العدد 1151 - الأحد 30 أكتوبر 2005م الموافق 27 رمضان 1426هـ

غازي كنعان مازال في عناوين الإعلام

على رغم غيابه وتجاهل تقرير ميليس له

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

مازال اسم وزير الداخلية السوري المنتحر وفق الاعلان الرسمي السوري غازي كنعان يتردد في الصحافة العربية على رغم مرور الوقت، وعلى رغم ان بعضا من التطورات المحيطة بسورية، يمكن ان تغطي موت وزير الداخلية، لكن ما حدث هو العكس، إذ كثير ما جرى الربط بين موت غازي كنعان وبعض هذه التطورات سواء ما اتصل بها بتقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس بشأن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، او فيما يتصل بالوضع الداخلي السوري الذي يتأثر اليوم بقوة بما يحيط بسورية من تطورات خارجية - سواء تم الاعلان عن ذلك ام لا. ان من النقاط الرئيسية التي يتردد اسم غازي كنعان في اطارها، محاولة الاجابة على سؤال فيما اذا كان كنعان قتل ام انتحر، وقد كان هذا الموضوع بين الموضوعات الاولى المطروحة والتي رافق إعلان موت كنعان، إذ شكك البعض وبينهم اصدقاء ومعارف مقربين من كنعان منهم وزير الاعلام السوري السابق محمد سلمان، والمدير السابق للمخابرات اللبنانية جوني عبدو، والصحافي البريطاني المتخصص بقضايا الشرق الاوسط روبرت فيسك، وقد عزز هذا التوجه في التشكيك بانتحار كنعان استطلاع رأي اجري على احد المواقع الالكترونية العربية، قالت غالبية المشاركين فيه، إن كنعان لم ينتحر، وأكد نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع، ان موته كان نتيجة صفقة، وربع هؤلاء، قالوا إنه مات انتحارا وأكثر منهم بقليل قالوا انهم لا يعرفون. وربط بعض الذين كتبوا عن كنعان بين موته والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري وخصوصا ان موته جاء قبيل اعلان تقرير المفتش الدولي الذي اشار بالاسم الى عدد من الشخصيات الامنية والسياسية في لبنان وسورية في عداد المشتبه فيهم في قضية الحريري، وكان معظم هؤلاء من بين اقرب المقربين الى كنعان الذي لم يرد اسمه ابدا في التقرير، الامر الذي يبدو بين دلالات على انه كان بعيدا كل البعد عن اغتيال الحريري على رغم ان القاضي ميليس استمع اليه في عداد السوريين الذين قابلهم في المونتي رزوا قرب دمشق، وقد تضمن تصريح كنعان لاذاعة صوت لبنان الذي سبق موته بوقت قليل إشارات واضحة تدل على علاقته القوية مع الحريري، وكله يضاف الى ماهو معروف من حساسية في علاقته مع وريثه في لبنان العميد رستم غزالي بعد ان ترك كنعان منصبة هناك في العام .2002 وتناول بعض الذين كتبوا عن الرجل موته في اطار ما وصفوا انه صراع على السلطة في دمشق، وعلى رغم تأكيدات كنعان قبيل موته على وفائه للنظام الذي عاش في ظله ومن اجله، فلاشك ان كنعان، كان في السنوات الاخيرة أحد اهم اركان النظام في دمشق والمؤهل للعب دور خاص في النظام ليس فقط بحكم سيرته داخل النظام، بل بفعل خبراته التي تراكمت في الملفات الداخلية والخارجية التي تعامل معها وجعلته أكثر السوريين خبرة ودراية وقدرة على التعامل مع المعطيات والاجواء المتناقضة، اضافة الى معرفته العميقة بكل رجالات العهد، وهو بعض ما جعل رجل الامن المتشدد والمراوغ يظهر في بعض الاحيان ناقدا لسياسات داخلية على نحو ما تجرأ في الموقف من الاعلام "الذي لايقرأ" او في الدعوة لمكافحة الفساد، أو في جرأته على بعض كبار ضباط الداخلية نقلا وسجنا، والاهم من ذلك محاولته ضبط كل الاجهزة الامنية تحت ادارته في الداخلية. اضافة الى ماسبق من جوانب في قضية موت كنعان، فقد اشار احد المقالات الاخيرة الى ان موت كنعان - بغض النظر عن مجرياته، كان مؤشرا لنهاية مرحلة وبداية أخرى في سورية وفي لبنان وفي العلاقة التي ربطت بينهما، وبهذا المعنى فقد كان موته حتميا سواء انتحر ام قتل، لانه صار من زمن مضى. كنعان الذي قال السوريون انه انتحر، لكنهم لم يشيعوه كما ينبغي لشخص مثله، وقال آخرون ان قتل او دفع للانتحار، من دون ان يقدموا دلائل على ما ذهبوا اليه، سيظل موته غير واضح الملامح، وسيبقى اسمه وسيرته مطروحين في المنابر الاعلامية في مقالات وتحليلات اشهر قادمة على الأقل

العدد 1151 - الأحد 30 أكتوبر 2005م الموافق 27 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً