بقلم | مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط رينا الخطيب
تحديث: 12 مايو 2017
يشير استيلاء داعش على الموصل إلى بداية مرحلة جديدة للتنظيم المتشدّد، في إطار محاولته المعلنة لإقامة خلافة إسلامية في الشرق الأوسط. وتُشكّل الموصل انتصاراً معنويّاً وتكتيكيّاً لداعش. وهذا الاستيلاء هو إشارة أيضاً إلى الدول الغربية والعربية لتغيير سياساتها بشأن سورية والعراق قبل أن تتعاظم داعش وتصبح منظمة إرهابية دولية.
مع أنّ زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، عراقي الجنسية، وأنّ التنظيم أُسِّس في العراق، إلا أنّ داعش كانت تركّز أنشطتها على سورية في العامين الماضيين. ثبُت أنّ السياق السوري كان الأمثل لداعش، إذ أتاح لها الحصول على الموارد الطبيعية (النفط والمياه)، والتمويل الخارجي (تحديداً من أمراء الخليج الذين لديهم أجندات وطموحات خاصّة مغايرة لدولهم)، والمقاتلين الجهاديّين. تعاظمت مكانة التنظيم ونفوذه إلى حدّ أصبح فيه فرع السوري يملك قدرةً مالية كافية للبدء بإرسال الموارد إلى الفرع العراقي.
عملت داعش بشكلٍ منهجيّ لتقدّم نفسها على أنّها تنظيم عسكري طموح وقادر على الاستمرار. أصبح شعارها، "باقية وتتمدّد"، أساساً لعمليّاتها العسكرية، وقد ورد أوّلاً في خطابٍ للبغدادي ردّ فيه على النداء الذي وجّهه زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، إلى داعش للخروج من سورية. في المقابل، استخدمت داعش مكاسبها العسكرية كي تظهر لقاعدتها الشعبية أنّها تتقيّد فعلاً بمبادئ هذا الشعار. فكلّما استولت على قرية صغيرة في سورية، استخدمت العديد من الأدوات الترويجية، من ضمنها وسائل الإعلام الاجتماعي، كي تتفاخر بـ"انتصاراتها" وتروّج لمكاسبها باعتبارها أدلّة على مصداقيّتها.
ساعدت هذه الاستراتيجية الترويجية تنظيم داعش في الوصول إلى جهاديّين من سورية والعراق، فضلاً عن مقاتلين من غير العرب. ففي العراق، وجدت التنظيم في صفوف السنّة أرضاً خصبة لتجنيد الجهاديين. فالسنّة غاضبون من سياسات نوري المالكي، وينظرون إليها على أنّها محاولة شيعية لقمعهم. ومع أنّ الكثير من هؤلاء السنّة عارضوا في البداية الانضمام إلى التنظيم، إلا أنّ مصداقية داعش الملموسة ومواصلة المالكي سياسات تفتقر إلى الحكمة، قد دفعتا بعض السنّة إلى احتضان التنظيم، الأمر الذي مهّد بدوره الطريق نحو استيلاء داعش على الموصل.
يُعَدّ الاستيلاء على ثاني أكبر مدينة في العراق انتصاراً معنوياً هائلاً. فمنذ البدء بعملية الاستيلاء، ملأ تنظيم داعش مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، بما فيها مئات من التغريدات على موقع تويتر، بشرائط الفيديو والتصاريح عن كيف أنه يحقّق فعلاً رؤيته المتعلّقة بإنشاء خلافة دائمة. وهذه الحملة الترويجية ستساعد داعش في زيادة تجنيدها جهاديين جدداً، كما سترضي ممولّيها الخارجيين.
ويُعَد الاستيلاء على الموصل أيضاً انتصاراً تكتيكياً مهمّاً لداعش. فقد أتاح للتنظيم الوصول إلى المزيد من الأموال، إذ قام بالسطو على المصرف المركزي العراقي في المدينة واستولى على أكثر من 400 مليون دولار من أموال الدولة. كما صادر آليات مصفّحة وأسلحة من الجيش العراقي، وعمد إلى تدمير الحاجز الترابي الذي كان يفصل الموصل عن مدينة الشدادي السورية، الواقعة جنوب الحسكة، ثم نقل ماصادرَه إلى سورية. فقد أدّى تدمير الحاجز إلى إيجاد طريق مباشر يربط فرعَي التنظيم في سورية والعراق.
فضلاً عن ذلك، حرصت داعش على جذب الانتباه العام إلى مافعلته من خلال قنوات التواصل الخاصة بها، منبّهةً مقاتليها الحاليين ومجنّديها المحتملين إلى أن المعركة التالية ستكون على الأرجح في مدينة دير الزور السورية حيث يقاتل التنظيم المعارضةَ السورية منذ وقت. والواقع أن الاستيلاء على دير الزور من شأنه أن يتيح لتنظيم داعش السيطرة على المزيد من حقول النفط السورية (سبق أن سيطر على حقول الرقّة)، وبالتالي على المزيد من الأموال.
أما المالكي فردَّ على عملية الاستيلاء على الموصل بطلب المساعدة من الخارج لصدّ توسّع داعش. إلا أنّ استمرار قتال الحكومة العراقية ضد داعش باعتباره معركةً يقودها المالكي، من شأنه فقط أن يعزّز خطاب التنظيم عن القمع الذي يتعرّض إليه السنّة، ويتيح استمراره في الحصول على التمويل من داعميه الخارجيين وزيادة عدد الجهاديين في صفوفه.
هذه العوامل كافة ستُمكِّن بدورها داعش من شنّ غزوات في بلدان أخرى مجاورةٍ لسورية، ولاسيما تركيا والأردن، حتى إن هدفت هذه الغزوات في البداية إلى إثبات مدى جدّية التنظيم في هدف التوسّع الذي يرمي إليه. هذا ولن يكون محالاً أن يستخدم التنظيم شبكته من الجهاديين الأجانب للقيام بعمليات خارج الشرق الأوسط.
وهكذا، يُظهِر الاستيلاء على الموصل أنّ تنظيم داعش يكاد يصبح لاعباً إقليمياً في الشرق الأوسط. والتعامل مع هذا اللاعب الناشئ يتطلّب تغييراً حاداً في السياسات التي تنتهجها البلدان الغربية والعربية في مايتعلّق بالعراق وسورية، بما في ذلك السياسات التي تتّبعها الحكومة العراقية. فالمجتمع الدولي يستطيع صدّ توسّع داعش والحدّ من قدرتها على الصمود فقط من خلال التعاون العابر للحدود الوطنية، وذلك على المستويَين السياسي والعسكري.
التغيير الحاد قادم و أيضا الضربات العسكرية للتنظيم التكفيري ... ام محمود
داعش تتفاخر بالجرائم التي قامت بها و بالاموال التي حصلت عليها بطرق غير شرعية بل اصبحت مثل التتار و جيش المغول الذين ما ان يدخلوا مدينة يبادروا بالقتل و اغتصاب النساء بشكل حيواني و السرقة و الحصول على غنائم ثمينة و قالوها بصراحة في المقال ان مصدر دعمهم هو امراء الخليج و اموال النفط و المياه و الدول الغربية و محطات غزواتهم التالية هي الاردن و تركيا فلتستعد تلك الدول للدمار و حكومتهم المرتقبة اقليمية اي تشمل عدة دول مثل ما حدث في بداية الاسلام و شعارهم التمدد و التوسع و السيطرة و القتل الفظيع
لم تأتي بجديد
قرأت المقال حقيقة لم أجد فيه جديد وكل ما كتبته الكاتبة مبذول على الشبكة الدولية للمعلومات وكنت أنتظر منها تحليلا دقيقا باعتبارها منتسبة لمركز دراسات عال الصيت.
كلام موزون
الظلم مصدر التمرد , التهميش ينتج التطرف , المالكي فقد مصداقيته محليا واقليميا ودوليا فلن يستطيع التحايل على العالم بعد اليوم , فرض اجندات طائفيه ايرانيه لن يتقبله الشعب العراقي الواعي لان الجميع يعرف ان في نظر وعقيدة الفرس العراق هو العدو الاول لايران
لا شيء يبرر العنف المروع
مهما كثرت أخطاء المالكي السياسية إلا أن لا شيء يبرر القتل على الهوية وارتكاب الجرائم المروعة.. على الأقل من باب ولا تزر وازرة وزر أخرى. . وكذلك من خلال سيرة الرسول الأعظم لم نسمع انه كان يتعامل مع أعدائه بهذه الوحشية
أستغفر الله
انتم تعارضون المالكي بسبب مذهبه لا لشيء ما ولكن هناك سؤال يطرح لك اخي إذا كنتم تزعمون ان داعش ينتمون للإسلام لماذا يقتلون أبناء الطائفة السنية في الموصل لماذا يفجرون ةيخربون الكنائس مو رسول الله علمنا بإحترام ديانات وحريات الغير هؤلاء مجموعة عملاء لأمريكا لتدمير العراق وإتاحة الفرصة أمام الأمريكان لدخول العراق ل