العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ

فرنسا لا تزال تواجه الخطر الإرهابي والبحث متواصل عن زوجة احد المهاجمين الإسلاميين

لا تزال فرنسا تواجه الخطر الإرهابي اليوم السبت (10 يناير/ كانون الثاني 2015) عشية مسيرة حاشدة في باريس فيما تواصل قوات الأمن البحث عن زوجة احد الإسلاميين الثلاثة الذين قتلوا 17 شخصا خلال ثلاثة أيام.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في المنطقة الباريسية والتي رفعت الأربعاء اثر الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو الهزلية إلى أعلى مستوى.

ولفت في ختام اجتماع أزمة في قصر الاليزيه إلى انه سيتم تعزيزها لاحقا بالرغم من مقتل الجهاديين الثلاثة المسئولين عن الهجمات الأكثر دموية التي شهدتها فرنسا منذ نصف قرن.

وانتهت مطاردة الشقيقين منفذي الاعتداء على مقر شارلي أيبدو (12 قتيلا) بشكل دموي أمس الجمعة (9 يناير/ كانون الثاني 2015)، إذ قتل سعيد وشريف كواشي كما قتل اميدي كوليبالي المرتبط بالشقيقين والذي قتل الخميس شرطية، حين اقتحمت الشرطة متجرا يهوديا في شرق باريس كان يحتجز فيه رهائن وقد قتل منهم أربعة.

وأعلن الإسلاميون الثلاثة قبل قتلهم بأنهم نسقوا فيما بينهم وأكد الشقيقان كواشي انتماءهما إلى تنظيم القاعدة في اليمن فيما أكد كوليبالي انتماءه إلى تنظيم "داعش".

وكشف مدعي عام باريس فرنسوا مولان مساء الجمعة (9 يناير/ كانون الثاني 2015)عن قيام روابط "متواصلة ومكثفة" بين شريف كواشي واميدي كوليبالي من خلال رفيقتيهما.

وتعتقل الشرطة منذ الأربعاء الزانة حميد زوجة شريف كواشي في حين أصبحت حياة بومدين (26 عاما) رفيقة كوليبالي من جهتها المطلوبة الأولى في فرنسا.

وبحسب النائب العالم فان الزانة حميد "أجرت أكثر من 500 اتصالا هاتفيا خلال العام 2014 مع رفيقة كوليبالي".

وحياة بومدين متدينة وترتدي النقاب ما أرغمها على التخلي عن وظيفتها كأمينة صندوق، وفق ما أوردت صحيفة لو باريزيان السبت.

وأضافت الصحيفة أن حياة بومدين ولدت في عائلة من سبعة أولاد وتزوجت كوليبالي عام 2009 مشيرة إلى أن والدتها توفيت عام 1994.

والشقيقان كواشي الفرنسيان من أصل جزائري تبنيا الإسلام المتطرف وتدرب الشقيق الأكبر مع تنظيم القاعدة في اليمن في حين شارك الأصغر في شبكة لتجنيد الجهاديين وإرسالهم إلى العراق.

واميدي كوليبالي صاحب السوابق الذي سبق وأدين في قضية تطرف إسلامي التقى شريف كواشي في السجن حيث اعتنق التطرف.

وبرر كوليبالي المتحدر من أصول مالية عمله أمام الأشخاص الذين احتجزهم رهائن انتقاما للتدخل العسكري الفرنسي في مالي والقصف الغربي في سوريا، خلال حديث تم تسجيله وبثته إذاعة (ار تي ال) اليوم السبت (10 يناير/ كانون الثاني 2015).

وعقد اجتماع أزمة صباح اليوم السبت (10 يناير/ كانون الثاني 2015) حول الرئيس فرنسوا هولاند لاستعراض وقائع العمليات التي جرت في الأيام الأخيرة ودرس التدابير الأمنية المتخذة.

وكان هولاند أشاد "بشجاعة وفاعلية" قوات الأمن منددا بعملية احتجاز الرهائن في المتجر اليهودي على إنها "عمل معاد للسامية مروع" وحذر بان "فرنسا لم تنته من التهديدات".

هدد المسئول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب حارث النظاري فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته الجمعة مواقع جهادية.

وقال النظاري في الشريط "أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحييون في إيمان وان أبيتم إلا الحرب فابشروا فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنون".

وحصيلة الهجمات الأخيرة غير مسبوقة لعمل إرهابي في فرنسا منذ ما لا يقل عن نسف قرن وأثارت صدمة كبرى في البلد وتساؤلات كثيرة حول إجراءاته الأمنية.

واقر رئيس الوزراء مانويل فالس على ضوء عدد الضحايا المرتفع بوجود "ثغرات" في الاستخبارات مذكرا بان "مئات الأشخاص يغادرون إلى سوريا والعراق" حيث "يتدربون على الإرهاب".

وكان شريف كواشي معروفا لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية وكان الشقيقان مدرجين "منذ سنوات" على القائمة الأميركية السوداء للإرهاب.

وكتبت صحيفة ليبيراسيون اليسارية بمرارة أن القتلة الثلاث "هم أبناء فرنسا .. اعتنقوا التطرف هنا" فيما رأت صحيفة لو فيغارو انه "تم إحقاق العدالة" مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "هذه النهاية لا تمثل .. خاتمة الحرب التي يشنها متطرفون على بلدنا".

وتجري تظاهرة ضخمة غداً الأحد (11 يناير/ كانون الثاني 2015) في الساعة 14,00 يتقدمها الرئيس فرنسوا هولاند والعديد من القاعدة الأوروبيين بينهم البريطاني ديفيد كاميرون والألمانية انغيلا ميركل والايطالي ماتيو رنزي والاسباني ماريانو راخوي.

وأعلن كازنوف السبت انه "تم اتخاذ كل التدابير لضمان امن" التظاهرة.

كما تجري مسيرات موازية في كندا والولايات المتحدة تكريما لذكرى الضحايا.

ويعقد مؤتمر حول الإرهاب غداً الأحد (11 يناير/ كانون الثاني 2015) في باريس سيضم 12 وزير داخلية أوروبي وأميركي.

وأعلن القضاء الفرنسي إطلاق سراح الشاب مراد حميد صهر شريف كواشي الذي ورد اسمه الأربعاء للاشتباه بمشاركته في الهجوم على شارلي أيبدو والذي سلم نفسه للشرطة.

وأثار الاعتداء على شارلي أيبدو الذي أوقع 12 قتيلا بينهم ابرز رسامي الصحيفة الهزلية وعشرة جرحى، صدمة قوية عمت العالم اجمع وانتشر بعده شعار "أنا شارلي" تخطى الجمعة عتبة خمسة ملايين تغريدة على موقع تويتر، بحسب ما أعلن الفرع الفرنسي للموقع.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً