العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ

طريق اللؤلؤ وباب البحرين يحضران في اليوم الثاني لمؤتمر المدن التاريخية والتجديد الحضري

المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار 

تحديث: 12 مايو 2017

يستمر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في استضافة المؤتمر الدولي "المدن التاريخية والتجديد الحضري” في مقر المركز بالمنامة لليوم الثاني على التوالي.

و تناول المؤتمر في ثاني جلساته مشاريع التجديد الحضري في ممتلك التراث الثقافي “طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” وباب البحرين، وذلك ضمن مجموعة مواضيع حول المحافظة على المدن التاريخية المناطق الحضرية وكيفية إدارتها، والتي يطرحها عدد كبير من خبراء التراث العالمي والإنساني من منظمات إقليمية ودولية مختلفة منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ، المجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية ICOMOS والمركز العالمي لدراسة الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها ICROM.

وأوضح مستشار الترميم في هيئة البحرين للثقافة والآثار الحبشي في مداخلته أن مشروع طريق اللؤلؤ يتكون من ثلاثة أجزاء هي بيوت الطريق المكونة من 17 موقعاً تراثيا، المساحات المفتوحة والتي تمثل مناطق اشتغال ثقافي واجتماعي، والبنية التحتية للتنقل داخل الطريق، مشيراً إلى أهمية عملية اختيار بيوت طريق اللؤلؤ حيث يمثّل كل واحد منها مرحلة من مراحل تجارة اللؤلؤ التي اعتمدت عليها مملكة البحرين في واحدة من أهم حقبها التاريخية. كما وأكد الدكتور علاء الحبشي أن مشروع طريق اللؤلؤ لا يهدف إلى إحياء التاريخ العريق في المدينة بل إلى إعادة الحياة للمدينة عبر إدارة المشهد الحضري فيها.

وتناول مستشار الترميم في هيئة الثقافة كذلك عملية إعادة التأهيل العمراني في مدينة المحرق وقال إن هذه العملية هي مشروع وطني تشارك في إنجازه جميع الأطراف في مملكة البحرين.

بدورها قدّمت الأخصائية في هيئة البحرين للثقافة والآثار نورة السايح عرضاً حول أعمال التجديد الحضري في منطقة باب البحرين، أشارت خلالها أن باب البحرين يمثّل مركزاً لمدينة المنامة كونه ارتبط تاريخياً بالبحر قبل أعمال التطوير العمرانيفي المنطقة.

وأوضحت السايح أن عملية إعادة تأهيل باب البحرين تهدف إلى جذب أنظار المجتمع المحلي نحو المنطقة كمساحة عامة تتفاعل فيها الأشغال الاجتماعية والاقتصادية. وأردفت الأخصائية كذلك إلى أن قطاع الثقافة طرح عام 2012م وقت احتفاء المنامة باختيارها عاصمة للثقافة العربية مسابقة لوضع تصور مستقبلي لباب البحرين، حيث قدمت فيها 300 تصور فاز منها واحد يقترح إعادة البحر لباب البحرين عبر استخداث بحيرة مائية وإنشاء عدة مبان ثقافية تعيد للمكان أهميته التاريخية.

أما مؤسسة فكرة الكوميديا ومفهوم المدينة الابتكارية من المملكة المتحدة تشارلز لاندري ، حيث عمل لمدة 35 عاماً في مجال التخطيط العمراني والتجديد الحضري.

وأشار لاندري في حديثه إلى أهمية العلاقة ما بين التراث والإبداع في بناء المدن، موضحاً أن المدينة العظيمة هي تلك التي تمتلك بنية تحتية ملائمة وتراثاً يعطيها هويتها وتميزها.

كما وصنّف تشارلز لاندري المدن إلى مدن تراثية، مدن متطورة ذات مشاريع هندسية بحتة ومدن تجمع ما بين صناعة الثقافة والتطور العمراني وتعمل على بناء الجسور ما بين الثقافات المختلفة داخل المجتمع.

كما وتناول المؤتمر في مداخلة أخرى أعمال التجديد العمراني في مدينة برشلونة في إسبانيا، قدّمها السيد كزافييه كازانوفاس أستاذ في جامعة كاتالونيا بإسبانيا. وأكد السيد كازانوفاس في حديثه على أهمية أن تكون عملية إعادة تأهيل المدن والتجديد العمراني ذات أهداف طويلة المدى بهدف تحسين مستوى معيشة السكان وتحسين مستوى النسيج العمراني في المدن.

مشيراً إلى أن مدينة برشلونة مرت في عدة مراحل لإعادة التأهيل كانت الأولى عام 1988 بعد أن أعادت لجنة تقييم المدينة لتبدأ بعدها مباشرة أعمال التطوير بالتعاون مع كافة الجهات، من تحسين مستوى البنية التحتية، تدشين مساحات مفتوحة وخضراء، الحفاظ على التراث الذي يعود في المدينة ل 2000 عام وتعزيز مكانة الحرف اليديوية في المدينة.

وأوضح كازافييه كازانوفاس أن المسئولين في المدينة أعادوا تقييم برشلونة عام 2000م لتبدأ عملية تجديد عمراني أكثر تطوراً ومراعاة لحاجات السكان. وقال أن المدينة استقطبت عام 2014م أكثر من ثمانية ملايين سائح مقارنة ب 2 مليون سائح عام 1993م.

وحول عملية المحافظة على مدينة القاهرة التاريخية وتجديدها أشار مستشار التنمية العمرانية من جمهورية مصر العربية كريم إبراهيم خلال مداخلته إلى أن التراث الثقافي في مصر تعرض للمخاطر بسبب الأحداث السياسية وأعمال العنف خلال السنوات السابقة، هو ما دعا المسؤولين إلى وضع خطط من أجل إنقاذ التراث الثقافي والمعماري، وطرح مدينة القاهرة التاريخية كمثال. وأوضح السيد إبراهيم أن عملية تطوير مدينة القاهرة التاريخية شملت عملية رفع الوعي لدى السكان المحليين وتدريب الأيدي العاملة على أدوات حفظ التراث، إضافة إلى تطوير برامج إسكان المجتمع وخلق مساحات عامة كبيرة. وأكد السيد إبراهيم أن السياحة لا يجب أن تتعارض مع عملية الحفاظ على النسيج العمراني، بل يجب أن تكون سياحة عالية الجودة ومتفاعلة مع النسيج العمراني والاجتماعي للمدينة.

وتطرق المؤتمر في مداخلتين متتاليتين إلى نماذج للتجديد الحضري من المغرب العربي، حيث تحدّث المهندس المعماري من الجزائر جعفر لسبه عن موقع قصبة الجزائر الذي يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، إضافة غلى مناقشته أسباب أهمية القصبة والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. كما وحضرت مدينة مراكش في المؤتمر خلال مداخلة السيد عبد العزيز توري المهندس المعماري من المغرب، والذي أشار إلى أن المدينة كادت أن تتلاشى خلال فترة سابقة إلا أن المسؤولين في المغرب استطاعوا تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، لتصبح واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في المنطقة.

ومن الجدير ذكره أن مؤتمر "المدن التاريخية والتجديد الحضري" في يومه الأخير الموافق الأربعاء 25 مارس 2015م يقدّم مداخلة حول أهم مناهج الحفاظ على التراث، وأخرى تتناول المدن التاريخية المعرضة للخطر، حيث ينسّقها الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.

ويتحدث المؤتمر كذلك في هذا اليوم عن مدينة حلب التاريخية وطرق إدارتها ما قبل الأحداث في سوريا، ومن ثم يقدّم مداخلة حول التدمير الجاري للتراث الثقافي في العراق بفعل الحروب. كما وتتناول هذه الجلسة الأخيرة عمليات إعادة الإعمار في المدن التاريخية والتراث الثقافي في البوسنة والهرسك، والتي تعرضت لدمار أثناء فترة الصراع خلال أواخر القرن الماضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:21 م

      اعادة احياء المدن التاريخية

      المنامه مدينة اللؤلؤ يندثر تاريخها الحضاري والمفروض ان تسجل على قاىمة التراث العالمي حيث كان بها اكبر سوق لتجارة اللؤلؤ في الخليج سوق الطواويش والفرصة التى تغادرًمنها سفن الغوث تحياتنا للمؤتمر

    • زائر 1 | 8:10 ص

      شكرا لكم

      تحية لجهودكم لكن أود أن أنوه بأن الآسيويين دائما ما يقومون بالبصق فيه نتمنى أن يكون هناك حراس أمن يمنعون الأسيويين من البصاق

اقرأ ايضاً