العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

مزاج سيئ يضرب البرازيل قبل افتتاحها العرس العالمي

أيام وتنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل والتي من المفترض أن تكون ذروة الاحتفال في بلد «اللعبة الجميلة» كما وصفه لاعب الكرة الشهير بيليه، فماذا يمكن أن يطلبه المشجعون أكثر من ذلك؟

أصبحت البرازيل أخيراً تتمتع بالاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لاستضافة البطولة للمرة الأولى منذ العام 1950 وفاز منتخبها بكأس العالم أكثر من أي منتخب آخر إذ نال اللقب 5 مرات، وبعد نصف قرن من تفوق المهارة الكروية على التنمية في البرازيل يمكن لأكبر بلد في أميركا اللاتينية التفاخر بنجاحه داخل الملعب وخارجه.

ولكن قبل أقل من أسبوع على انطلاق بطولة كأس العالم يوم 12 يونيو/ حزيران لا تسود البرازيل الأجواء الاحتفالية المتوقعة وخفتت أصداء انتعاشة اقتصادية أخرجت 40 مليون شخص من دائرة الفقر خلال العقد الماضي وعززت فرص فوز البرازيل باستضافة الحدث الكروي الأهم في العالم.

وفي ظل معدلات التضخم المتنامية وارتفاع معدلات الجريمة تظاهر برازيليون خلال العام المنصرم احتجاجاً على إنفاق 11 مليار دولار على كأس العالم وفساد مزعوم أدى إلى زيادة تكاليف بناء الاستادات وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي لم ينفذ بعضها قط.

وخصصت البرامج الرياضية التي تتناول خطط الفرق في اللعب وتكثر قبل بطولات كأس العالم جزءاً من وقتها لتقديم تقارير إخبارية بشأن الجنود وأفراد الشرطة المنتشرين في 12 مدينة برازيلية ستستضيف البطولة، حتى لا تؤثر الاحتجاجات العمالية والمظاهرات والجريمة سلباً على كأس العالم.

ويبدو فتور الحماس قبل انطلاق البطولة جلياً في الطرقات والميادين والمقاهي واختفى الأصفر والأخضر لونا علم البرازيل وساد الهدوء العديد من الأماكن العامة على رغم استعداد البلاد لاستضافة حدث رياضي اعتادت أن تحتفل به من دون أن تستضيفه.

وتقول وهي مالكة متجر لبيع لوازم الاحتفالات ماريانا فاريا في وسط ريو دي جانيرو: «يشعر الناس بالاشمئزاز» وانخفضت مبيعات المتجر 40 في المئة عما وصلت إليه أثناء بطولة كأس العالم السابقة في جنوب إفريقيا وتابعت «لا يريد أحد إنفاق المال على أمر يرونه مرتبطاً بالإهدار والفساد».

ويتناقض المزاج العام السيئ في البرازيل مع البطولة التي تستمر شهراً يرى فيه مشجعو كرة القدم في العالم ذروة الحماس والنشاط الرياضي ومن الممكن أن ينتعش البرازيليون وتلتهب حماستهم إذا أبلى فريقهم بلاء حسناً في المباريات.

وهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها للبطولة كل المنتخبات التي سبق لها الفوز باللقب وستشارك في البطولة كل الأسماء اللامعة في كرة القدم تقريباً مثل نيمار أمل البرازيل الشاب والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يعتبر أفضل لاعبي عصره ومنافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ويختلف المزاج السيئ عن معظم التوقعات منذ فوز البرازيل باستضافة البطولة العام 2007 وعبر المنظمون آنذاك عن آمالهم في أن تكون الأجواء السائدة في البرازيل هي استعداد دولة نامية ومنتخبها الوطني لتعويض خسارة تاريخية أمام أوروغواي في المراحل النهائية لكأس العالم العام 1950 في استاد ماراكانا بريو دي جانيرو وهو الاستاد نفسه الذي سيستضيف المباراة النهائية للبطولة هذا العام.

وحثت رئيسة البرازيل ديلما روسيف البرازيليين على تنحية إحباطاتهم جانباً والترحيب بأكثر من 800 ألف زائر أجنبي سيأتون إلى البرازيل.

وشهدت البرازيل مظاهرات حاشدة عرقلت بطولة كأس القارات التي استضافتها البلاد في يونيو من العام الماضي وموجة من الاحتجاجات المستمرة في العديد من المدن، وأمرت روسيف بإضافة 57 ألف جندي إلى قوات الشرطة ليقوموا بمهام تتراوح بين تأمين المناطق المحيطة بالاستادات إلى مرافقة حافلات الفرق، وقالت في كلمة بمطار ريو الدولي الأسبوع الماضي على رغم استمرار أعمال الإصلاحات فيه «إننا شعب سيستقبل السائح بالحب وليس بالعنف».

العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً