العدد 4349 - الأحد 03 أغسطس 2014م الموافق 07 شوال 1435هـ

عبدالحسين شعبان يكتب: مقال منصور الجمري وحكاية الحوار العربي - الكردي ما أشبه اليوم بالبارحة؟

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

كتب المفكر والباحث عبدالحسين شعبان مقالاً بعنوان "حكاية الحوار العربي – الكردي ما أشبه اليوم بالبارحة؟"، بصحيفة الزمان في عدد الصادر يوم أمس الأحد (3 أغسطس/ آب 2014).  

وقال شعبان إن رئيس تحرير صحيفة الوسط البحرينية منصور الجمري أرسل لي رسالة ومقالة كان قد نشرها في لندن قبل 22 عاماً، والمقالة لها حكاية مثيرة، لأنها تتعلق بالحوار العربي- الكردي الذي تم تنظيمه من جانب المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي كنت أتشرف برئاستها حينذاك. والحكاية احتدمت بين المعارضين العراقيين حول مسألة حق تقرير المصير والفيدرالية التي قرر برلمان كردستان إقرارها في (4 أكتوبر/ تشرين الأول 1992)، وموضوع مستقبل شعار الحكم الذاتي لكردستان الذي كانت المعارضة العراقية ترفعه ربطاً بالديمقراطية للعراق، ولاسيّما الحركة الكردية والحزب الشيوعي والأحزاب القومية لاحقاً، في حين لم تتضمن أية وثيقة حتى ذلك التاريخ ولأي حزب أو حركة إسلامية عراقية أو غير عراقية، أية إشارة إلى فكرة الحكم الذاتي أو الفيدرالية أو حق تقرير المصير باستثناء ما وردت الإشارة إلى الحكم الذاتي لأول مرة في منهاج حزب الدعوة الإسلامي 1992.

وتابع شعبان في مقاله ولأن الفكرة راجت في إطار المعارضة، وخصوصاً عشية مؤتمر صلاح الدين 1992، ولأنها لقيت رفضاً وممانعة وتشكيكاً عربياً، رسمياً وشعبياً، بما فيها من جانب قوى وشخصيات وطنية واجتماعية، لذلك ارتأت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ودون اتخاذ مواقف مسبقة، عرض الموضوع على طاولة حوار فكري وثقافي، خصوصاً بدعوة 50 مثقفاً وباحثاً ومعنياً من العرب والأكراد، إضافة إلى الإعلام، لسماع وجهات النظر واستمزاجها والاستئناس بها، علماً إن بعض الحاضرين أصبح قيادياً لاحقاً على مستوى الدولة.

وواصل لعلّ ما يجري اليوم بين الحكومة الاتحادية وسلطة إقليم كردستان، يطرح موضوع الحوار العربي- الكردي كضرورة لا غنى عنها مدنية وسلمية وحضارية، خصوصاً إذا أسهم به المثقفون ليقولوا رأيهم بما حصل، لاسيما تردّي العلاقات والإشكالات المتراكمة بشأن موضوع النفط ومصير كركوك والمناطق المتنازع عليها والمادة 140 وزاد عليها اليوم خطر "داعش" والإرهاب الدولي، واختلاط الأوراق والتباس المواقف، واستزراع العداء والكراهية والكيدية والبغضاء على نطاق واسع، بتعارض المصالح.. ألسنا بحاجة إذاً وعلى نحو شديد الشعور بالمسؤولية إلى حوار عربي – كردي جديد؟

وأضاف شعبان كان الملتقى الفكري قد ناقش مسألة الفيدرالية وحق تقرير المصير وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما فيها العقد والتحدّيات الداخلية والإقليمية والدولية، فما أشبه اليوم بالبارحة؟.

وعبر عن اعتقاده بأننا بحاجة كنخب عربية وكردية إلى حوارات معمّقة وتفاهمات إستراتيجية واتفاقات طويلة المدى وثقة متبادلة وصراحة أخوية كاملة، وهي التي تؤسس لعلاقة منزّهة خالية من الغرض أو التكسّب، وذلك بعيداً عن أجواء (المهرجانات) ذات الطابع الدعائي والتي تأخذ صفة المجاملة والاحتفالية.

وأعتبر المفكر العراقي ان ما تم حتى الآن من اتفاقات يقال عنها (إستراتيجية) لا تخرج عن كونها تفاهمات تكتيكية وطارئة أو ظرفية أحياناً، وفي الغالب قلقة، وأقرب إلى صفقات سرعان ما تظهر عيوبها، وخصوصاً وأن العراق بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص يدفع الثمن غالياً، لذلك تحتاج النخب بشكل خاص إلى حوارات جادة ومعمّقة تبحث في الآني والمستقبلي دون نسيان التاريخ، ولكن بأفق المستقبل وبروح التسامح والتضامن والنضال المشترك.

وأشار إلى ان من الشخصيات الكردية المهمة التي حضرت الملتقى: محسن دزئي، وابراهيم أحمد، وهوشيار زيباري، ولطيف رشيد، ومحمود عثمان، وعمر الشيخموس، وسامي وشورش، وكاميران قره داغي، ومحمد هماوندي، وآخرين من الحزبيين حدك وأوك وبعض المستقلين. ومن الشخصيات العربية حسن الجلبي، وعامر عبدالله، وسيد محمد بحر العلوم، وهاني الفكيكي، وعبد الكريم الأزري، ومحمد عبد الجبار، وسناء الجبوري، وساهرة القرغولي، وعايدة عسيران، وحيدر شعبان، وبين ان من خارج العراق  شاركت شخصيات من بلدان عربية مثل عبد الوهاب سنادة (نقيب الأطباء- من السودان) وعبد السلام سيد أحمد (السودان)، وأمير موسى (من السعودية) ومنصور الجمري (من البحرين) وهشام الشيشكلي ومحمود الخاني (من سوريا) وأحمد غراب (من مصر) وشبلي ملاّط وعبد الوهاب بدر خان وحازم صاغية (من لبنان) وآخرين.

معتقداً ان إحياء مثل هذا الحوار الفكري وتبادل وجهات النظر إزاء ما هو مطروح وضاغط على الجميع يمكن أن يسهم في بلورة مواقف موحّدة للمثقفين العرب والكرد، خصوصاً في القضايا الإستراتيجية، البعيدة المدى، وذات الطابع المبدئي، أما بشأن السياسات والمواقف، فحتى وإن كانت هناك اختلافات بشأن بعض وجهات النظر أو التقديرات المختلفة، فإن مجرد بحثها وإخضاعها للنقاش يقرّب من إيجاد الحلول والمعالجات المفيدة لأصحاب القرار.

وأردف وأعتقد أننا بحاجة ماسّة اليوم وأكثر من أي وقت مضى للتفكير بالأطر المشتركة للحوار وتبادل وجهات النظر والهدف هو تعزيز الأخوة العربية – الكردية واحتواء التوترات وتطويق عناصر الانفجار والانشطار في ظل هذا الخضم الذي ينحو باتجاه المجهول، والنزعات التي تؤدي إلى التباعد والتباغض والكراهية.

واستكمل ربما يكون مناسباً لو فكّرنا كمثقفين في الصيغة المناسبة اليوم لحوار مفكرين وباحثين وأكاديميين ونشطاء من المجتمع المدني وممارسين عرب وأكراد، وربما من دول وأمم المنطقة أتراك وإيرانيين، وقد يكون مفيداً اقتراح بيروت وفيما بعد بغداد وأربيل مكاناً الحوار وقد تنبثق منه مؤسسة دائمة. وكنت قد اقترحت ذلك في ندوة لاتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين في النجف، مشفوعة بشهادة عن الحوار العربي – الكردي، الذي بادرت إليه جهتان ثقافيتان عربية وكردية .

 ونشرت الصحيفة مقال رئيس تحرير الوسط منصور الجمري الذي كتبه في ( 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1992).

http://www.alwasatnews.com/4317/news/read/900962/1.html





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً