العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ

المفكر الماركسي فواز طرابلسي: لا أؤمن بشرعية الثورة ولا توجد أدبيات إلحادية في التراث الشيوعي أو الماركسي العربي

يؤكد المفكر فواز طرابلسي في حوار اجرته «الوسط» معه ان الماركسية منهج اداة ونظرية لتحليل مجتمعاتنا، وان الماركسية هي التي انجزت الوحدة القومية في كثير من البلدان، وقادت التحرر الوطني للقسم الاكبر من شعوب الارض.
* انت بوصفك مفكراً ماركسياً هل تغيرت نظرتك بعد التغييرات الدولية التي حدثت في السنوات العشر الاخيرة، ما بين التجربة السوفياتية والماركسية؟
- كنت دائما من نقاد التجربة السوفياتية، وهذا نقد موثق، وكنت كالنعجة السوداء في القطيع الشيوعي المتهم بالتروتيسكية وبالماوية، وبالتالي لم اكن يوما مدافعا عن هذا اللون من الاشتراكية الذي يمثل النموذج السوفياتي، وهذا لا يعني انني كنت قد تنبأت بانهيار الاتحاد السوفياتي، انما لم اعالج تجربته الاشتراكية والاممية. وكان اكثر ما يثيرني في الموضوع هو استلهام الانظمة العربية للنموذج السوفياتي، وهذا ما شدد على سلبيات التجربة السوفياتية عندي، وبالمقابل اعتقد ان التجربة السوفياتية تنطوي على كثير من الايجابيات وكثير من السلبيات يجب ان نتعلمها، وقد بذلت جهودا في هذا المجال.
نحن بوصفنا عرباً لا ننسى ان الاتحاد السوفياتي في سياسته الخارجية شكل دعما للقضايا العربية، وكيف استفدنا منها هذا امر آخر، لا اخفي ان انهيار الاتحاد السوفياتي كان مفاجأة، وان المكابرين بين الماركسيين كانوا يكذبون في ادعاء معرفتهم بهذا، واكثر ما فاجأني انني ظننت ان الاتحاد السوفياتي قد حلّ مشكلاته الداخلية الاساسية مثل مسألة القوميات، واذا بها تنفجر دفعة واحدة.
الآن طبعا تجربة الاتحاد السوفياتي وانهياره تجربة غنية استنتج منها بسرعة ثلاثة امور على الاقل، الامر الاول: ان الثورة ليست دائما الحل الجذري لامور المجتمعات كما تدعي، لأن الثورة ممكن ان تقفز بمجتمع إلى الامام وتترك الارض ملغومة وراءها فتنفجر هذه المشكلات وبالتالي اعدت النظر في شرعية الثورة، والثورة لا تريد اذني لتقوم او ان الثورة محض ارادة، انما هناك تأمل في الثورات وكيف تتقصد التاريخ وتقوم على ارادوية لا تلبث ان ترتد.
والشيء الثاني: لست اؤمن بشرعية الثورة بأن مجرد الاقدام على مسلح لا يعطي الطرف الذي قام به الحق في ان يحكم الآخرين وحتى لو نجح لابد له من ان يعود لاثبات ثقة الناس به بعمل انتخابات حرة، وهذا ما لم تفعله التجربة السوفياتية. والمفارقة في سياسة لينين انه تراجع اقتصاديا من شيوعية الحرب إلى السياسة الاقتصادية الجديدة، لكنه لم يتراجع من ديمقراطية السوفيتيت إلى الديمقراطية السياسية تراجع منها إلى حكم الحزب الواحد.
والشيء الثالث: انني لم اكن مقتنعا - منذ الاصل - بديكتاتورية البروليتاريا. انما تنطوي الفكرة على تبسيط شديد لآليات التغيير مرتبط بتحليل طبقي مبسط للمجتمع وبمحض فئة او طبقة من المجتمع برسالة كونية ثبت انها ليست لها وحدها بهذا الاختزال وبهذا التبسيط.
وقد كتبت بوحي من الماركسية وليس بالماركسية ذاتها، وبالتالي انا لست معجبا بالنصوص النظرية، فالمنهج والنظرية الماركسيين هما ادوات لكي افكر وانتج، وهذا قائم على فكرة التجاوز، لأن الماركسية رأي فكري حي يقبل ويحوي التناقض، والماركسية ليست دين، والسوفييت حولوها إلى ايمان، وانا برأيي ان كل شيء يتحول إلى ايمان سيوجد جانباً جميلاً يفجر طاقات البشر لكنه لا يصمد امام التاريخ، وينتهي بالتحليل والتحريم وانا ضد التحليل والتحريم.
ومازلت اعتقد ان الماركسية منهج اداة ونظرية لتحليل مجتمعاتنا، وبالاساس التحليل الذي اصبح نظاما رأسماليا، فقسم كبير من القوانين هو الذي اكتشفته فعلا، انما لا اتبنى النزعة النبوئية بالماركسية، لا اتبناها فعلا، وتوقعاتها ليست علمية اصلا، فأنا مادي تاريخي، واما مادي جدلي، واعتقد ان اخصب نقد للرأسمالية موجود في الماركسية، وسسوسيولوجيا العالم كله افتتحتها الماركسية، وان مفهوم الطبقات مفهوم اساسي وقد افاجئك باعتقادي ان الماركسية ذات منظور نافذ إلى الدين وإلى حاجة الناس إلى الدين... لم اكن ملحدا، واعتقد ان في حركة الشيوعية العربية لا يوجد الحاد، وبالتالي لا توجد ادبيات إلحادية في التراث الشيوعي او الماركسي العربي، وبالتالي فرض الالحاد بالقوة مثل فرض التدين بالقوة، على كل حال هذا الوجه الاكثر خطورة من التجربة السوفياتية وقد فرض الالحاد على المجتمع ورد الناس إلى اشكال بدائية للتدين، وماركس اعتبر الدين عالماً بلا روح وهو وسيلة لتحمل عذابات هذا العالم وهو الذي يبقى وهو الأساس لفكر ماركس وهو مدخل نافذ وذكي لفهم ظاهرة التدين، فهو لا يختزلها لكنه لا يكون مدخلا لها، ولهذا السبب انا ماركسي، اراجع الماركسية باستمرار ولا التزم بالنصوص، وبالتالي الماركسية ليست نصا مقدسا عندي، والاهم من هذا كله ان الماركسية دليل عبقري في السياسة التغييرية شرط ان نفهمه ونستوعبه ونستبطنه، وفي انهيار الاتحاد السوفياتي وفي مراجعة للماركسية في ضوء التجربة السوفياتية تحررت الماركسية من اخطاء التجربة السوفياتية، ومن عوامل انهيارها.
هناك لعبة مخيفة تلعب الآن، خلاصتها كأن الملايين الذين استلهموا الماركسية انجزوا انجازات عظيمة، فهي التي انجزت الوحدة القومية في كثير من البلدان، وقادت التحرر الوطني للقسم الاكبر من شعوب الارض، وآخر بلد تحرر من الاستعمار هو افريقيا الجنوبية، تحرر بواسطة جهاز سياسي اسمه المؤتمر الوطني الافريقي وهو بقيادة الحزب الشيوعي الجنوب افريقي، والصين تحررت بواسطة الفكر الماركسي... كل هؤلاء الملايين كانوا مخدوعين.
وانا كنت ضد الرأسمالية ووطأتها على شعوبنا تزداد، ولهذا كنت مع الاتحاد السوفياتي، ومشكلتها الاساسية هي انها توجد امكانات حل مشكلات العالم وتحجب هذه الامكانات بواسطة مؤسسة الملكية الفردية، وسيطرة قلة متناقصة من البشر على ثروات العالم، وبعد 11سبتمبر/ايلول كشفت بوضوح ومباشرة بناء الامبراطور الاميركي وكولينيالته المسيطرة سيطرة مباشرة.
والآن هناك انفجار خلاق للتفكير الماركسي في الاقتصاد وفي الثقافة ومحاولة ربطها بجميع المدارس والمذاهب والاختصاصات التي نتجت بعدها مثل البنيوية ومثل التحليل النفسي، ويشهد العالم الغربي صحوة في الانتاج الفكري المتأثر بالماركسية وفي وضع اغزر بكثير من الفترة التي طغت فيها الآحادية السوفياتية، والآن تتغذى الماركسية من كل ما سبقها وتحاول ان تتفاعل معه.
المشكل الطائفي
الاقتصادي في لبنان
* بعد مغادرتك العمل الحزبي والساحة السياسية للبنان كيف تقيّم الواقع اللبناني اليوم؟
- نفيت نفسي إلى باريس لانهاء التفرغ الحزبي وايجاد وسيلة للجمل، فدرست وجهزت نفسي للتدريس، والوضع اللبناني اليوم اكثر امانا واقل قدرة على الانتكاس إلى القتال مما كان عشية اتفاق الطائف، ومما لا شك فيه ان اللبنانيين أعادوا التعمير واحياء البلد وهذا وجه للحياة. اما الوجه الآخر فهو بدء اعادة فواتير الحرب وكلفة الاعمار الباهظة وقسم منها بلا مبرر، بسبب السياسات المتوهمة انه يمكن اعادة بناء بيروت بوصفها مركزاً للمنطقة بعد السلام العربي «الاسرائيلي»، ولكن السلام العربي «الاسرائيلي» لم يأت إلى المنطقة وبالتالي هذه المبالغة في بناء المركز التجاري العالمي ساهم في ايقاع لبنان في دين ضخم، ناهيك انه يعاد بناء البلاد بعد الحرب على قاعدتين تؤديان إلى قيام الحرب وهما: الاقتصاد الحر والنظام الطائفي وهذا امر خطير، وبالتالي اعادة البناء اورثتنا مشكلات اجتماعية قابلة لأن تنفجر، إذ يوجد في لبنان بعض الاغنياء، ولكن الشعب اللبناني فقير والقسم الاكبر من ثرواته مستورد، وفي الوقت الذي يعاد بناء الاقتصاد على قاعدة المضاربة العقارية، والخدمات المتقلصة، وتضرب القطاعات التي تساعد غالبية السكان على العمل مثل القطاعات الزراعية والصناعية، والامر الآخر الذي لا مهرب منه مشكلة الوصاية السورية على النظام اللبناني، هي ليست من دون مشاركة لبنانية وانما هي مصدر ارباك شديد وبالتالي اختلال شديد بين البلدين لابد من معالجته وهذا ما يحتاجه مستقبلا. ومشكلة لبنان انه يتأخر عما يجب عليه فعله بعشر سنين إذ كان يجب بناء نظام عسكري من النمط البعثي والناصري كاقتصاد حر، والنظام اللبناني ذو جموح عسكري وامني بلا مبرر، على الاقل قياسا لما كان عليه في السابق من تخلخل الانظمة، وفي الوقت الذي تطرح سورية الحريات وضد الرقابة، في لبنان يجرى تضييق واغلاق المحطة التلفزيونية.
المثقف السياسي
* في واقعنا الفكري اليوم هل تختلف نظرة المثقف عن نظرة السياسي وأيهما يقرأ الواقع بشكل ادق: المثقف ام السياسي؟
- انا الآن استاذ جامعي ولا اتردد عن النشاط السياسي والعلاقة الغريبة بين السياسي والثقافي والتعليم وممارسة التفكير وانا غير مقتنع بأن المثقف هو المجهز اكثر من سائر الفئات الاجتماعية بممارسة السياسة، فالتعليم وممارسة التفكير لا يجردان الناس سلفا بهذه النظرية، وانا ضد الاختصاص في الكتابة واعتقد بأننا يمكن ان نجد السياسة في الادب، وقد كتبت في النقد الادبي وفي الفني وفي الاقتصاد وفي النظرية وفي السياسة، وغامرت في الفترة الاخيرة بجمع مختارات من هذه النصوص في كتاب واحد، والأهم عندي في ما تلتقي هذه الاشياء، الثقافة مع السياسة والادب مع الاقتصاد، فجوابي ليس بالمفاضلة انما بالاهتمام بأين تلتقي هذه الاختصاصات.
* وصل الموضوع الفلسطيني إلى اقصى التطرف اليوم، هل تتصور ما الذي ستفعله اسرائيل مستقبلا؟
- اعتقد ان ما حدث من ابريل/نيسان الماضي وحتى الآن يضيء اوسلو، وتبين ان اوسلو كان طرف «اسرائيلي» يريده وهو جناح حزب العمل لانه يعطي اولوية لخطر الديموغرافي الفلسطيني ويدعو إلى الفصل، لأن التمازج مع الفلسطينيين خطر على مستقبل اسرائيل، فالطعم فصل الضفة الغربية - وخصوصاً غزة - عن الاراضي المحتلة العام 1948 على امل ان تكون المنطقة الاسرائيلية الآمنة، وفي المقابل اعطي لياسر عرفات عرض عوضا عن حقوق الشعب الفلسطيني، حقوق الحاكم الفلسطيني، وبالتالي سولت له نفسه ان اوسلو هو مشروع دولة، وبالتالي لا ياسر عرفات اعطى اسرائيل حفظ امن اسرائيل، ولا اسرائيل اعطته الارض، وانتهت اوسلو كتسوية، ونما في اسرائيل تيار اطاح بالتسوية الاجتماعية للتسوية، وقامت الانتفاضة الفلسطينية ضد عجز الدولة الفلسطينية عن تحريك الحد الادنى للسلطة والدولة، وضد فسادها، حينما يظهر ان الدولة التي ستعطى للفلسطينيين جزء صغير من اراضيهم قد تكون بحجم مساحة البحرين او اصغر فهذا يثبت ان هذه القيادة نموذج للفساد في المنطقة، والمأساة هي ردود الفعل من الفلسطيني والعربي، فبمجيء اليمين الاسرائيلي من نتنياهو وغيره يعلن انتهاء التسوية العربية الاسرائيلية من طرف اسرائيل، ولكن الامر المأسوي والخطير الذي يجري هو ان فرقاء التسوية العرب - وفيهم مصر والاردن بالدرجة الاولى - امام امتحان غريب، إذ اسرائيل تطالب بالحرب وهم يطالبونها بالسلام ولكنهم لا يسمعونها، وهذه المأساة، فالمشكل اعمق اليوم، ولكي يحافظوا على وادي عربة وكامب ديفيد، يريدون ان يدفع الشعب الفلسطيني حياته ودمه، وهذا هو التواطؤ مع اسرائيل الذي يجري، وفي الوقت الذي تكشر اسرائيل عن انيابها النووية يقول وزير دفاع مصري «نحن لسنا مستعدين للحرب».
الشعب العراقي
أهم من رئيسه
* كيف ترى السيناريو العراقي القادم؟
- العراق اهم مما تبقى من ترسانته الكيماوية التي عنده وبالتالي التخلي عنها اهم، والشعب العراقي اهم من صدام حسين ونظامه، والمطلوب منع الولايات المتحدة من الحرب مع العراق، فهو احد اغنى البلدان العربية، وقد جرى تدمير العراق العام 1991 بحجة معاقبة صدام حسين، ولأنه بقي كما هو، فهذه خسارة قومية لكل العرب ان يجرى تدمير العراق مرتين، في ديكتاتورية هرمة اجرامية دولية اسمها صدام حسين، فهو يشرد ثلاثة ارباع شعبه خارج البلاد، وبالتالي يجب ان يزول هذا النظام على يد شعبه، ونظامه جرّ المشكلات والدمار على المنطقة وبالذات ايران والكويت والعراق ودفعنا ثمن حربين والآن المجتمع الدولي يقول: لا لأسلحة الدمار الشامل في كل المنطقة، واليوم يوجد موقف جيد لمصر في الموضوع.
* كتابك «صورة الفتى باللون الاحمر» ماذا اردت ان تقول فيه؟
- عملت عدة محاضرات عن تجاربي في العمل الحزبي وطورتها فصارت كتاباً، وفيها مراجعة ضمنية وعلنية لتجربتي السياسية بما فيها تجربة اليسار الجديد.
الهوية الشخصية
لفواز طرابلسي:
ولد في البقاع الغربي من لبنان اسمها مشغرة 1941م، وعمل طويلا في النشاط الصحافي، وفي النشاط السياسي، ودرس في الجامعة الاميركية في بيروت، وفي سواس بلندن، وفي باريس، وهو الآن مدرس لتاريخ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الاميركية ولديه عشرة كتب من مؤلفاته والقسم الاكبر منها كتب من وعن تجربة حصار بيروت والحرب اللبنانية مثل كتاب: «يوميات حصار بيروت»، وكتاب حول تنظيم المقاومة ضد اسرائيل «عن امل لا شفاء منه»، وعن مجازر اسرائيل في بيروت. وفي مقارنة ما بين لوحة بيكاسو في الحرب الاهلية وبين بيروت في الحرب، كتب «درك يا بيروت» 1987م.
وفي مجال الفكر كتب: «الماركسية وبعض قضايانا العربية». وكتاب في نقد فكر اليمين اللبناني اسمه «صراط بلا وصل - ميشيل شيحا والايدولوجيا اللبنانية».
ونشر وتعرف بمفكر لبناني عظيم اسمه احمد فارس الشدياق مع زميله صديق عزيز العظمة الذي دفعهما في المقدمة نحو مستوى جديد للتعرف على شخصيته وعمله وحياته.
وفي باب اليوميات كتب: «وعود عدن» وهو نصوص في الادب السياسي من خلال زياراته الكثيرة لعدن. وآخر كتبه اسمه: «عكس السير» وهو مجموعة كتابات ودراسات ومحاضرات متناثرة في الصحف والمجلات. وترجم الكثير من الكتب التي لها علاقة بالفكر الماركسي منها: «جدلية لماركس وانكليس، وترجم كتاباً انجليزياً عن ثورة اكتوبر للكاتب الاميركي جون ريد اسمه: «عشرة ايام هزت العالم»، وترجم اهم كتاب في شرح الستالينية هو سيرة استالين الذاتية لاسحق ديتشر، وترجم الكتاب الاهم الذي بنى عليه السوفييت اقتصادهم واسمه «تطور الرأسمالية في روسيا». وترجم في الادب والنقد الفني كتاباً في ثقافة النظر اسمه: «وجهات في النظر»، وترجم نصاً جميلاً من شعر ليانس رنيتوس اسمه: «اغريقيات» وترجم لغرامشي: «المدينة التاريخية»، وكتاب لتروتسكي: «في الثورة الدائمة». وآخر ترجماته «السيرة الذاتية لادوارد سعيد خارج المكان» الذي صدر العام 2000م.

العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً