العدد 4512 - الثلثاء 13 يناير 2015م الموافق 22 ربيع الاول 1436هـ

سفير بريطانيا لدى الإمارات: سندفن "داعش" في زوايا التاريخ المهملة

لندن – وزارة الخارجية البريطانية 

تحديث: 12 مايو 2017

 أكد السفير البريطاني لدى الإمارات العربية المتحدة، فيليب برهام في مقال نقلته صحيفة الخليج الإماراتية أن "داعش" ستدفن زوايا التاريخ المهملة.

وهذا نص مقال السفير:

ما تُسمّى "الدولة الإسلامية"، لا تتمتع بأي صدقية، وهي قائمة على الخوف . ونحن – المجتمع الدولي الذي يستمدّ الإلهام من قِيمه المشتركة – سوف نجرّعها كأس الهزيمة .

مع انبثاق فجر عام 2015 إذ نتوقف لنتأمل أحداث العام المنصرم، تبرز فِعال ما يُسمّى "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" أمام نواظرنا بوحشيتها ولا إنسانيتها . وسواء كان السفاحون الجبناء الذين اغتالوا اثني عشر شخصاً في باريس الأسبوع الماضي، أعضاء في "داعش" أم لم يكونوا، فإنهم من الزمرة الدنيئة ذاتها .

إن هذه المنظمة الآثمة، لا هي إسلامية ولا هي دولة . وهي تتشدق بالإسلام – الذي يزاوله بسلام أكثر من مليار إنسان – لكي تبرر أعمال القتل، والتعذيب والاغتصاب والاستعباد البربرية .

ليس الدافع وراء هذه الجرائم، هو العقيدة الدينية، بل هو الجشع والشهوة والحقد . ومقترفوها سفاحون مجرمون . ومثلما المتنمّرون على زملائهم في باحات المدارس، يلجأون إلى العنف لأنهم يحسبون أنه سوف يُكسبهم الاحترام الذي يعجزون عن اكتسابه بجدارة . ومثلما المتنمّرون أيضاً، يختارون الضعاف الذين لا حول لهم ولا قوة .

لقد استهدفوا الناس من جميع الأديان والجماعات العرقية: مسلمين، مسيحيين، يزيديين، عرباً وأكراداً . وأغلبية ضحاياهم مسلمون . إنهم ليسوا محاربين في سبيل الإسلام، بل سفاحون معادون للبشرية.

وقد تضافر المسلمون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم للدفاع عن الإسلام وحمايته من هؤلاء السفاحين الساعين إلى هدمه وتحطيمه. والمسلمون عازمون على ألا يدَعوا رياء داعش الهزلي، الذي يقطُر سُمّاً زُعافاً، يمُر دون أن يتحدوْه ويجابهوه .

ويبيّن حجم ردّ الفعل الدولي، وتحالف أكثر من 60 دولة، أن العالم لن يتسامح مع هذه الوحشية . فقد استضافت البحرين، والكويت وبلجيكا، مؤتمرات للبحث في جوانب عمل التحالف المختلفة . وانضمت قوات جوية من جميع أنحاء المنطقة، إلى الشركاء الأوروبيين، والأمريكيين الشماليين والاستراليين، في مهاجمة داعش من الجوّ . وتلعب الإمارات العربية المتحدة دوراً حيويّاً في كل ذلك .

والمملكة المتحدة ملتزمة بلعب دور أساسي . وبناءً على طلب الحكومة العراقية، نقوم بتنفيذ غارات عسكرية، وتوفير التدريب والتسليح للقوات المسلحة العراقية، بما فيها البشمركة، لوقف تقدم داعش .

ولكن الجهود العسكرية وحدها غير كافية، ولا بُد من وجود نهج شامل . يجب علينا أن نقضي على كل أشكال الدعم “لداعش” – الأموال، والأسلحة، والأفراد، والتعاطف السياسي، وكل آثار التعاطف الشعبي الخاطئ المضلل . ويجب علينا أن نقدم كل دعم ممكن لمن يعارضون أولئك السفاحين، ولضحاياهم- بمن فيهم ملايين المهجرين من منازلهم .

وهذا، على سبيل المثال، ما حدا بالمملكة المتحدة إلى تأييد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة .

 وهذا ما جعلنا ندعم جهود تعزيز الحكم الشامل والمسؤول في العراق .

ولهذا، قمنا في المملكة المتحدة، بحظر أنشطة الوُعاظ المبشرين بالكراهية، ومَن يُحرّضون على الإرهاب في مدارسنا، وجامعاتنا، وسجوننا، ولهذا السبب أيضاً اتخذنا تدابير صارمة ضدّ إساءة استغلال التبرعات الخيرية، وأزلنا المواد الإرهابية من على الإنترنت.

وتتيح لنا التشريعات البريطانية الجديدة المناوئة للإرهاب، حجز جوازات السفر لمنع مَن قد يصبحون مقاتلين، من السفر من المملكة المتحدة، وملاحقةَ أعمال الإرهاب التي يرتكبها مواطنون من المملكة المتحدة في أي مكان في العالم .

يجب علينا ألا ننسى ملايين المشردين في أنحاء المنطقة . وكما تفيد وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فاق عدد المشردين عام 2014 نظيره في أي وقت من الأوقات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية . وينهض لبنان والأردن وتركيا بالشطر الأعظم من العبء، على الرغم من أثره الضخم على مجتمعات هذه الدول وخدماتها العامة . ويجب على المجتمع الدولي أن يستمرّ في دعمها .

 

وتعتبِر المملكة المتحدة الآن، ثاني أكبر المتبرعين لأزمة اللاجئين السوريين . فنحن نقدم أكثر من مليار دولار، في مساعدات إنسانية لدعم المحتاجين في أنحاء سوريا والمنطقة، بالغذاء والماء النقي، والرعاية الصحية، والمأوى وغير ذلك من الخدمات الأساسية . وهذه أكبر استجابة إنسانية في التاريخ البريطاني، وهي تدُل بقوة على استمرار التزامنا نحو إخواننا وأخواتنا في المنطقة .

لقد كان ممّا يثلج الصدر – على مدى الأسبوع الماضي – أن نرى الاستجابة الإماراتية لاحتياجات اللاجئين الذين يعانون برد العاصفة الشتائية القارس . ويأتي ذلك في وقت يستعيد فيه المسيحيون بوجه خاص، ذكرى مولد المسيح فقيراً لعائلة مشردة، وأنه سرعان ما غدا معها لاجئاً من العنف الاستبدادي .

إن العقائد الدينية الأصيلة تجمع البشر وتوحدهم معاً، على قاعدة إنسانيتهم المشتركة، وتُلهمهم سماحة النفس والعمل . وهي تُرسي أسسَها على المحبة لا الخوف . أمّا سفاحو داعش المجرمون، ومَن على شاكلتهم، فإنهم يرتعدون خوفاً، ولا يملكون أي ثقة بعقيدتهم، إلى درجة تجعلهم يقتلون بالرصاص صحفيين عزلاً، بدلاً من مقارعة حجّتهم بمثلها . إنهم يخطفون بناتٍ صغيرات ويغتصبونهن لأنهم عاجزون عن التعامل المتحضّر مع النساء .

كلما زاد إدراكنا لحقيقة هؤلاء السفاحين الجانحين ضعاف العقول، وكلما كانت ثقتنا بمرونة النفس البشرية أكبر، وكلما كان تعاوننا أمتن وأشدّ، كلما ازدادت سرعة إيداع "داعش" في زوايا التاريخ المهملة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:39 ص

      قصدكم تساعدونهم من الانهيار

      قصدكم تساعدونهم في الامدادات لانها انهارت وفشلت في مساعيها >>>

    • زائر 5 | 2:27 ص

      عش الدبابير

      داعش عمل بريطاني مخابراتي بإمتياز

    • زائر 4 | 2:17 ص

      داعش مشروع بريطاني بمال وادوات عربية

      داعش مشروعكم يا ...

    • زائر 3 | 2:16 ص

      و ماذا بعد هذا المقال المزركش

      إرجعو بالزمن على عام 2011
      و ابحثو عن من كان السبب في ولادة داعش و من قبلها طالبان و غيرها
      من السبب يا ترا ؟

    • زائر 2 | 2:09 ص

      واضح

      والدليل الطائرات التي ترمي المساعدات العسكريه فوق مناطق الدواعش

    • زائر 1 | 1:59 ص

      لا يالحبيب

      انتوا أكثر ممولين لداعش وأنتوا اللي سمنتوها ليما صارت غول. ...

اقرأ ايضاً