لم يكن بي بي كينغ يتوقع ذلك، فالفنان المتحدر من دلتا ميسيسيبي والمعتاد على جمهور أسود بأغلبيته كان يقف في سان فرانسيسكو سنة 1968 أمام حشد من الهيبيز البيض من أصحاب الشعر الطويل.
وبالنسبة إلى بي بي كينغ الذي توفي عن 89 عاماً، كان ذاك الحفل أفضل الحفلات التي قدمها بالآلاف خلال مسيرته الطويلة. وهو قد شكل بداية مرحلة زاخرة بالتبادلات الثقافية لحقبة غنية من تاريخ البلوز ولّت مع رحيل إحدى آخر مواهب هذا الأسلوب الموسيقي.
وأقر الفنان في سيرته الذاتية المعنونة «بلوز أول آراوند مي: ذي أوتوبايوغرافي أوف بي بي كينغ» (أجواء البلوز تحيط بي: السيرة الذاتية لبي بي كينغ) بأنها كانت «المرة الأولى في حياتي التي يصفق لي الجمهور وهو واقف قبل أن أبدأ حتى بالعزف. ولم يكن في وسعي أن أكبت دموعي».
وأضاف «كانت الدموع تذرف من عيني وكنت أقول لنفسي إن هؤلاء الشباب يحبونني قبل أن أبدأ حتى بالعزف. فكيف لي أن أرد لهم الجميل؟».
العدد 4637 - الإثنين 18 مايو 2015م الموافق 29 رجب 1436هـ