العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ

لماذا الاستعراض إذاً؟

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الأول، في خطاب حدد فيه مفهوماً جديداً لسياسة الردع النووي الفرنسية «أن قادة الدول الذين قد يلجأون إلى وسائل إرهابية ضدنا، كما الذين يفكرون باستخدام أسلحة دمار شامل، بطريقة أو بأخرى، يجب أن يفهموا أنهم يعرضون أنفسهم لرد حازم ومناسب من جانبنا. هذا الرد يمكن أن يكون تقليدياً أو من نوع آخر»، أي نووي. واعتبر شيراك، في خطابه، أن الإمدادات الاستراتيجية والدفاع عن الحلفاء يشكلان مصالح يمكن اعتبارها «حيوية» وتبرر بالتالي اللجوء إلى قوة الردع النووية. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها فرنسا شمول الردع النووي لمواجهة الإرهاب أو المصالح الحيوية والحلفاء، إذ ان عقيدة الردع لديها تتناول الاعتداء على أراضيها أو سيادتها. وقال شيراك «إن ظهور خطر جديد لا يلغي كل الأخطار الأخرى»، مشيراً إلى أن «عالمنا مطبوع بظهور استعراض قوى تستند إلى امتلاك أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيماوية». وحمل على «محاولة بعض الدول حيازة القوة النووية بما يتنافى مع المعاهدات الدولية». وأفادت مصادر مطلعة في باريس أن خطاب شيراك، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا يشير تحديداً إلى دولة معينة. ولكنه رسالة مفادها أن قوات الردع النووية الفرنسية متطورة ومتكيفة مع التطورات الحالية، وقادرة على الرد على أهداف محددة. ونفت المصادر أن يكون شيراك يعني إيران أو سورية، عندما تكلم عن الردع النووي الفرنسي، وإنما عنى كل من يهدد المصالح الاستراتيجية لفرنسا. وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي الكثير من الانتقادات على مستوى جميع الأحزاب الألمانية. وطالب حزب اليسار الألماني وحزب الخضر الحكومة الألمانية بإبداء موقفها تجاه تهديدات شيراك. إذا كان شيراك لا يقصد دولة بعينها، فلماذا تصل درجة الاستعراض إلى حد التهديد باستخدام الردع النووي في وقت تحشد فيه أوروبا وأميركا ضغوطاً هائلة ضد إيران ودول في الشرق الأوسط؟

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً