أعلنت الحركات الاحتجاجية في البرازيل خمسة مطالب (نكاية بفوز البرازيل بخمسة في خمسة من نهائيات كأس العالم)، وهي: الإسكان، الصحة العامة، وسائل النقل العام، التعليم، العدالة (ووضع حد لعنف الدولة في الأحياء الفقيرة أو العشوائيات، ونزع سلاح الشرطة العسكرية).
هذا وتنقسم الحركات الاجتماعية التي تقود المظاهرات إلى مجموعتين كبيرتين.
واحدة منهما راديكالية وتحمل شعار: «لا حقوق، لا كأس عالم» وشكلت تحالفات مع الفئات الأكثر عنفاً، بما فيها «الكتلة السوداء» المعروفة بتكتيكاتها المتطرفة.
والمجموعة الأخرى، التي نظمت صفوفها في «اللجان الشعبية لكأس العالم «، تحتج على كلفة البطولة العالمية، لكنها لا تشارك في المظاهرات العنيفة.
ومع ذلك، لا يبدو أن الاحتجاجات الحالية تنمو بحجم مظاهرات يونيو/ حزيران العام 2013. فقد تسببت الجماعات المتطرفة في تفتيت الحركات التي ليست لها قيادة موحدة واحدة.
والنتيجة، وفقاً لدراسة حديثة، هي أن ثلثي البرازيليين يعارضون تنظيم احتجاجات خلال دورة نهائيات كأس العالم، والأهم: لا يوافقون على الاحتجاجات العنيفة.
السؤال المطروح الآن، هو: كيف ستكون التكلفة السياسية لكل هذا بالنسبة إلى حكومة الرئيسة الحالية ديلما روسيف؟.
لقد سددت احتجاجات العام الماضي ضربة قاسية إلى الرئيسة، وهي التي شهدت شعبيتها في الأسابيع الثلاثة الأولى من اندلاع موجة الاحتجاجات، انخفاضاً بنسبة أكثر من 25 في المئة.
وقد صرحت الرئيسة روسيف في وقت لاحق، بأنها «تنصت إلى أصوات الشارع»، واقترحت إصلاحات سياسية في البرلمان. هذا رد الفعل القوي ساعدها على إستعادة بعض من شعبيتها. لكن هذه المرة، سيكون التحدي في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها يوم 5 ،كتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ديلما - كما تسمى شعبيّاً في البرازيل - هي الأوفر حظّاً.
لكنها ستواجه معارضة مجمعة في تحالفين: الوسط الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي ومرشحته أيسيو نيفيز، والحزب الأكثر إثارة للقلق بكثير - الحزب الاشتراكي البرازيلي - الذي يتألف من اتحاد بين «إدواردو كامبوس» (وزير العلوم والتكنولوجيا في عهد لولا دا سيلفا)، والناشطة البيئية مارينا سيلفا (وزيرة البيئة في عهد لولا دا سيلفا أيضاً).
هذه الانتخابات ستكون حاسمة ليس فقط للبرازيل، بل لجميع أرجاء أميركا اللاتينية، ومن ثم فما يحدث هذا الشهر خلال بطولة كأس العالم يمكن أن يكون حاسماً أيضاً.
إغناسيو رامونيه
وكالة «إنتر بريس سيرفس»
العدد 4300 - الأحد 15 يونيو 2014م الموافق 17 شعبان 1435هـ