العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ

خبراء: السعودية ربما حجبت عمداً معلومات بشأن "كورونا" عن السلطات الصحية الدولية

ربما تكون الزيادة الحادة التي أعلنتها السعودية لأعداد المرضى الذين فتك بهم فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) دلالة على أن الرياض تسلك نهجا جديدا.. لكنها تثير أيضا أسئلة جديدة عن كيفية التعامل مع انتشار المرض الذي ظهر قبل عامين.

يقول خبراء في مجال الصحة والأمراض المعدية إن الشفافية في تقديم البيانات أمر حاسم لمعرفة المزيد عن الفيروس الذي ظهر بين البشر قبل عامين فقط لكنه الآن أودى بحياة أكثر من 300 مريض على مستوى العالم.

وقد أعلنت السعودية يوم الثلاثاء الماضي (3 يونيو/ حزيران 2014) أن مراجعة أجرتها كشفت عن 113 حالة إصابة لم تعلن من قبل توفي منها 93 مصابا. ورغم أن الإعلان يوحي بأن هناك قدرا أكبر من الشفافية يقول بعض العلماء إن معلومات ربما تكون قد حجبت عمدا عن السلطات الصحية الدولية.

قال مايكل أوسترهولم مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية والسياسة بجامعة مينيسوتا "يثير ذلك حقا سؤالا عن سبب عدم الإبلاغ عن هذه الحالات من قبل وبخاصة وأن تاريخها يرجع لشهرين على الأقل أو أكثر."

وأضاف "لا أعتقد من المعلومات المتاحة لنا أن باستطاعتنا معرفة السبب (في أنه لم يتم الإعلان عن الأمر من قبل). لكنه لابد وأن يكون سببا من اثنين: إما أن هناك نظام متابعة ضعيفا عجز عن رصد وتأكيد هذه الحالات وإما أن هناك محاولة متعمدة لعدم الإعلان عن بعض الحالات وبخاصة الحالات بالغة الحرج والتي مآلها الوفاة."

قال طارق مدني المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة السعودية إنه لا يعتقد أن عدم الإعلان عن بعض الحالات كان متعمدا وأرجع ذلك إلى عدة عوامل.

وقال "لا نعتقد أن هذا حدث عن عمد" مضيفا أن من الممكن في أي مكان في العالم أن يعلن عن عدد أقل بعشرين في المئة عن عدد المرضى الفعلي مشيرا إلى أن هذه النسبة لم تتجاوز الحدود. وقال "بل إنها أقل من 20 في المئة."

ويمكن أن يسبب فيروس كورونا ارتفاعا في درجة الحرارة وسعالا وضيقا في التنفس والتهابا في الرئة ويعتقد أنه ينتقل إلى الإنسان من الإبل وإن كان العلماء يقولون إنه يمكن أن ينتقل أيضا من إنسان لآخر.

ونقل عن وزير الزراعة السعودي اليوم الخميس قوله إن الإبل في المملكة ستخضع لفحوص.

وتعرضت السعودية بالفعل لانتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع المرض الذي يقول خبراء في الصحة العامة إنه كان يمكن السيطرة عليه الآن لو أن المسؤولين والعلماء بالمملكة كانوا أكثر استعدادا للتعاون وتبادل المعلومات حول كيفية عمل الفيروس ومكان قدومه.

وردا على ذلك تقول وزارة الصحة إنها تتخذ إجراءات جديدة لتحسين عملية جمع المعلومات وتداولها بما في ذلك معايير الاختبار وتحسين الخطوط الاسترشادية فيما يتعلق بتخزين العينات وعنونتها.

وأعفى وزير الصحة المكلف عادل فقيه يوم الاثنين زياد ميمش وكيل الوزارة من منصبه. وكان قد تم تعيين فقيه في أبريل نيسان الماضي بعد أن أقال الملك عبد الله الوزير عبد الله الربيعة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس.

وكشفت الوزارة يوم الثلاثاء عن ارتفاع بنسبة تقرب من 50 في المئة في حالات الوفيات نتيجة الإصابة بكورونا في مراجعة للبيانات أظهرت أيضا زيادة بمقدار الخمس في عدد الإصابات منذ 2012 عما كان معلنا من قبل.

وأظهرت أحدث الأرقام أن إجمالي عدد الإصابات بلغ 691 حالة بالمملكة توفي منها 284 مصابا.

وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض إنه لم يتضح إن كانت الحالات الجديدة تندرج تحت تعريف منظمة الصحة العالمية للحالات المؤكدة وأشار إلى أن الإعلان لم يتضمن تفاصيل رئيسية.

وأضاف "لم تقدم معلومات عن سن أو نوع المصاب أو محل إقامته أو مكان الإصابة المرجح وما إن كانت الحالات متفرقة/أساسية أم أنها جزء من مجموعة انتقالات ثانوية أو ما إن كانت الرعاية الصحية قد توافرت للمريض أم لا أو ما إذا كان المصاب من العاملين بالرعاية الصحية."

وقال مدني إنه على الرغم من أن البيانات المنشورة على موقع الوزارة على الإنترنت محدودة فإن هناك بيانات أكثر تفصيلا متوافرة لمن يريد الحصول عليها من العلماء وخبراء الصحة الذين يتصلون بالوزارة مباشرة.

وفي تصريحات لرويترز قال إيان ماكاي أستاذ علم الفيروسات الإكلينيكية المساعد بجامعة كوينزلاند في استراليا والذي يتتبع انتشار فيروس كورونا منذ اكتشافه أول مرة منذ ما يقرب من عامين إنه لا يزال متشككا في مدى شفافية المعلومات التي يقدمها المسؤولون الجدد.

وقال في لقاء عبر الهاتف "أنا متشكك بدرجة كبيرة في العملية كلها.. نرى كل هذا تحت عنوان زيادة الشفافية ومع هذا لا تتوافر معلومات عن هذه الحالات المئة وثلاث عشرة فيما يتعلق بمكان أو كيفية الفحوص التي خضعت لها أو عمرها. المعلومات هزيلة جدا في الواقع لذا فأنا متشكك جدا فيما يفترض أن نعرفه من خلال هذا."

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها أوفدت خبراء للسعودية لتقديم المشورة الفنية.

وقالت "تعيين وزير جديد للصحة في الآونة الأخيرة ولد طاقات جديدة والتزامات أكبر من جانب الحكومة للتعامل مع التحديات المرتبطة بكورونا. ومنظمة الصحة العالمية ترحب بكل الجهود المبذولة لجمع المعلومات والتحقق منها وتعزيز تبادل المعلومات المتعلقة بكورونا."

وقال أوسترهولم إن الخبراء الدوليين ومسؤولي الصحة يجب أن يشجعوا السعودية على الالتزام بكلمتها.

وأضاف "فيروس كورونا ليس مشكلة تخص المملكة العربية السعودية ولا مشكلة تخص الشرق الأوسط بل مشكلة دولية تتطلب رد فعل دوليا لمعالجتها" مشيرا إلى أن مصابين بالفيروس نقلوه بالفعل من المنطقة إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

ومضى قائلا "تخيل لو أن أحد ركاب الطائرات هؤلاء تحول غدا إلى ناقل هائل للفيروس وانتهت به الرحلة في لندن أو نيويورك أو هونج كونج أو تورونتو. سيتغير العالم بين عشية وضحاها."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:25 م

      غياب الرقابه

      اعتدنا على الدول اللي تفتقر للمؤسسات الرقابيه التلاعب في الارقام بما يناسب مصالحها الاقتصاديه والسياسيه وعدم نشر الحقائق وغياب الشفافيه خوفا من ردات الافعال على اداء حكوماتها المعينه الهزيل..بالاضافه ان موسم الحج قريب وليس من صالحهم نشر معلومات تثير هلع الحجاج وتتسبب لهم بخسائر ..الفيروس لاعلاج ناجع له الى الان وهو اخطر مما نتصور

اقرأ ايضاً