العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بوتقة الفساد

يمكن القول ان الفساد الإداري والمالي يمارس في العالم الثالث على معظم، ويمكن القول، جميع المستويات في الإدارة العامة، فالمرؤوس يتخذ من رئيسه مثالا وبحسب ما قيل سابقا فإن هذا الفساد يساير قانون الجاذبية، أي انه يسري من الأعلى إلى الأسفل، فلو كان الرئيس أمينا مخلصا أصبح من الصعوبة أن مكان يمارس المرؤوس الفساد بأي مكان.

وكنموذج على هذا القول، فإن الموظف الجديد يجالس زملاءه في العمل وبعد مدة عمل ليست طويلة يتعود على ممارسات زملائه، فمثلا يشاهد أحد الموظفين السابقين يغادر موقع العمل متوجها إلى البيت بعد ساعات العمل حاملا معه أنواعا متعددة من القرطاسية التي تستخدم في الوظيفة وكأن هذه القرطاسية اشتراها بأمواله ولا يعاملها كبضاعة مشتراة من المال العام ويجب استخدامها في وظيفته فقط. وما كان الموظف الممارس لهذا النوع من السلوك، مطمئنا لو كان يعلم أن رئيسه لا يمارسه أو يمارس ما هو أكبر منه... إذاً ما هو العلاج لو كان هذا النوع من السلوك منتشرا ومقبولا وكان الممتنع عن ممارسته يعتبر غبيا قليل الذكاء، وخصوصا إذا كان في منصب يسهل الاستفادة الشخصية منه؟

طبعا من المعروف أن حجم الفساد المالي والإداري يعتمد على المنصب فالهيكل التنظيمي لأي إدارة يشبه المثلث وحجم الفساد يكبر كلما صعدنا، لأن صلاحيات من يزاولون الفساد تتضخم. والسؤال الذي يطرح نفسه دائما وأبدا هو، متى تستطيع دول العالم الثالث القضاء على هذا المرض الذي يقف حجر عثرة في طريق التنمية الحقيقية وليس التنمية الشكلية؟ هل سيستمر هذا الوضع بصورة أزلية أم أن هذه الدول تتخذ مسارا جادا لعلاج هذا المرض؟

وهنا أتذكر فيلما مصريا قديما بطله محمود ذوالفقار، حيث كان يمثل دور موظف متملق يتقرب إلى رئيسه بالنفاق والمدح الكذاب ويحصل على ما يود الحصول عليه بهذه الطريقة، ولكن مسار حياته يتغير ويصل إلى درجة من حب الصراحة. وقول الحقيقة بأن يصارح رئيسه جهرا وبصوت عال بحقيقته، فيغضب الرئيس ويفصله عن العمل، فهذا الفيلم عمره أكثر من ستين عاما ولايزال التملق صاعدا للارتقاء في العمل.

وفي الواقع، منذ أن بدأ المشروع الإصلاحي وتكون المجلس النيابي ومجلس الشورى ويستلمون تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، لم نجد منهم الجدية في متابعة موضوع الفساد واقتراحات بناءه هدفها تخويف الفاسدين. وكما هو معروف كلما سلم الفاسد من القضاء استمر في فساده وشجع الآخرين على الدخول في نفس البوتقة والانصهار فيها مادام يماثل رئيسه في تصرفاته.

عبدالعزيز علي حسين


تسامح متقاعد

إن تلك الصفات الأخلاقية والإنسانية الراقية التي يتحلى بها العظماء من جميع المتقاعدين في العالم والتي هي دليل واضح على السمو الروحاني يتصدرها ذلك التسامح العظيم، وهو يعني أن تصفح عمن أساء إليك وإن كان من أعز الناس عندك.

فليس من السهل أن يسامح الإنسان من أساء إليه أو سلب حقاً من حقوقه أو أهان كرامته، ولكنك يا أخي وعزيزي المتقاعد إن لم تتحلّ بفضيلة التسامح فإنك تعاقب نفسك وتبعد عنها الفرح والبهجة والطمأنينة وفضل السكينة.

هناك قصة معروفة بين اثنين من المتقاعدين عندما التقيا يوماً بعد سنين طويلة من تركهم العمل، سأل أحدهما الآخر: هل سامحت رئيسك الظالم في العمل الذي كان يضغط عليك ويضايقك في تلك الفترة؟ فرد صاحبه: أبداً لن أسامحه هذا مستحيل، فقال له الآخر: أعتقد أنك لا تزال في ذلك السجن الأبدي وأنه لا يزال يضايقك.

لقد أثبتت الأبحاث الطبية والنفسية أن ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والجلطة المفاجئة سببها الأساسي هو عدم التسامح، فحالة الغضب والكراهية تخلق تفاعلات كيميائية في الجسد تسمم خلاياه وتؤدي إلى إعاقة الدورة الدموية وتشويش الفكر وعدم اتزانه، فالفكر مرتبط بالجسد والتفكير السلبي بأنواعه المختلفة يؤثر تأثيراً هداماً في أعضاء البدن ولا يوجد تفكير هدام كالحقد والكراهية وتمني الشر للآخرين.

لقد وهبنا الله نعمة النسيان تلك النعمة التي تحمينا وتحافظ على وجودنا واستقرارنا، لقد جعل القانون الأزلي العفو نفقة تتصدق بها على الآخرين ويا لها من نفقة ليس لثمنها حدود، وأن أول درجات التسامح والغفران أن يسامح الإنسان نفسه، والتسامح مع النفس ينقيها ويحررها من أغلال الذنب، فالمقصودون على علم بما أقول في هذه السطور وما أقصده من كلامي الصادق، إذاً فليتذكروا ما هم فاعلوه من ظلم في حق الآخرين وإن التسامح ليس من حقهم ولا يستحقونه، إن الذين يشعرون بعقدة الذنب ولا يسامحون أنفسهم يعيشون حياة شقية خالية من المتع والمسرات حاملين ذنوبهم على ظهورهم جالبين لأنفسهم سوء الطالع وخيبات الأمل، فكيف للإنسان ألا يغفر لنفسه وقد غفر الله له؟ إنه لشيء يدعو للأسف والشفقة.

يجب أن يسود حياتك يا أخي المتقاعد استعداد دائم للتسامح مع نفسك والآخرين لتحيا حياة فيها الحب والخير والسلام.

صالح بن علي


الشوق المجنون

يأتي الاشتياق..

أحياناً..

لينزُف أحاسيسك..

فتلهى روحُك عن ما حولك..

يأتي دونما موعد..

ويرحل..

يأتِي على هفواتِ ذكرى..

أغرَقَت عينيك ألمًا..

وأخذت منكَ ما تبقى من شهيقك..

وتوقِفُ رقصات نبضاتك..

فتبعثر أفكارك..

وتثيرُ حروفك، فلا تعرف..

كيف تجمع حكايتهُم على لسَانك..

يأتِي هو، دائمًا..

بعد أن تُدمى أنفاسك..

ويرهقُ جسدك..

وتَصُم آذانك عن المنَادى عنك..

ثم ودُون أن تعلم كيف..

تبقى وحيدًا..

دون مرأى الناس!

إسراء سيف

العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً