استطاع النازحون في قطاع غزة العودة لتفقد منازلهم المدمرة بعد نحو شهر على الحرب الإسرائيلية مع دخول تهدئة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح أمس الثلثاء (5 أغسطس/ آب 2014) لمدة 72 ساعة فيما سحب الجيش الإسرائيلي كل قواته من القطاع.
وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر منذ 8 يوليو/ تموز عن مقتل 1875 فلسطينياً على الأقل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس أن «حصيلة الشهداء حتى اللحظة المسجلين لدى الوزارة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل شهر هي 1875 شهيداً من بينهم 430 طفلاً و243 امرأة و79 مسناً».
غزة- رويترز
سحبت إسرائيل قواتها البرية من قطاع غزة أمس الثلثاء (5 أغسطس/ آب 2014) وبدأت هدنة مدتها 72 ساعة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوساطة مصرية كخطوة أولى تجاه مفاوضات بشأن اتفاق أكثر دواماً لإنهاء هجوم إسرائيلي بدأ قبل نحو شهر.
وقبل سريان الهدنة بدقائق في الثامنة صباحاً (05:00 بتوقيت جرينتش) أطلقت «حماس» وابلاً من الصواريخ قالت إنه رد على «المذابح» الإسرائيلية. وقالت الشرطة إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية أسقطت أحد تلك الصواريخ فوق القدس المحتلة. وأصاب صاروخ آخر منزلاً في بلدة قريبة من بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. ولم تقع إصابات.
وانسحبت قوات المشاة والمدرعات الإسرائيلية من قطاع غزة قبل سريان الهدنة، وقال متحدث عسكري إنها استكملت مهمتها الرئيسية وهي تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود. وكتب الجيش عبر موقع «تويتر»: «المهمة اكتملت».
وقال المتحدث اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر في إشارة إلى استعداد إسرائيل لاستئناف القتال إذا تعرضت للهجوم: «إن القوات سيعاد نشرها في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية».
وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع المكتظ بالسكان فشل بنسبة مئة في المئة.
وأرسلت إسرائيل مسئولين للمشاركة في المحادثات في القاهرة للتوصل إلى اتفاق أطول مدى أثناء سريان الهدنة. وأرسلت حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي ممثلين أيضاً من غزة.
وفي قطاع غزة حيث تشرد نحو نصف مليون شخص بسبب شهر من إراقة الدماء غادر بعض السكان ملاجئ الأمم المتحدة حاملين متاعهم ومصطحبين أطفالهم للعودة إلى أحيائهم حيث دمر القصف الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة منها وكانت رائحة الجثث المتحللة تملأ الجو. وقال أب لأربعة أطفال يدعى زهير حجيلة (33 عاماً)، وهو جالس فوق كومة من الحطام عند أطراف بلدة بيت لاهيا الشمالية: إنه فقد منزله ومتجره. وقال: «هذا دمار كامل. لم أتصور قط أنني سأعود لأجد منطقة زلازل».
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر الزائر رداً على انتقاد محلي بأن منظمته تأخرت في مساعدة بعض الضحايا: «لم يكن باستطاعتنا سد الفجوة بين استعدادنا لحمايتهم وقدرتنا على عمل ذلك».
وفشلت محاولات سابقة عديدة قامت بها مصر وقوى إقليمية أخرى وأشرفت عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة في تهدئة أسوأ قتال بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عامين.
وقال مسئول إسرائيلي: إن إسرائيل أغلقت المجال الجوي المدني فوق تل أبيب خلال الساعة التي سبقت بدء سريان الهدنة تحسباً لإطلاق صواريخ من غزة، كما تم تأجيل إقلاع وهبوط طائرات في مطار بن غوريون.
ويقول مسئولون في غزة: إن الحرب قتلت 1867 فلسطينياً معظمهم مدنيون. وتقول إسرائيل إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدء هجومها على القطاع في الثامن من يوليو/ تموز بعد تصاعد في إطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها.
وذكرت «حماس» أنها أبلغت مصر «قبولها فترة تهدئة مدتها 72 ساعة» بدءاً من أمس. وأصدرت الحكومة الفلسطينية بياناً بعد اجتماعها الأسبوعي في رام الله رحبت فيه بوقف إطلاق النار.
وفي واشنطن أشادت وزارة الخارجية الأميركية بالهدنة، وحثت الأطراف على «احترامها بشكل كامل».
وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي: إن واشنطن ستواصل مساعيها لمساعدة الأطراف على تحقيق «حل دائم تتوفر فيه مقومات الاستمرارية لأجل طويل».
العدد 4351 - الثلثاء 05 أغسطس 2014م الموافق 09 شوال 1435هـ