تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، استضافت مجموعة أوريجين اليوم الثلثاء (10 يونيو / حزيران 2014) المفكر العالمي توم بيترز الذي نقل خبرته في القيادة والتميز عبر أربع حلقات نقاشية إلى ما يقارب من 600 مشارك من داخل وخارج البحرين.

وقد افتتح أعمال الندوة العلمية التي عُقدت في مركز الخليج الدولي للمؤتمرات بفندق الخليج، رئيس اللجنة العليا للفعالية والرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين أحمد محمد البناء، الذي أثنى على رعاية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة لهذا الحدث الذي يهم كافة الإداريين والقياديين في مختلف المستويات.
وأكد البناء في كلمته أن الندوة تركز بشكل أساسي على ضرورة أن يحقق الأفراد والمؤسسات التميز في الأداء والسلوك والرؤية وجودة العمل، وهو ما يعني تحقيق النجاح في نهاية المطاف.
موضحاً أن توم بيترز صاحب مخزون فكري كبير في مجال التميز والقيادة، وأنه بخبرته الفريدة سيساعد الحضور ممن حرصوا على التواجد في الندوة من رؤساء تنفيذيين وأعضاء في مجالس الإدارات ورؤساء الشركات وكبار المدراء والمسئولين وغيرهم من المهتمين والراغبين في الاستزادة في مجال الإدارة والقيادة، على تحقيق التميز المنشود، شاكراً في الوقت ذاته الحضور من خارج مملكة البحرين، وبخاصة ممثلي شركة أرامكو وسابك وهيئة الربط الكهربائي ويونيكول وغيرهم من المؤسسات.
بعد ذلك، تحدَّث وزير الدولة لشؤون الكهرباء والماء عبدالحسين علي ميرزا الذي أشاد باستضافة المفكر العالمي توم بيترز على أرض مملكة البحرين، كونه يعد مفكر المفكرين ممن ساهموا في تطوير فنون التميز والقيادة على مستوى العالم.
كما أشار إلى اهتمام مملكة البحرين بتحفيز مواطنيها على الإبداع والتميز في كافة المجالات، وخصوصاً في العمل الحكومي بهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة من أجهزة الدولة إلى كافة المستفيدين منها، ولذلك دعمت الحكومة الموقرة فكرة إنشاء مركز البحرين للتميز الذي تأسس في العام 2008.
ولمدة ساعة كاملة، قدَّم البروفيسور توم بيترز جلسته الأولى، حيث تحدث عن رؤيته الخاصة بشأن دور القائد ونوع القيادة المطلوبة للمرحلة القادمة، خصوصاً العقد القادم، مركزاً على أهمية الخصائص التي يجب أن تتوافر في القيادي المتميز كبُعد النظر وسرعة الإنجاز والتخيل وسرعة البديهة.
أعقب ذلك جلستان خاصتان تحدث فيهما المفكر توم بيترز، وقد خصَّ الجلسة الثانية بالحديث عن التميز الفردي، بمعنى لماذا يجب أن نتميز كأفراد وكيف. أما الجلسة الثالثة فخصها للحديث عن التميز المؤسسي، ولماذا يجب على جميع المؤسسات أن تتميز فعلاً لا قولاً، والفرق بين الدعاية والإعلان والدقة في التنفيذ وربط كل ذلك بدراساته وخبرته الكبيرة خلال عقود من الزمن بدءاً بأول كتاب صدر له مع المفكر روبرت ووترمان حول "البحث عن التميز" في العام 1982 الذي حقق من خلاله شهرته الواسعة، وأحدث الكتاب ذاته ثورة في الإدارة عند نشره أدى إلى تغيير جذري في الممارسات الإدارية، وكثيراً ما يُنظر إليه على أنه الأفضل في العالم بهذا المجال، وبُيع منه ملايين النسخ.
أما الجلسة الأخيرة لتوم بيترز فقد كانت جلسة عملية ونقاشية كانت عبارة عن أسئلة وأجوبة وأدار حلقة النقاش السيد محمد عبد الله عيسى.
يشار إلى أن توم بيترز من مواليد مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأميركي في العام 1942. وهو حاصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، وحاز العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات والمعاهد العالمية كما يُعد أحد أبرز المحاضرين العالميين في فن القيادة والإدارة والتفكير الاستراتيجي، بالإضافة إلى تخصصه الكبير في برامج التميز الشخصي والمؤسسي وله العديد من البحوث والدراسات والمؤلفات أبرزها كتابه الشهير "البحث عن التميز".