العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ

ماذا بعد المقاطعة والتأجيل؟

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

وافقت حركة "فتح" على تأجيل جولة الإعادة في الانتخابات البلدية الفلسطينية التي كان يفترض أن تجرى أمس في ثلاث مناطق في قطاع غزة وهي بيت لاهيا والبريج ورفح بعد أن أعلنت حركة "حماس" مقاطعتها، ودعت أنصارها إلى مقاطعة العملية وأنها لن تعترف بنتائج هذه الانتخابات.

وكانت محاكم فلسطينية ألغت بعض نتائج الانتخابات في البلدات الثلاث المذكورة التي فازت فيها "حماس" على "فتح" بعد أن شكا مسئولون من "فتح" من التزوير على رغم أن المراقبين الدوليين قالوا إنهم لم يجدوا أدلة تثبت ذلك.

ورفضت "حماس" قرارات المحكمة ووصفتها بأنها مؤامرة سياسية لسرقة انتصارها واتهمت "فتح" بالضغط على القضاة. وشارك عشرات الألوف من أنصار "حماس" في احتجاجات ما أثار مخاوف من نشوب صراع بين الفصائل.

وأشارت "حماس" إلى أنها قد تقبل جولة الإعادة إذا جرت في وقت لاحق لإعطاء الإسلاميين فرصة للتحضير. وأبدت "حماس" موقفا ألين من الانتخابات بعد تأجيلها لأجل غير مسمى.

إعلان "حماس" ورضوخ "فتح" دليل واضح على أنه مهما أبدى الفلسطينيون من خلال التصريحات وبعد الاجتماعات أنهم متفاهمون، إلا أن ذلك غير صحيح، لأن "الصراع" الطبيعي داخل البلد الواحد وخصوصا بلدا محتلا كفلسطين الذي يشكل أبناؤه توجهات إيديولوجية مختلفة يشكل هذا الاختلاف. وفلسطين بالذات ليست معزولة عن العالم بل هي من أهم الدول التي يحرص الاستكبار العالمي على تأجيج نار الفتنة بين أبنائها لأن في اتفاقهم قوة يخشاها.

ومن الغريب فشل الوساطة المصرية التي قام وفدها بالكثير من الاجتماعات مع الفصائل والقيادة الفلسطينية. كيف تفشل الوساطة إذا كانت هناك نية حقيقية لحل الأزمة الحالية بين "حماس" و"فتح"؟ لماذا لم تتضح الحقائق وتعلن "حماس" موقفها عندما كان الوفد المصري موجودا؟ يبدو أنه كان هناك أمل في أن تتفق الحركتان قبل يوم الإعادة ولكن ذلك لم يحدث، فجاء الإعلان بهذه الصورة وبناء عليه تم التأجيل. ويبدو أن هناك تخوفا حقيقيا من فوز الإسلاميين في الانتخابات البلدية والبرلمانية وهو أمر ترفضه، إضافة إلى دول أخرى، الإدارة الأميركية التي أبلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الأولى إلى أميركا أخيرا أنها ما زالت ترى أن "حماس" تنظيم "إرهابي" وطالبته بنزع سلاحه مقابل المساهمة الحقيقية في تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاستيطان. وكذلك أعلنت "إسرائيل" أنها لن تقبل فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية.

فإذا تم تحديد موعد انتخابات الإعادة لمن ستكون الغلبة "حماس" أم "فتح"؟ وهل ستكون هناك عمليات تزوير واعتراضات لدرجة الاقتتال على رغم الاتفاق بين الحركتين على اتخاذ "الحوار" لغة وحيدة للتفاهم؟ من المستفيد من الاختلاف بين الفلسطينيين؟ رفقا بأنفسكم يا شعب "قلب الأمة" المحتل

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً