نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة لعبدالله العمران حول الشواهد التاريخية والاثرية لـ "عين الحورة"، بحضور عدد من الأدباء والكتاب والإعلاميين في مملكة البحرين.
وأشار العمران، وهو أحد المهتمين بالثقافة والتراث وله عدة بحوث ودراسات وله إصدارات في مجال توثيق المادة التراثية، إلى أن هذه المحاضرة تهدف الى استحضار الشواهد التاريخية والأثرية وطرحها للجمهور لكي يتعرف على الجذور التاريخية مما يسهم فى تكوين وعي شعبي للمحافظة على تراثنا الشعبي وآثارنا التاريخية الموجودة لدينا.
واوضح ان الحورة تقع في العاصمة المنامة شمال البحرين والمحصورة بين شارع الزبارة وشارع المعارض وشارع خلف العصفور وشارع القصر القديم، وكانت تسمى حورة الحدادة لأن سكان المنطقة كانوا يمتهنون مهنة الحدادة ، وهي الحورة القديمة والغير معروفة للجميع، أما منطقة الحورة في يومنا هذا كانت تعرف بالسابق باسم حالة بني أنس أو الحورة الكبيرة، مضيفا أن سبب تسمية منطقة الحورة بهذا الاسم حسب المؤرخين جاءت كآراء خاصة بهم وليست حقائق، حيث جاء في كتاب عقد اللآلئ للمؤرخ محمد علي التاجر ان سبب التسمية حين سكنها الحواريين أنصار نبي الله عيسى عليه السلام، أما المؤرخ محمد علي الناصري فانه يقول أن تربة الأرض كانت شديدة البياض وتسمى الحور ومنها اشتقت اسم الحورة.
واشار الى أن هناك علامات دالة على مكان الحورة كالمستشفى الأمريكي 1902، ومدرسة الحورة الثانوية والتي كانت تحتوي على عمود خشبي للاتصالات يسمى بــ "محطة التلغريف" ، وسينما أوال وهي من أوائل دور السينما التي أنشئت في نهاية العقد الثالث من القرن الماضي، وبيت الشاعر ابراهيم العريض، ومدرسة التاجر، وعين الحورة، ودولاب المقسم، ودالية العوجان، ومن أهم معالم الحورة القديمة المقابر حيث بها ثلاث مقابر، مقبرة للمسلمين ومقبرة للمسيحيين ومقبرة لليهود، مما يدل على التسامح الكبير في البحرين بين الأديان منذ قديم الزمان.
وأوضح أن عين الحورة تقع مقابل مقبرة الحورة، وهي عين ماءها حلوة وعذبة ونقية وكانت العديد من المناطق القريبة من الحورة تعتمد عليها في الشرب كفريج العوضية وفريج سوار وفريج رأس رمان، وكانت عين الحورة تتكون من ثلاثة أقسام الجزء الأول وهو المنبع وممنوع الاستحمام فيه وكان للشرب فقط عن طريق فتحة تسمى "الثقبة" حيث ينتقل الماء إلى الجزء الثاني وهو للاستحمام والسباحة وهو مسموح للرجال فقط، ومنه إلى الجزء الثالث من العين للنساء لغسل الملابس وأدوات الطبخ ويذهب الماء بعدها للمزرعة .
وأوضح عبدالله عمران هناك العديد من الشواهد التاريخية والأثرية التي يجب علينا استحضارها، مشيراً إلى وجود دراسات عديدة ترى أنه بالإمكان أحياء عيون الماء باستخدام التقنيات الحديثة.