قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن فتنة التكفير بدأت بـ “حرب كلام، وانتهت إلى استحلال الدم الحرام، وزاد شططها حينما حمل السلاح في وجه الأمة، وأذكي أوارها حينما برزت في صورة فتاوى تكفيرية تحريضية، من قبل من لا حظ له في العلم الشرعي، تلقفها حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، فسلكوا مسالك أهل البغي والإجرام، فهل بعد هذا يسع السكوت من أهل الإسلام؟!”.
ودعا القطان في خطبته يوم أمس الجمعة (12 سبتمبر/ أيلول 2014) إلى مواجهة فتنة التكفير بالعلم والفهم والحوار.
وأوضح أن “الغيور على أبناء أمته، كان يرى خلال الرماد وميض نار، وأن الحرب أول ما تكون فتية، واليوم نرى الأمر أمراً منكراً، فما زال الفكر التكفيري يسري بقوة في صفوف شباب الأمة، الذين نظر بعضهم إلى المجتمعات نظرة سوداوية قاتمة، وأنه لا مخرج من المحن والبلايا التي رزئت بها الأمة إلا بالتكفير وسفك الدماء، ثم التفجير والتدمير، هكذا زعموا”.
وأضاف “ومما مد في أجل هذا الفكر المتهافت، وبسط رواجه، هو التقصير في التصدي له وذكر أسبابه، والتي من أهمها ضحالة العلم وقلة الفهم، والخطأ في منهجية الطلب والتحصيل، فلم يؤخذ العلم من أهله المعروفين، بل زهد فيهم، وأفقدت الثقة بهم، مع عدم الدراية بمقاصد الشريعة وقواعد الفقه ورعاية المصالح العليا في الأمة والتعلق بشبه ومتشابهات، مع ترك للنصوص المحكمات الواضحات، إضافة إلى ما يعج به واقع الأمة من صور من الظلم والاضطهاد والفساد، غير أن ذلك ليس بمبرر ولا مسوغ للخطأ”، مؤكداً أن “العنف لا يعالج بالعنف”.
وتساءل “إذا كان المصلحون يرون الأمة ممزقة، والممتلكات مغتصبة، والمقدسات مستلبة، فهل المخرج من هذه الرزايا بتكفير الولاة، والخروج على الجماعة، وحمل السلاح في وجه الأمة؟! ألا يفيق هؤلاء؟! ألا يعتبرون بمن حولهم؟! ألم يقرؤوا التاريخ ليدركوا كم أضر هذا الفكر بالأمة، وصدها عن دينها، وخوف شبابها من التمسك بالدين والالتزام بتعاليمه ؟! ماذا قدم هذا الفكر الأحادي للأمة؟! وماذا أثمر في مسيرة الدعوة والعمل الخيري والإصلاحي؟!، أفلا يسع هؤلاء ما وسع أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان، فشغلوا أنفسهم تعلماً وتعليماً ودعوة وإصلاحاً؟!”.
وبيّن أن “العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة، فهو بالعلم العلم، وبالفهم الفهم، وبالحوار الحوار، حتى لا تخرب الديار، ويحل الدمار، ويلحق بالأمة العار والشنار، وما أشبه الليلة بالبارحة، فلقد كفر أسلاف هؤلاء، خيار هذه الأمة من صحابة رسول الله (ص)، وسار على طريقتهم فئة من الأشقياء في التكفير والسب واللعن والطعن في خيار هذه الأمة ورموزها، جازى الله من كفرهم وعاداهم وسبهم ولعنهم بما يستحق دنيا وأخرى”.
ونوّه إلى أن “الدعوة موجهةٌ بحرارة إلى شباب الأمة باليقظة والانتباه وأخذ الحذر من كل انحراف فكري يجانب منهج الوسطية والاعتدال. وأن يلتحموا بولاتهم وعلمائهم ويتناصحوا معهم، بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يحذروا من أن يستغلوا أو يستهدفوا ويستفزوا، في أفكار دخيلة أو مناهج هزيلة. ويعلم الله الذي لا إله غيره أن ذلك عين النصح للأمة، والسعي في براءة الذمة، وإن شرق بذلك أناسٌ وطار فرحاً آخرون، فليس يخلو المرء من قدح ومدح، لكن العزاء الانتصار للحق بدليله، وإن سخط الناس كل الناس، وحسبنا أنه محض النصيحة الموافقة للنصوص الصحيحة، والنقول الصريحة”.
وفصّل القطان في خطبته مخاطر التكفير، وقال: “لا يشك الغيورون على أحوال الأمة، أنها تعيش زمن طوفان الفتن، وأن واقعها المرير يعج بفتن عمياء، ودواه دهياء، قد انعقد غمامها، وادلهم ظلامها، غير أن هناك فتنة عظيمة، وبلية خطيرة، فتنة امتحن المسلمون بها عبر التأريخ، فتنة عانت منها الأمة طويلاً وذاقت مرارتها، وتجرعت غصصها وهمومها وغمومها ردحاً من الزمن، كم نجم عنها من سفك الدماء، وتناثر الأشلاء، وحل جراءها من نكبات وأرزاء، وبالجملة فهي محيطٌ ملغوم، ومركب مثلوم، ومستنقعٌ محموم، وخطر محتوم، زلت فيها أقدام، وضلت فيها أفهام، وطاشت فيها أقلام، وبالتالي فهي جديرةٌ بالتذكير، حفية بالتفكير والتبصير، إنها صرخة نذير، وصيحة تحذير، حتى لا تتجدد فواجع الأمة في العنف والقتل والذبح والتدمير والإرهاب والتفجير، ولم يعد يخفى على شريف علمكم، أنها الظاهرة الجديرة بالتنديد والتنكير، والمعالجة والتغيير، إنها فتنة التكفير، وكفى بها من فتنة تولد فتنا خطيرة وشروراً مستطيرة”.
واعتبر أن “المجازفة بالتكفير، شر عظيم، وخطر جسيم، كم أذاق الأمة من الويلات، ووبيل العواقب والنهايات، لا يسارع فيه من عنده أدنى مسكة من ورع وديانة، أو شذرة من علم أو ذرة من رزانة، تتصدع له القلوب، وتفزع منه النفوس، وترتعد من خطره الفرائص.
وأضاف “لقد جاءت النصوص الزاجرة عن هذا المرتع الوخيم، والمسلك المشين، قال رسول الله (ص) (إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه)،وقال: (من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام:(من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله)
وعلى هذا المنهج الناصع المضيء، سار صحابة رسول الله، وعلى هذا المسلك المشرق اللألاء سار السلف الصالح رحمهم الله، فوضعوا لهذا الحكم أصولاً وشروطاً وضوابط، ورسموا له حالات وموانع، لا بد من مراعاتها والتثبت فيها، وما ذلك إلا لخطورته ودقته، وأهم هذه الضوابط أن التكفير حكم شرعي، ومحض حق الله سبحانه ورسوله”.
وتابع “يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله: (ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحلّه) وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (إن باب التكفير وعدم التكفير بابٌ عظمت الفتنة والمحنة فيه، وكثر فيه الافتراق، وتشتت فيه الأهواء والآراء، وتعارضت فيه دلائلهم، فالناس فيه على طرفين ووسط)، ثم قال: (وإنه لمن أعظم البغي، أن يشهد على معين، أن الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار)، وقال الغزالي رحمه الله: (والذي ينبغي الاحتراز منه، التكفير ما وجد إليه سبيلاً، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة، أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم) وقال الإمام النووي رحمه الله: (اعلم أن مذهب أهل الحق، أنه لا يكفر أحدٌ من أهل القبلة بذنب، ولا يكفر أهل الأهواء والبدع وغيرهم) وقال بعض أهل العلم: (وبالجملة فيجب على كل من نصح نفسه، أن لا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله من أعظم أمور الدين، وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة)”.
وأردف قائلاً: “هذا هو ورع السلف الصالح في هذا الباب، فكيف يسوغ بعد هذه النقول كلها، لمن لم يبلغ في مقدار علمهم وفضلهم نقيراً ولا قطميراً، أن يتجاسر على المسارعة إلى الحكم بالكفر الصراح، في حق إخوانه المسلمين جملة وتفصيلاً، أوما علم هؤلاء ما يترتب على التسرع في التكفير من أمور خطيرة: منها استحلال الدم والمال، ومنع التوارث، وفسخ النكاح، وتحريم الصلاة عليه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، ويترتب على تكفيره وموته على الكفر، الحكم عليه بالعذاب، واللعنة والخلود في النار، وحبوط عمله، وحرمانه من رحمة الله تعالى ومغفرته...”.
وبيّن أن من الضوابط المهمة في هذه المسألة الخطيرة، أن المسلم لا يكفر بقول أو فعل إلا بعد أن تقام عليه الحجة، وتزال عنه الشبهة، ومن الضوابط أن الكفر نوعان: أكبر وأصغر، اعتقادي وعملي، وهذا مما التبس على كثير ممن يتراشقون بالتكفير، فغفلوا عن الجمع بين النصوص والمنهج الصحيح فيما ظاهره التعارض. ولهذا ذهب جماهير العلماء سلفاً وخلفاً إلى التفصيل في قضية الحاكمية، وهو مذهب حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث يقول رضي الله عنه: (ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، وإنما هو كفرٌ دون كفر) وإليه ذهب جماهير العلماء والمحققون قديماً وحديثاً”.
وأشار إلى أنه “لا يكفر إلا من أجمع أهل الإسلام على تكفيره، أو قام على تكفيره دليلٌ لا معارض له، مع أن من مسلمات هذه القضية العلم بأن هذا العمل كفرٌ، فالجاهل لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة”.
وأكد أن “الغيارى حينما يبينون خطورة المجازفة في التكفير، ويذكرون شروط التكفير وضوابطه، فإنهم يعلنون للعالم بأسره، أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ، وإن ما جرى ويجري في بعض بلاد المسلمين، من سفك الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة، وأعمال التفجير والتدمير، والتخريب والإفساد والإرهاب، لهو من الأعمال الإجرامية المحرمة، ولا يجوز أن يحمل الإسلام وأهله المعتدلون جريرة هذه الأحداث، التي هي إفراز فكر تكفيري منحرف، مما تأباه الشريعة السمحة والفطر السليمة، والعقول المستقيمة، والله المسئول أن يصلح حال الأمة ويكشف عنها كل غمة، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، ويهديهم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم”.
العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ
توى الناس
الان وبعد خراب البصرة
المشتكي للة
تو الناس يا شيخ
أين كنت يوم مسجد مدينة عيسى يسب فيه الشيعة ويكفر ون علنا جهارا نهارا أين كنت يوم حمع المال وذهبوا وانتشرت صورهم مع التكفيريين وبمباركة من الجميع ؟؟أين كنت
الي زائر 9
- اما ما ينفع الناس فيبقى- و اللي اختشوماتو
مشكور شيخنا
بارك الله فيك شيخنا وزاد من امثالك ... ياليت توصل الرسالة للمعاو... والسعي.....
بارك الله فيك
يجب محاسبة خطباء الجمعة المعروفين بتكفيير المسلمين وبشكل مستمر وعدم اعطاهم الفرصة في بث روح الفرقة والفتنة بين طوائف المسلمين وتقديمهم للمحاكمة . حفظ الله الاسلام والمسلمين
البحرين
انطلقت الفتنه من الاذاعه والتلفزيون والجوامع التي رفعت فيها اعلام داعش وباوامركم وتحت انظاركم جاءوا المحرضين وتم تكريمهم وشراء عبائتهم وسافر اعضاء البرلمان لهم في ميادين القتال وتمت مبايعتهم وتزويدهم بالمال
فليعلم إذا
قاطعي الارزاق في مؤسسات الدولة قيمة أفعالهم
فليعلم ذلك الأطباء الشرفاء ووزارة الصحة
فلتعلم ذلك التربية والتعليم نفسها
فلتعلم ذلك مرتزقة القانون
فليعلم الجواسيس المصنوعين من اجل المال
فالقتل رغبة لم تأت فجأة وانما كانت نار الحقد موقدة من سنين تسقى من حطب الظلم
زيدوا الحطب الظلم والحقد يزيد القتل بلذة وفرح وترون بعض الجهات تسفك الدماء في البحرين ..
وتمنع الاسعاف والمعالجة الطبية
فتلذذوا هنيئا لكم نار جهنم
وشكرا لكل من نصح بكلمة حق
جيد جدا
ياشيخ
التكفير لم يكن وليد اللحظة او من داعش او حالش
لقد كفرنا وهمشنا وهدمت مساجدنا لم نسمع لك صوت
اتنتظرون ان يكبر الشيئ بعد ذلك تتكلموا وتخطبوا
اتعلم انكم مسائلون يوم القيامة انتم العلماء عما قلتم وفعلتم