استيقظت الحكومة الألمانية الجديدة التي ما فتأت أن تسلمت مهماتها في مدة لا تتجاوز الأسبوع حتى تصّبح على وقع أخبار مفاجئة تمثل منعطفا خطيرا في صلب السياسة الخارجية للمستشارة انجيلا ميركل بإعلان مجموعة من الخاطفين باعتقال أربعة غربيين بينهم رهينة ألمانية هي عالمة آثار تدعى سوزان اوستوف (43 عاما) التي تقيم في العراق منذ عشر سنوات واعتنقت الإسلام وتتكلم العربية. ميركل أكدت في أول خطاب لها أمام مجلس النواب الألماني لتشرح فيه سياستها الخارجية والعامة انها «لن تخضع للابتزاز». وقالت «هناك أمر واضح، هذه الحكومة وهذا البرلمان لن يخضعا للإرهاب». و«علينا أن لا نتراخى في جهودنا لمكافحة الإرهاب الدولي» الموجه ضد «ما هو قلب حضارتنا». ألمانيا التي عارضت الحرب على العراق في عهد المستشار غيرهارد شرودر، ترفض إرسال ضباطها إلى العراق بما في ذلك في إطار مهمة التدريب التي شكلها الحلف الأطلسي بعد الحرب لكنها تشارك في تدريب ضباط وعناصر من الشرطة العراقية في البلدان المجاورة، كما تقدم مساعدات مدنية في إعادة بناء البلاد. يا ترى هل يفلح غزل ميركل لأميركا ­ وتشديدها على كسر الجمود في العلاقات التي شابها التوتر جراء حرب العراق ­ والتقارب الذي أعلنت عنه مع واشنطن خلافا لموقف سلفها شرودر الذي دخل في منازعة مع بوش في إنقاذ الرهينة الألمانية من المشرحة وهل ستئول جهودها الحثيثة لعدم الخضوع للابتزاز أمام مطالب الخاطفين إلى نجاح مهمتها في نجدة رقبة سوزان من المقصبة فلننتظر.