احتشد آلاف المتظاهرين المعارضين في شوارع العاصمة الباكستانية لليوم الثاني على التوالي أمس الأحد (17 أغسطس/ آب 2014) بعد أن حدد داعية إسلامي مهلة 48 ساعة لاعتقال رئيس الوزراء نواز شريف.
وتجمع المتظاهرون بزعامة المعارضين الباكستانيين عمران خان وطاهر القادري أمس في إسلام آباد التي ساروا إليها من مدينة لاهور الشرقية لتحقيق مطالبهم.
وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في إسلام آباد حيث تم نشر نحو 30 ألف من رجال الشرطة والأمن في الشوارع. ووافقت الحكومة على السماح بالتظاهرة إلا أن العديد من الشوارع أغلقت بحاويات شحن لحماية بعض المناطق الحساسة.
ودعا خان أمس الأول (السبت) رئيس الوزراء إلى الاستقالة، منتقداً الحكومة التي يقول إنها فازت بالسلطة عن طريق التزوير في الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي.
وقال خان: «لن نعود حتى يتم قبول جميع مطالبنا»، داعياً إلى محاكمة جميع المسئولين المتورطين في تزوير الانتخابات بتهمة الخيانة.
وشارك عشرات الآلاف في احتجاجات إسلام آباد يقودهم خان والقادري.
وقال علي جاندابور، وهو وزير الموارد في إقليم خيبر بختون خوا الذي يسيطر عليه حزب خان بينما يحيط به حرس خاص مدجج بالسلاح، «على نواز شريف الاستقالة بأسرع ما يمكن. سنواصل الزحف حتى غرفة نومه».
وأثارت الاحتجاجات القلق بشأن استقرار باكستان بعد نحو عام من تولي شريف السلطة عقب انتخابات حقق فيها فوزا كاسحا وتعد أول انتقال سلمي للسلطة في تاريخ الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة.
وقال وزير الإعلام الباكستاني، برويز رشيد لقناة «جيو» المحلية إن الحكومة لن تسمح للمحتجين اقتحام المكاتب الحكومية أو دخول المنطقة الحمراء. وأضاف رشيد متسائلاً: «إذا دخلوا المنطقة الحمراء هل سيرى العالم ذلك؟... هذه قضية داخلية لكنهم إذا دخلوا المنطقة الحمراء فإن القضية ستسمع في عواصم العالم من خلال سفاراتهم. وستدق أجراس الإنذار في العواصم تعلن أن باكستان تحولت إلى بلد غير آمن». وقاد خان والقادري عشرات الآلاف من أنصارهما إلى وسط إسلام آباد يوم الجمعة. ويقول الزعيمان إن المتظاهرين سيبقون في الشوارع حتى يستقيل شريف الذي يتهمونه بالفساد.
العدد 4363 - الأحد 17 أغسطس 2014م الموافق 21 شوال 1435هـ