العدد 1038 - السبت 09 يوليو 2005م الموافق 02 جمادى الآخرة 1426هـ

"إرهاب لندن" فرصة تجدد ولاء بوش

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

طالت أيدي الإرهاب العابثة مجددا عمق القارة الأوروبية على رغم الاحترازات الأمنية التي اتخذتها السلطات البريطانية التي تزامنت على محط الصدفة مع موعد انطلاق قمة الدول الثماني الصناعية في اسكتلندا التي تشمل كبريات الدول الغنية وهي أميركا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، كندا، إيطاليا وروسيا وكان محور أجندة القمة قبيل وقوع التفجيرات هو بحث مسألة التغييرات المناخية ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري و مساعدة الدول الإفريقية وتخفيف عبء الديون عليها ومدها بالمساعدات والمعونات وهذه المطالب هي نفسها التي رفعتها قمة سرت الإفريقية التي عقدت في ليبيا وناشد هؤلاء القادة الأفارقة بصوت واحد مساعدة عاجلة للدول الإفريقية.

توقيت التفجيرات كان فجائيا على الصعيد المحلى سواء بالنسبة للشرطة البريطانية واختراقها الإجراءات المكثفة -التي على أثر احتمال وقوعها وضعت خطة تحمي هؤلاء القادة على رغم أسبوع المظاهرات الحاشدة ضد العولمة التي صمدت وخلت من توقع فرضية حدوث التفجيرات إضافة إلى حفلات "اللايف 8" التي ضمت جماهير غفيرة يحييها نجوم البوب والروك لجمع تبرعات تصل ملايين الأموال للدول الإفريقية مقابل جزء يسير مما عجزت الدول الغنية مجتمعة على تحقيقه لأجل العالم النامي. أما التأثير الخارجي فكان توقيت التفجيرات المتزامن مع انعقاد قمة الثماني دفع كل دولة أوروبية الى المسارعة نحو تعبئة الأجواء الداخلية لها ورفع حال التأهب الأمني مغبة تغلل عناصر إرهابية عمق ديارها على غرار التفجيرات السابقة التي وقعت في إسبانيا وسبقتها ملحمة تفجيرات سبتمبر/ أيلول التي عن طريقها عرف العالم اجمع مغزى حرب أفغانستان وحرب العراق لكبح ما عرف بعناصر "طالبان" وتنظيم "القاعدة".

التفجيرات كانت بمثابة فصل جديد على مستوى أوروبا وبريطانيا وما ستفرضه تداعياته على وجود الجالية المسلمة، التي وقعت في وقت وجود الرئيس الأميركي جورج بوش في لندن الذي استطاع من موقع مكانه أن يجدد عهده وولاءه أمام الملا على مواصلة "حرب الإرهاب" التي مازالت خلاياها نشطة تهدد بين الحين والآخر الأمن القومي لأوروبا. واستطاع بوش تحويل أنظار العالم وإفريقيا خصوصا على أهمية الحكم الصالح وتطبقيه على الشعوب المتعطشة مشددا على مسيرة نقطة الصفر التي أعلنها سابقا بمقولة إن لبنان والعراق تمثلان بوابة الديمقراطية لبقية دول الشرق الأوسط

العدد 1038 - السبت 09 يوليو 2005م الموافق 02 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً