العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ

الأكراد والجعفري... والخلافات بين الحليفين

كركوك هي المشكلة

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

وصل وفد كردي من برلمانيين أكراد ومن الحزبين، الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس العراق جلال الطالباني، قبل أيام إلى بغداد لإجراء مباحثات مع قادة قائمة "الائتلاف الشيعي"، بشأن مواقف رئيس الحكومة العراقية إبراهيم الجعفري الذي ينظر إليه الأكراد على أنه يرفض مطالب الأكراد. جاء وصول الوفد بعد أن طلب الأكراد من بعض الشخصيات في قائمة "الائتلاف"، والحليف حتى هذه اللحظة للأكراد في الحكم وفي العملية السياسية والدستورية، مثل نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي، وأحمد الجلبي لأن يقدموا أنفسهم بديلا للجعفري الذي طلبت منه بعض الأصوات الكردية التنحي عن منصبه لكونه "يستفرد بالسلطة". الوفد ذهب خصيصا لنقل شكاوى الأكراد، لأنهم يرون أن الحكومة الحالية وتحديدا رئيس وزرائها لم يلتزم ببنود الاتفاق المبرم بين القائمتين "التحالف الكردستاني والائتلاف الموحد"، مثل "حل مشكلة كركوك" وتشكيل اللجنة برئاسة الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، لتطبيع الأوضاع في كركوك، وانفراد الجعفري بالسلطة حين اتخاذ القرارات إلى درجة وصف فيها الطالباني وزارة الجعفري بأنها "وزراة حزبية". وبدا أن الأكراد منزعجون أكثر في هذه المرة من أداء الحكومة، إذ شن رئيس برلمان كردستان حملة انتقادات قوية لتصريحات الجعفري بحق الطالباني، ووصفها بأنها "تصريحات غير مسئولة وتعبر عن شخصيته "الجعفري"". كما صدرت قبل ذلك انتقادات من قبل رئيس الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني وأصوات أخرى تدعو الجعفري لتقديم اعتذار للأكراد، لكن هل سيؤثر ذلك في العلاقة الكردية الشيعية؟ الوقائع تقول "لا"، فحتى هذه اللحظة يعتبر الأكراد أنفسهم حلفاء لقائمة "الائتلاف"، وهذا ما أكده الطالباني في تصريحه لاحقا: "لا توجد خلافات بيننا وبين قائمة الائتلاف العراقي، ولكن يوجد خلاف بيننا وبين دولة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري". وأضاف الطالباني بهذا الصدد قائلا: "إذ قدم التحالف الكردستاني مذكرة إلى رئيس الوزراء نطالب فيها بتطبيق بنود البروتوكولات التي كانت فيما بيننا، إذ لا يطبق رئيس الوزراء تلك البنود المتفق عليها بين الكتلتين "الكردية والشيعية"، وفي الحين نفسه ينفرد الجعفري بالقرارات، وخصوصا فيما يتعلق ببنود المادة 58 من قانون الإدارة المؤقتة والوزارة أصبحت حزبية أكثر منها حكومية، لذلك فالتحالف الكردستاني أرسل وفدا إلى الائتلاف العراقي الموحد الذي اعتبر ملاحظاتنا منطقية". وفي الحقيقة أن الأكراد اصطدموا مرتين مع الجعفري، وفي كلا الحالين كان السبب نفسه هو كركوك. فمرة عندما صرح الجعفري للإعلام عندما كان يقوم بزيارة إلى عدد من الدول مثل تركيا وإيران وعدد من الدول الخليجية، وقال وقتها: "إن حل مشكلة كركوك سيخلق عقبة أمام العملية السياسية"، وهذه المرة وصفه الأكراد بأنه "يتملص من الاتفاقات بيننا"، وأنه لا يفعل اللجنة المخصصة للتطبيع عن قصد، وهو أمر لا يخدم العراق ككل ولا يخدم الجعفري شخصيا، لأن هناك من العراقيين من بدأ ينتقد الجعفري لأنه لم يف بأي وعد تجاه الشعب، عندما كان يكافح في فترة الانتخابات. فمثلا ازدادت العمليات الانتحارية مع حكمه، ومازال العراقيون يعانون من نقص الماء والكهرباء وعدم توفر فرص العمل وازدياد تفشي الفساد الإداري في مؤسسات الحكم. وهناك دول إقليمية تنتقد الأوضاع في العراق وتتحدث عن نفوذ إيران في المناطق الشيعية مثل شراء العقارات وغيرها. وربما كل هذه العوامل لا تساعد الجعفري على البقاء في الحكم وتكون سببا لتنحيته، ومصدرا لتقوية الأكراد في مباحثاتهم مع الزعماء الشيعة. ولأجل كل هذه العوامل يرى الأكراد أن الجعفري مدعو لإصلاح الخلاف وأن يداوي الجروح ويقوم بشكل جدي بترتيب الأوضاع في كركوك، لأن النزاعات هناك تتفاقم وتحدث الاختلافات على المستوى الاجتماعي. * كاتب سوري كردي

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً