكما في التجربة يمكن أن يخبرا بعضهما بعضا عندما تجعلهما حركات مستخدميهما يتصلان بالمادة الخيالية في ذاكرتهما.
هل هذا أمر واعد ومبشر؟ بالنسبة إلى غوردان البالغ من العمر سبعة وعشرين عاماً يبدو الأمر كذلك بالتأكيد، ولكن بالنسبة إلى آخرين فان التجربة قد تبدو مثل توسيع للتقنية التي أسرف في الحديث عنها في بداية التسعينات وهي تقنية الواقع الخيالي التي أصبحت مثبتة في خيال الناس عن طريق بعض الأفلام مثل فيلم «Lawnmower Man» في العام 1992.
ومثل dot.com التي ظهرت بعد عقد من ذلك فان شركات الواقع الخيالي نشأت في كل مكان، ولكن بمجرد عرض الفيلم تبددت أوهام تقنية الواقع الخيالي، يقول المدير العلمي لمجموعة الواقع الخيالي بوب ستون وهي احدى شركات الواقع الخيالي: «الكثير منا كانوا متهمين بالانغماس بصورة كبيرة في التقنيات». على رغم ان الشركة تصف نفسها بخجل بأنها «رائدة عالمية في مجال برامج وحلول البيانات ثلاثية الأبعاد الفعلية».
ويعتقد ستون بأن المشكلة كانت في أن الناس يتساءلون عن المشكلات التي يمكن ان تحلها هذه التقنية، وكيف يمكن القيام بذلك على الوجه الأفضل.
بينما يبدو شكل قفازات المعلومات جيدا في الصورة وهي القفازات التي تعطيك الاحساس بأنك تمسك مادة في يدك، فإن هذه القفازات غالية ويصعب الاحتفاظ بها في حال جيدة. كما ان سماعات الرأس يمكن أن تسبب الغثيان. ويقول ستون: «لقد أصبح الواقع الخيالي، التقنية التي لا نجرأ على ذكر اسمها ولكنها اليوم أصبحت في متناول الجميع تقريبا اذ يمكنك اليوم أن تشتري جهازاً بأقل من ألف جنيه استرليني وهو الأمر الذي يفوق إنجاز كمبيوتر ممتاز منذ عدة سنوات، وتتوافر الآن الأدوات المتخصصة مثل الفانتوم وسماعات الرأس والقفازات، ولكن لم يتم اثبات عدم تأثيرها على الانسان. يقول ستون: «لقد تطورت تقنية الواقع الخيالي وقد طورت مجموعة الواقع الخيالي نظاما للجيش باستخدام سماعات رأس لإثارة مسدسات 20 مل و30 مل». «انهم يطلقون مليون جولة خيالية من الذخيرة، اذا تم عمل ذلك بذخيرة حية فسيكلفهم ذلك 41,000 مليون جنيه استرليني فقط للمدفعية، كما ان نظام الواقع الخيالي يكلف أقل من 500,000 جنيه استرليني.
والآن وجدت تقنية الواقع الخيالي طريقها إلى الكثير من مظاهر حياتنا من دون أن نلاحظ ذلك كالجراحة باستعمال المنظار وهي الجراحة التي يستخدم فيها الجراحون أجهزة للتحكم وصور للتعامل مع بعض الأدوات في داخل الجسم.
خدمة الإندبندنت- خاص بـ «الوسط?
العدد 102 - الإثنين 16 ديسمبر 2002م الموافق 11 شوال 1423هـ