لا تدير أم وليد بالاً للجدل الذي تشهده السعودية، حول السماح بإنشاء دور سينما أو الاستمرار في منعها، إلا أنها ربما ترحب بفكرة استمرار المنع، فلو فتحت الصالات ربما يتقلص نشاطها التجاري، وتقل أرباحها.
إذ استغلت أم وليد ومجموعة من الفتيات، الوضع الحالي في إنشاء مشروع يُعنى بترتيب الصالات والمجالس، وتجهيزها بشكل كامل لتشابه صالات السينما الحقيقية، وذلك بتوفير المقاعد والشاشات والأطعمة والأفلام السينمائية، بأجر يراوح بين 500 إلى 800 ريال. ويعتمد ذلك على حجم الشاشة وعدد المقاعد ونوع الفيلم المطلوب.
ويبدو مشروع هذه السيدة السعودية وفقا لصحيفة الحياة اليوم الخميس (19 مارس/ آذار 2015)، الذي انطلق قبل عامين، مختلفاً في طبيعته عن مشاريع الفتيات المعتادة، التي تراوح بين الطبخ وإقامة الولائم، أو الرسم وتجهيز الحفلات وهندسة الديكور. فهي تعمل مع فريق خاص على إقامة سينما مصغرة، داخل المنازل أو الشاليهات والاستراحات الترفيهية، مستغلة بذلك شغف الناس بالأفلام ومشاهدتها وعدم توافر الدور المخصصة لعرضها.
وقالت لـ «الحياة»: «فاقد الشيء يعطيه»، مضيفة: «في ظل الجدل الواسع والمطالبات الجادة بافتتاح دور سينما في المملكة، وتعطش المجتمع لها وللأفلام جاءت فكرة إنشاء مشروع صغير، أعمل عليه بمتعة ويمدني بدخل إضافي، إذ بدأت العمل على هذا المشروع بتجهيز الحدائق الخاصة أو مجالس المنازل أو الاستراحات والشاليهات، بمقاعد خاصة، وشاشات كبيرة، إضافة لبعض الأطعمة الخفيفة المحبب تناولها أثناء مشاهدة الأفلام».
وحول الأسعار التي تتقاضاها، قالت أم وليد: «تراوح بين 550 و800 ريال، وذلك بحسب الفيلم ونوعه وحجم الشاشة، إضافة إلى رغبات الزبائن الإضافية»، مشيرة إلى أنها في صدد جلب «شاشات أكبر لمساحات أوسع». وأكدت أن معظم زبائنها «فتيات يجتمعن عادة في الاستراحات أو الشاليهات الترفيهية. ويزداد الطلب عليها خلال الإجازات الأسبوعية وإجازات الأعياد أو إجازة منتصف العام الدراسي».
وتحرص أم وليد على شراء أفلامها من مواقع أميركية، وذلك «قبل عرضها أو أثناء عرضها في دور السينما الحقيقة»، مشددة على أنها لا تحبذ أن تخسر زبائنها بعرض فيلم مكرر، أو تم عرضه على مواقع الإنترنت بشكل مجاني، فالسعوديون حريصون عادة على حضور العروض الأولى للأفلام، وذلك بالذهاب للبحرين أو دبي خلال إجازات نهاية الأسبوع». ولفتت إلى أنها تعمل على تحويل عملها إلى «مشروع يدعم من الجهات الرسمية، وافتتاح محل برخصة تجهيز الحفلات».
فيما طالب عدد من الشباب السعوديين بإقرار وترخيص دور السينما، إذ يشهد المجتمع «انفتاحاً مسئولاً في التعاطي مع المتغيرات والمغريات، والتواصل مع مواقع دور العرض على الإنترنت، ومشاهدة مقتطفات من أشهر الأفلام، أو مقاطع «يوتيوب»، متمنين استكمال عناصر الترفيه الموجودة في بقية دول العالم، مشيرين إلى أن تنظيم «دور السينما» كفيل بنجاح التجربة، وضبط مستوى الحضور، وطريقة العرض، إلى جانب ملء أوقات الفراغ لدى الشباب، مؤكدين أن عدم التفاعل مع هذه المطالبات ربما يولد حلولاً غير مشروعة كالمشاريع غير المرخصة.
وقال الشاب محمد السيف: «المسرح والسينما من الروافد الأساسية المهمة لدعم الثقافة، ولا توجد أسباب لمنعهما، والأسباب المطروحة غير مقنعة ومتضاربة». وذكرت هدى العلي أن «منع دور السينما من دون مبررات مقنعة، يجعل الناس يبحثون عنها بطرق أخرى، إما بمشاريع غير رسمية، أو في دول الجوار، وبخاصة أن الأفلام والسينما باتت أهم الوسائل الترفيهية والثقافة في الوقت الحالي، والسعوديون يسافرون مع عائلاتهم، ودائما دور السينما نقطة مهمة في سفر أية عائلة».
وكانت وزارة العمل دونت على موقعها الرسمي الحصول على تراخيص لدور السينما ضمن الأنشطة المتنوعة التي يوافق على منحها تراخيص. إلا أن الوزارة نفت على لسان المتحدث الرسمي فيها تيسير المفرج، أن يكون وجود «النشاط السينمائي» ضمن قائمة الأنشطة المعتمدة من الوزارة على موقعها الإلكتروني، مؤشراً لقرب السماح بإنشاء دور السينما في المملكة، مؤكداً أن وزارة العمل «ليست جهة تشريعية، كي يحق لها اتخاذ مثل هذا القرار».
اليحيى: السعوديون متعطشون لهذه المشاريع
أكد الناقد السعودي السينمائي فهد اليحيى، وجود رغبة في المجتمع السعودي لمثل هذه المشاريع. وقال لـ»الحياة»: «مثل هذه المشاريع مرغوبة جداً، بدليل استمرار هذا الفريق في العمل لقرابة العامين». وأضاف: «المقتدرون لديهم في منازلهم مثل هذه الشاشات، التي يوفرها هذا الفريق في مشروعه الاستثماري، أما الذين لا يستطيعون مادياً فهم يشاهدون الأفلام بهذه الطريقة».
وذكر اليحيى أنه «في السابق كانت الأندية والجامعات تعرض الأفلام من طريق شاشات كبيرة، وأيضاً كان الأصدقاء يتشاركون الأفلام في التجمعات الخاصة والمناسبات. وهذا تطوير لفكرة سابقة، وعملية مرغوبة وناجحة وتجديد لشيء قديم». وعن الفرق بين هذا المشروع وبين دور السينما، ذكر أن هذا «نشاط خاص في المنازل الخاصة أو الاستراحات والآخر عام، فالشاشة الكبيرة المشابهة لشاشات الصالات السينمائية غالية كثيراً».
وأردف أن «أسعار الخدمات في هذه المشاريع تخضع للعرض والطلب، فيتحدد بحسب الوقت والفيلم والآلات السينمائية، وكل ذلك يحدد السعر»، مشيراً إلى أن ظهور مجموعات أخرى تعمل في هذا العمل سيؤدي إلى «خفض الأسعار كثيراً».
إنشاء سينما في شاطئ نصف القمر
واعتمد المجلس البلدي لحاضرة الدمام أمس، إنشاء سينما في شاطئ نصف القمر. وقرر المجلس الذي تغطي خدماته مدن الدمام والخبر والظهران، تشكيل فريق عمل مشترك من المجلس وأمانة المنطقة الشرقية، لتنفيذ المشروع الذي اقترحه عضو المجلس الدكتور عماد الجريفاني. وقدم الأخير عرضاً مرئياً لمشروع مقترح يستهدف فئة الشباب في شاطئ نصف القمر، ليكون «معلماً سياحياً وحضارياً للمنطقة» بحسب قوله.
ويهدف المشروع الذي يقع على مساحة إجمالية 50.625 متر مربع، إلى «إضفاء جو من المتعة والمرح لرواد شاطئ نصف القمر من سكان المنطقة وزائريها، من الشباب، وتوفير بيئة آمنة لهم». ويحوي المشروع – بحسب الجريفاني – مرافق عدة، منها «صالة عرض سينمائية، وملاعب كرة قدم، ومسبحاً، ومنطقة طيران شراعي، وساحة للممارسة هواية استعراض السيارات، وغيرها من الأنشطة الرياضية المختلفة».
وأضاف: «يسهم المشروع في توفير بيئة مناسبة لممارسة الهوايات، وتفريغ الطاقات وتنوع الرياضات المختلفة، إضافة إلى دعم الجانب السياحي والترفيهي في المنطقة الشرقية»، لافتاً إلى أن المشروع «اعتمد مبدئياًً من جانب المجلس البلدي، وفي طور النقاش مع أمانة الشرقية، لتكوين فريق عمل بين المجلس والأمانة، لتحديد مدى الدعم».