عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء اليوم الثلثاء (18 نوفمبر / تشرين الثاني 2014) اجتماعا مع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في قصر الرئاسة بالعاصمة الروسية موسكو.
وجاء اللقاء بعد دعوة مفاجئة من بوتين للوزير الألماني الذي وصل إلى موسكو بعد ظهر اليوم قادما من العاصمة الأوكرانية كييف للمشاركة في جهود وساطة لحل الأزمة الأوكرانية.
وتعهدت كل من ألمانيا وروسيا في وقت سابق اليوم بضرورة الحفاظ على استمرارية وقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا على الرغم من اعتبار حكومة كييف ان الاتفاق مع الانفصاليين الموالين لروسيا لم يعد قائما من الناحية العملية.
وقال شتاينماير بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو اليوم : "حتى إذا لم يتم الوفاء بالالتزامات الرئيسية، فإن التخلي عن بروتوكول مينسك سيكون خسارة كبيرة".
وأضاف شتاينماير إنه "لا يوجد سبب يدعو للتفاؤل في الوضع الحالي"، وإن هناك "عمل شاق للغاية" يتعين القيام به.من جهته قال لافروف إن اتفاقات مينسك لوقف إطلاق النار "ليست مثالية"، ولكنها الخطة ملموسة الوحيدة المتاحة.
وأكد مجددا موقف موسكو بشأن ضرورة أن تبدأ حكومة كييف محادثات مع قادة الانفصاليين.اقترحت أوكرانيا اليوم إجراء محادثات جديدة مع روسيا بشأن الصراع الدامي مع الانفصاليين ولكنها أصرت على أن تكون بمشاركة الولايات المتحدة.
ونقلت وكالات الأنباء المحلية عن أرسيني ياتسينيوك رئيس الوزراء الأوكراني قوله : "ندعو الاتحاد الروسي لعقد مفاوضات جادة على أرض محايدة".
وأضاف ياتسينيوك إن هذه المفاوضات ينبغي أن تعقد في ما يسمى "صيغة جنيف" التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، ولكنها لا تشمل زعماء الانفصاليين.وشدد ياتسينيوك على أن كل شيء يتوقف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ياتسينيوك بعد لقاءه مع رئيسة الحكومة النرويجية إرنا سولبرج اليوم": إذا كان لديه الرغبة السياسية في إنهاء هذه الحرب ضد أوكرانيا واحترام القانون الدولي ، فإننا على استعداد لمواصلة محادثاتنا".وأعلنت روسيا على الفور رفضها للمبادرة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين لوكالة انترفاكس للأنباء إنه لا يتعين على القيادة الأوكرانية التحدث مع روسيا ولكن عليها التحدث مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وجاءت تصريحات ياتسينيوك عقب المحادثات التي اجراهاشتاينماير في العاصمة الأوكرانية كييف لإنقاذ وقف إطلاق النار الهش بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وقال شتاينماير إن وقف إطلاق النار سيظل ذو صلة محذرا من خطر حدوث مواجهة عسكرية كبيرة.
وأضاف قائلا بعد محادثاته مع ياتسينيوك والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة مينسك ليس هو الأمثل ولكنه يعتبر بمثابة "قاعدة يمكن الاعتماد عليها".
واتهمت أوكرانيا روسيا والانفصاليين بتقويض الاتفاقات التي وقعت في ايلول/سبتمبر الماضي في العاصمة البيلاروسية.
وسلم بوروشينكو شتاينماير قائمة بالانتهاكات التي يرى أن روسيا ارتكبتها بحق الهدنة. وقال: "روسيا لم تلتزم بأي من المعايير التي نص عليها الاتفاق" موضحا أن روسيا لم تغلق حدودها مع أوكرانيا ولم تسحب وحداتها العسكرية من أوكرانيا كما نصت اتفاقات مينسك.
من جانبه اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ( ناتو) ينس ستولتينبرج روسيا اليوم الثلثاء "بحشد قواتها على نحو خطير "داخل شرق أوكرانيا وعلى الجانب الروسي من الحدود.
وقال ستولتينبرج قبل مباحثاته مع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي :"نرى تحرك القوات والمعدات والدبابات والمدفعية بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة".
ودعا ستولتينبرج روسيا لسحب قواتها من شرق أوكرانيا واحترام اتفاقيات مينسك .وتنفي موسكو بشدة هذه الاتهامات.
ومع ذلك، قال الرئيس الروسي بوتين ،في مقابلة نشرت أمس الإثنين، ان روسيا لن تسمح للجيش الأوكراني بهزيمة الانفصاليين.