يزيد نقص الأدوية وقطع الغيار اللازمة للأجهزة الطبية الضغط على مستشفى الشفاء في غزة مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل 13 يوما في القطاع.

وقال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 385 فلسطينيا لاقوا حتفهم كثير منهم مدنيون كما أُصيب زهاء 2600 آخرين بجروح.

ووصف متحدث باسم وزارة الصحة الوضع في مستشفيات القطاع بأنه "كارثة" وذكر أن الأقسام التحصصية بمستشفى الشفاء هي الأكثر تضررا.

وقال المتحدث أشرف القدرة "الطواقم الطبية أعلنت الإشارة الحمراء في كافة مستشفيات قطاع غزة وأضاءتها للمسؤولين ووضعت الجميع عند مسؤولياته لأن القطاع الصحي دخل مرحلة كارثية حقيقية بعد غياب العديد من أصناف العمليات الجراحية وأصناف العناية المُكثقة وأصناف غرف الاستقبال والطواريء في مستشفيات قطاع غزة."

في مستشفى الشفاء يشارك الطبيب النرويجي مادس جيلبرت في علاج الجرحى ضحايا الهجوم الإسرائيلي.

وقال الدكتور جيلبرت "أنا هنا تلبية لطلب وزير الصحة في غزة لأنهم يحتاجون دعما من الخارج. مستشفى الشفاء في وضع بالغ الحرج بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سبع سنوات لغزة. حتى قبل الهجوم الإسرائيلي كان المستشفى يعاني نقصا في كل المستهلكات الضرورية وفي قطع غيار المعدات الطبية وفي المواد الكيميائية اللازمة للمختبرات ولاختبارات الدم. لذلك قرر مدير المستشفى في السابع عشر من يونيو إلغاء كل العمليات الجراحية إلا الضروري منها لإنقاذ الحياة."

وتواجه خدمة الإسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني نفس المشاكل التي تتكرر خلال جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حيث يواجه المسعفون خطر القتل أو الإصابة خلال الغارات الإسرائيلية كما تُمنع سيارات الإسعاف في كثير من الأحيان من الوصول إلى الجرحى في أماكن تعلن إسرائيل أنها مناطق عسكرية مُغلقة.

وقال بشار مراد المسؤول بالهلال الأحمر في غزة "بالنسبة لعمل الإسعاف في الهلال الأحمر تم وضع خُطة مُسبقة بخصوص الوضع وسيناريوهات الكوارث ومن ضمن السيناريوهات هو سيناريو الحرب وهو الأسوأ لدينا كجمعية هلال أحمر فلسطيني. هناك العديد من المخاطر في أثناء الحرب ومن ضمنها أنه إعلان المناطق مناطق عسكرية مُغلقة.. منع سيارات الهلال الأحمر من الوصول إلى الإصابات في المناطق الحدودية وفي المناطق التي يتم اجتياحها."

وأضاف "أيضا من المعيقات هو نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية حيث تم استنزاف أكثر من 90 بالمئة من المستلزمات الطبية والأدوية الموجودة لدينا خلال العشر أو أحد عشر يوم من بداية الحرب نتيجة العدد الكبير من الإصابات والشهداء."

وقال مسؤولون محليون بقطاع الصحة وشهود إن 50 فلسطينيا على الأقل قُتلوا يوم الأحد في قصف اسرائيلي لحي الشجاعية بقطاع غزة حيث تناثرت الجثث في الشوارع وفر الآلاف باتجاه مستشفى مُكدس بالجرحى.