العدد 1139 - الثلثاء 18 أكتوبر 2005م الموافق 15 رمضان 1426هـ

التكفير القومي

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

تنظير المشهد العراقي بعد التصويت على الدستور لم يختلف في جزئياته لدى الكثير من الإعلاميين والصحافيين العرب عما قبله من تنظيرات أحادية الرؤية في غالبها. يفاجئك كاتب مثلا، لا تراه يجرؤ في واحد من مقالاته على نقد الدساتير العربية المكتظة بالبنود الاستبدادية "المغلفة بعناوين الديمقراطية" أو رفض الوجود الأميركي المعشش في المنطقة، يصف 16 في المئة على الأقل من الشعب العراقي صوتوا على الدستور أخيرا، بأنهم عملاء جاءوا على الدبابة الأميركية أو خونة لقوميتهم ويريدون شق الوحدة العراقية. فلا تدري أيتحدث هذا عن حقائق دامغة أم تغليب قناعات موتورة. لسنا بصدد تقييم مسودة الدستور العراقي، ومدى جدواها في حل الأزمة الخانقة التي تعتصر هذا الشعب الذي تتجاذبه الأيدي من كل حدب وصوب "وكل يدعي وصلا بليلى". وإنما تستوقفنا بعض التنظيرات التي تشعر قارئها بالغثيان جراء الطعن في عروبة وقومية الآخرين بمجرد الاختلاف معهم في الفهم السياسي وقراءة الواقع. وكأننا لم نمض بعيدا عن الزمر التكفيرية على المستوى الديني والتي أغرقتنا في بحور دموية لن نخرج منها إلا بقدرة إلهية خارقة، لنجد أنفسنا أمام نموذج تكفيري آخر هو التكفير العروبي أو القومي. نعود لنسأل: من يملك صك العروبة في هذا الزمن المليء بالتناقضات الفكرية بين تأييد مبطن لبعض السلطات الدكتاتورية ورفض معلن لأخرى؟ العراق أحوج ما يكون في هذه المرحلة إلى إنصاف "نصفيه" إن صح التعبير. وإذا وصلنا إلى قناعة في مرحلة استحقاقية ما، بأن أحد النصفين مظلوم والآخر جدير بالظلامة فلنتأكد أن قناعتنا مغلوط

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1139 - الثلثاء 18 أكتوبر 2005م الموافق 15 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً