العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ

الانسياق أثر للتذبذب

بتول السيد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هجم النائب إبراهيم العبدالله في جلسة مجلس النواب المنعقدة في نهاية الشهر الماضي على جامعة البحرين، وشبهها - وإن من منطلق خشية - بالمدرسة الإعدادية، لكون الواقع كما أشار يؤكد غياب سياسة متكاملة موجهة للبحث العلمي، ناهيك عن إثارته موجة عارمة من الانتقادات اللاذعة لمناح أخرى في الجامعة مشددا على ضرورة الإصلاح الإداري باعتباره ميدانا للإصلاح الأكاديمي. وذلك خلال تعليقه على رد وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي على سؤاله بشأن تنمية قدرات ومهارات القيادات وأعضاء هيئة تدريس الجامعة لتحويلها من نمطية تقليدية إلى عصرية ترقى للمستوى العالمي. وتمسك العبدالله بوصفه حتى حينما استنكر ذلك النائب عبداللطيف الشيخ مدافعا - لكونه أستاذا سابقا في الجامعة - مؤكدا أنها تمثل صرحا علميا وطنيا، فيما أصر العبدالله على القول بأن الجامعة التي لا تهتم بالبحث هي مدرسة إعدادية، ويمكن الرجوع إلى مضبطة الجلسة للتثبت من ذلك.

في الثامن من الشهر الجاري استقبلت رئيسة الجامعة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة النائب العبدالله وهي محاطة بنوابها وعدد من العمداء ومديري المراكز في الجامعة، وبعد اللقاء مباشرة أي ليس بعد الجلسة - إذ إنه بعد الجلسة شكر الصحافة على "التغطية الطيبة" لمداخلته بحسب قوله - برز تصريح للعبدالله ينفي فيه وصفه الجامعة بالمدرسة الإعدادية، مؤكدا ان ما قاله هو: "حتى لا تصبح جامعة البحرين مدرسة إعدادية"، لافتا إلى وجود فارق كبير بين العبارتين. وهذا ما قاله فعلا، ولكن إصراره على الوصف حينما استنكره النائب الشيخ يعني بأنه نابع عن قناعة تذبذبت بعد لقائه رئيسة الجامعة. لينقلب معلنا سعادته الكبيرة بتوجهات الجامعة، ومشيدا بتوجهاتها واستراتيجياتها "التي تتفق مع توجهات واستراتيجيات الجامعات العالمية".

كان يمكن للنائب قبل أن يشن هجوما، ينفي مضمونه وينقلب عليه بشكل عكسي، بعد لقاء يقنعه بسحبه، ويجعله ينساق نحو مواجهته، أن يطلع قبل توجيهه السؤال وإلقائه المداخلة على وضع الجامعة ليكون ثابت الموقف لا مهزوزا، ولا تحركه الرياح يمينا وشمالا، والأهم ألا يضطر إلى التصدي لكلامه ومغالطته. ولا يضطر معه أحد أساتذة الجامعة بمنح تفسير "أعوج" بان "الجامعة لم تقدم ردا على النائب مسبقا تستعرض فيه الأرقام والحقائق، ربما تواضعا منها لكي لا تتهم بأنها تمتدح نفسها". في حين كان من المفترض أن تقوم بذلك كي يكون سعيها للنفي وجريها خلف النائب للتوضيح سابقا لا لاحقا، ما يعطي الأمر قدرا اكبر من الصدقية

العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً