العدد 4500 - الخميس 01 يناير 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1436هـ

أميركا تسرع في تدريب القوات العراقية

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

ذكرت صحيفة الحياة اليوم الجمعة (2 يناير/ كانون الثاني 2015) أن جنود أميركيون ومن الدول المتحالفة ضد "داعش" يسعون، إلى الإسراع في تدريب خمسة آلاف عنصر عراقي كل ستة أسابيع لإكسابهم «المهارات الدنيا» لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم.

وتقود واشنطن تحالفاً ينفذ غارات جوية منذ أغسطس ضد «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، إثر هجوم شنه في يونيو، كما يعمل التحالف على تدريب القوات العراقية، لا سيما الجيش الذي انهارت قطعاته في مواجهة الهجوم.

وبدأ الجنود الأميركيون في الأيام الماضية تدريب العناصر العراقيين، في المرحلة الأولى من برنامج سيتوسع تدريجاً ليشمل خمس قواعد في العراق، إحداها في إقليم كردستان (شمال).

 ويقول اللواء في الجيش الأميركي دانا بيتارد في قاعدة التاجي العسكرية، شمال بغداد، حيث عمليات التدريب: «بحلول منتصف فبراير، ستكون الدفعة الأولى قد تخرجت». ويضيف: «سيكون هناك خمسة آلاف عنصر إضافي، كل ستة أو ثمانية أسابيع». ويوضح أن التدريب سيركز على «المبادئ الدنيا المطلوبة لشن هجمات مضادة»، مشيراً إلى أن «المهم تدريب قوة قتالية (...) ومقاتلين واثقين وقادرين».

وأنفقت الولايات المتحدة خلال وجودها العسكري في العراق بين 2003 و2011، بلايين الدولارات على تدريب الجيش العراقي وتجهيزه. إلا أن العديد من القطعات العسكرية انهارت بشكل كبير في وجه هجوم «داعش»، لا سيما في الموصل. وفر العديد من الضباط والجنود من قواعدهم، تاركين آلياتهم وأسلحتهم صيداً سهلاً للتنظيم. ويرى اللواء الأميركي بول فانك أن ذلك يعود الى غياب القيادة ونقص التدريب وإلى عدم ثقة الجنود بقادتهم».

وفي سعي لمعالجة ثغرات القيادة، يشمل برنامج التدريب مناهج خاصة للضباط، يعرض خلالها المدربون الأميركيون «طريقة اتخاذ القرارات التي نستخدمها في الجيش الأميركي»، على ما قال فانك.

وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011، تراجع التعاون العسكري مع القوات العراقية. ويقول الجنود الأميركيون إن أقرانهم العراقيين لم يلتزموا برنامج التدريب، ما أدى إلى تراجع مستوى مهاراتهم المكتسبة. ويوضح فانك: «مباشرة بعد مغادرتنا، أصبحوا (العراقيون) متهاونين نسبياً، ولم يقوموا بالتدريب أو ينفقوا المال المطلوب لذلك. لم يحافظوا على البرامج، وهنا تكمن المشكلة».

وبقيت كتيبة صغيرة من الجنود الأميركيين في العراق بعد عام 2011، تحت سلطة سفارتهم في بغداد. وأجرت واشنطن محادثات مع الحكومة العراقية لإبقاء عدد اكبر بعد الانسحاب، كان يمكنه أن يسد الثغرات في مجال التدريب. إلا أن هذه المحادثات انهارت بسبب إصرار إدارة الرئيس باراك أوباما على تمتع الجنود الأميركيين بالحصانة، وهو ما عارضته بغداد.

إلا أن عوامل إضافية عدة أوصلت إلى الانهيار الذي حصل في يونيو، منها سياسة الإقصاء التي يتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بممارستها. كما أدى النزاع المستمر في سورية منذ قرابة أربعة أعوام، إلى نمو نفوذ الإرهابيين، وأبرزهم "داعش"، وتسهيل انتقالهم عبر الحدود وإقامة ملاذات آمنة لهم.

وفي قاعدة التاجي قرابة 180 جندي أميركي، وهو عدد مرشح للارتفاع إلى نحو 300 وسيعمل نحو 15 مدرباً أميركياً وعدد مماثل من العراقيين معاً على تدريب كل من الكتائب الأربعة التي تضم جنوداً انتسبوا في وقت سابق عام 2014 إلى الجيش، وخضعوا لتأهيل استمر نحو ثلاثة أشهر.

ويقول كبير الرتباء («كوماند سرجنت مايجور») الأميركي روبرت كيث: «كنت آمل لو كان في إمكاني أن أحظى بمزيد من الوقت معهم، ليصلوا إلى المستوى الذي يحتاجونه». ويرى كيث أن الجنود العراقيين قادرون على تحقيق المرتجى منهم «إذا عملوا مع قوات التحالف» الذي يضم دولاً غربية وعربية.

ويشير المقدم سكوت آلن إلى أن برنامج التدريب سيتدرج من التأهيل الفردي، وصولاً إلى المجموعات العسكرية. كما يشمل مروحة واسعة من المواضيع، كاستخدام الأسلحة و «التحرك التكتيكي» والقيادة والأخلاقيات، و «نعرف أنهم (الجنود العراقيون) سيقاتلون في محيط مديني، وندرك أن عملياتهم ستكون هجومية، لذا ما سندربهم عليه معد وفق هذه المهمات».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً