العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ

صديقات «الجح» يلتقين مع «نهائي السفر»...

ربما أصبح من المعتاد وجود أخطاء مطبعية في بيانات هواتفنا النقالة، وعلى الرغم من أن هذه الأخطاء سهلة التصحيح، فإن البعض، وخصوصًا الآباء والأمهات من كبار السن، ليسوا على دراية بكيفية التصحيح، اللهم إلا إذا بادر أحد الأحفاد أو الأبناء، وعادةً يفضل كبار السن الحفيدات البنات الصغيرات تصحيح أو إضافة أو حذف ما يريدون أو ما لا يريدون؛ ربما لأن البنات أكثر صبرًا وأطول بالاً، خلاف الأولاد الذين قد تسمع صراخ الجد أو الجدة عليهم بعد لحظات من طلب «الشغلة البسيطة».

ولم يعد استخدام برنامج (الواتس أب) مقتصرًا على فئة دون أخرى، فالغالب الأعم، أن هذه البرمجيات تكون منتشرة كثيرًا بين الناشئة والشباب، لكن يبدو مع اتساع شريحة المستخدمين للهواتف النقالة والأجهزة اللوحية، فإن مختلف الفئات والجنسيات والأعمار، أصبحت تستخدم برنامج الواتس أب بل ولا يمكن أن تستغني عنه! وحتى كبار السن من الآباء والأمهات، لم يعودوا يستخدمون الهاتف النقال (بو ليت)، لأن الأبناء والأحفاد أصبحوا يهدونهم الجوالات الحديثة ذات البرامج من المحادثات والتواصل الاجتماعي، ويعلمونهم ويشجعونهم على الاستخدام والتمتع بأوقاتهم مع الأسرة والمعارف.

وهنا مربط الفرس في هذا التقرير... فالمعلومات التي تحويها هواتفنا، وإن كانت ذات خصوصية وسرية، فهي تحمل ذات الخصوصية والسرية أيضًا بالنسبة للكبار، بيد أن كبار السن لا يمانعون من أن يعبث الأبناء أو الأحفاد في هواتفهم، وربما أنشأوا لهم مجموعة واتس أب يديرها الجد لجيرانه في القرية، أو لربما كتبت الحفيدة اسم إحدى صديقات الجدة في قائمة الإتصال بهاتفها... لكن، هل هناك من خطب في بعض بيانات الهاتف؟ طريفة هي (القفشات) التي ربما اطلعنا عليها في هواتف والدينا، أو نقلها لنا العيال أو سمعناها من بعض الأهل والأصدقاء «كسوالف طريفة»، ومنها أن إحدى الفتيات تحدثت مع والدتها لتغيير اسم المجموعة من «صديقات الجح» إلى اسم آخر، فالمقصود بالـ «قروب» أنه يضم صديقات والدتها اللاتي تعرفت عليهن في الحج، فبالتالي، تصحح اسم المجموعة إلى «صديقات الحج»، وإن أعجبهن أكل الجح... بالعافية.

ويروي أحد الزملاء أنه بينما يدون اسم ورقم خاله الجديد في جوال والدته، وأثناء تنشيط الواتس أب، لفت نظره اسم (نهائي السفر)، فلما سأل والدته عن هذا الاسم قالت: «لا... تهاني... رفيقتي في السفر»، فهذا يعني أن الوالدة وصديقتها، لن تلعبا (على النهائي في السفر)، والطريف، أن حديثًا مع أحد البحرينيين الميكانيكيين، طاف بنا في قصة لطيفة مليئة بالفكاهة المهنية، فوالده الذي يملك الكراج، يدون كالعادة بنفسه أسماء ربعه، وعندما رن هاتفه ذات مرة، كان الاسم الظاهر على الشاشة هو «سيد شفر»، وهذا شيء اعتيادي... فالوالد كان يدون أرقام بعض الزبائن هكذا... كاظم الهوندا... بتول الهمر... أحمد راعي يوكن... لكن تبين بعد ذلك أن الرقم لصديقه (سيد شرف).

وليس من العجيب (مغادرة) أي قروب، على ألا يكون ذلك من باب الشجار أو الخلاف بين الأحبة أيًا كانت الأسباب، وهذه ظاهرة موجودة، فالكثير يتركون المجموعات بسبب خلافات هامشية تكبر وتسبب عداوات وهم أمر ليس طيبًا، ولهذا لايزال أحد الآباء يحتفظ في هاتفه بقروب (ربع نار) على الرغم من أنه لا يشارك فيه، وليس الاسم على مسمى أبدًا، فالمقصود هو (ربع بو نهار)، ويكتفي بالمتابعة والقراءة ومشاهدة بعض الأشياء المفيدة، لكنه يبتعد عن النقاشات المؤدية إلى الهواش والتخاصم.

وبالتأكيد، فإن الخلاصة تجعلنا أمام حقيقة واضحة، وهي أن الواتس أب وغيره من برامج الهواتف النقالة، لم تعد حكرًا على فئة عمرية دون أخرى، أو طبقة دون سواها، لكن المهم هو التصدي لما يرشح اليوم من مشاكل اجتماعية وتربوية وكذلك زوجية؛ بسبب إساءة استخدام تلك البرامج، فيما البعض يصر على إباحة الكثير من الأشياء الخاطئة لنفسه من باب الجهل، وعلى العموم، ستكون صديقات الجح وقروب (السنطرة) وعمي (بو دحدح) وغلوم (كيك) و(شباب زفت) وغيرها، تسميات واردة في بيانات الهاتف، يمكن تصحيحها بسهولة، لكن الذي لا يمكن تصحيحه، هو أن نفقد من نحب بسبب إساءة استخدام هواتفنا، والسماح للشيطان الرجيم بأن يسجل في قائمة الاتصال رقما باسم (ولد إبليس).

العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:32 ص

      بداية حلوة ونهاية موفقة عزيزي وموضوع لطيف ومهم.......

    • زائر 1 | 1:28 ص

      ربي يحفظهم أمهاتنا وآبائنا.. أبوي كاتب اسم صديقه في جواله بسم جري برهم... يعني جاري إبراهيم.. هههههه... بس الزين إنه كبار السن واجد منهم واكب موضة الجوالات وبرامجها وخصوصًا الواتس أب لكن للأسف بعضهم كأنه حاله حال الكثيرين مدمن على هالجوال.. وبعضهم لا .. حق التواصل مع العيال والأصدقاء والاستفادة من هالفيديوهات لكن ما يترك حياته الاجتماعية العادية.

اقرأ ايضاً