العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ

المدينة الباسلة لاتزال حبلى بالأحرار

خطاب «المحرق» السياسي

عبدالله مطيويع comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أولا لا تسعني العبارة قبل البدء في الكتابة إلا أن اعبر عن عميق الشكر والتقدير للاخ العزيز عبدالعزيز راشد السندي للاطراء الطيب لبعض ابرز المناضلين، كالشهيد محمد بونفور وللمناضل العم المرحوم عبدالله علي جاسم فخرو، في صحيفة محلية بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول 2005م. وانني قد التقطت اشارتك من الوهلة الأولى واعتذر عن التأخر في التعليق على ما كتبت، فهذه طبيعتي وطبعي فانا مقل في الكتابة وقليل الكلام وكثير الاصغاء، فارجو ان تعذرني. لكنك يا عزيزي بخطابك هذا قد قدحت ذاكرتي بشكل مذهل وبصورة غير عادية، وحفزتني للكتابة عن المدينة التي سكنت قلبي، واني لاعدك وعدا سأعاود الكتابة واستمر فيها. لقد تضمن خطابك الراقي والرفيع لأهل المحرق عدة اشارات ذات معان ومغاز هي عميقة وراقية ورقيقة المستوى كما هو خطابك، ويفهمها الاحرار. وأؤكد جازماً ان المحرق لاتزال حبلى بالاحرار، ويقيني ان من كانت على عينه غشاوة فستنقشع أو أنها انقشعت، أو انها في طريقها للانقشاع ومن يغطي الضباب بعده فسينجلي هذا الضباب حين تسطع شمس المحرق. وان من في لسانه عقدة فستنحل عقدته، وسيفهمون قوله وسيعاود ترديد ما ردده، وصرح به أهالي المحرق في يوم من شهر مارس / اذار 1965 وصاحوا: صاح صايح في الرفاع يا خلك اش ذا النزاع؟ جاوبه في الحد شايب يا خلك شفت العجايب هلمحرك هالحبايب يصرخون مثل السباع يا منامي ويا كلالي في الزحام بالك تبالي وان ذكرت اسمك لأهلي يفخروا بك بالجماع أليس هذا ما ردده أهل المحرق لأكثر من شهرين، في تلك الانتفاضة الشعبية الباسلة، قبل ثلاثين عاماً وردده معهم كل من انضم اليهم من مدن وقرى البحرين. ولن يحتاجوا الى ثلاثين سنة أخرى لكي يعود خطابهم كما كان بل سيكون الخطاب أكثر فهما وأكثر واقعية وأكثر تألقاً. سيحتاجون للمخلصين فقط، هذا صح وهذا خطأ... هذا يليق وهذا لا يليق بكم، ولن يكون الامر سهلا على المتسلقين والمتملقين أو الطبالين أو الزمارين، الذين يستثمرون تاريخ المحرق واسم المحرق لمآربهم الذاتية ومصالحهم الشديدة، وستنبري الاقلام الشريفة والشجاعة والمخلصة والمحبة لهذا الوطن كله، للكشف عن الكثير من الحقائق، وبالتالي ازالة بعض ما علق في الرؤوس من اخطاء ومفاهيم، وتصححه، وتتخلص من الكثير من الاوهام التي روجها بعض الدعاة وبعض الاقلام وبعض الطبول وبعض المزامير، وصدقها كثيرون غالبيتهم من بسطاء الناس وصغار العقول والذين ندعو لهم باليقظة والصحوة من هذا السبات الذي طال.

أخي عزيز ...

هل سمعت المثل الشعبي (لمحرق ديره) أي لمحرق بوصلة. هذا ما عرفناه من أهلنا، أهلي وأهلك وأهل المحرق وأهل البحرين. أهلنا الذين صاغوا هذا المثل للتدليل على القول إن من يريد معرفة ما يجري في البحرين فعليه معرفة ما يجري في المحرق. وهذا طبعاً في الزمان الغابر، أيام عز المحرق، أيام كانت المحرق عاصمة البحرين قبل ان يلغيها ­ كعاصمة ­ الانجليز للأسباب السياسية المعروفة بعد تولي الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة الحكم. هذا ما سمعناه من آبائنا واجدادنا. لقد استعصت هذه المحرق على الانجليز وغير الانجليز، والتاريخ خير شاهد على ذلك. المحرق «ديره» يوم كان سوق الطواويش يتصدره الوجيه سلمان بن مطر وبن هندي وبن جودر وبوحجي وآخرون، الذين عاشوا تلك الفترة المزهرة في تاريخ البحرين وصنعوا احجار الزوايا ومعهم طواويش المنامة لبناء اساسات اقتصاد البحرين، أيام لألئ البحرين تتلألأ في قصور الملوك والسلاطين والاباطرة... أيام كانت البحرين تخرج الملكات الحسان، ويأتيها الفرنسيون والالمان والهنود في موسم (القفال) من كل سنة ويعودون بأجود واوفر لألي العالم... وكما قال هيوردوت المؤرخ الاغريقي... وكما ذهب جلكامش لأبعد ما تكون الاساطير والملاحم... فجاء يبحث عن زهرة الخلود من أرض سومر. أيام كان سوق التجار «المحرق» يضم البخاخير (جمع مخزن) ويضم «العمارات» العامرة بأدوات ومعدات الغوص، من حبال، ومسامير، وغيرها. وعلى الجانب الآخر من الشارع المؤن من (عيش) ودهن وشاي وسكر. في المحرق أنشئت أول مكاتب حل منازعات الغوص (محكمة السالفة) في العشرينات أي في 1926 ­ .1927 أيام هدة الغواصين الثانية، حين ضعف موسم الغوص فقام بتخفيض (التسكام والسلف فنشبت حركة احتجاج... وصدام الغواصين والنواخذه... اطلق فيها الرصاص على الغواويص الذين خرجوا من المحرق في خشبهم وداهموا مركز شرطة المنامة واخرجوا زعيم حركتهم. وتدخل الانجليزي ديلي 1922 ­ ،1926 بلجريف 1926 ­ .1957 وأنشأ محاكم لحل هذه المنازعات واحد هؤلاء المحكمين كان الوجيه حسن عبدالرحمن المير، والشيخ محمد صالح الشيخ وآخرون لا اذكر اسماءهم الآن لكن جلهم أو كلهم من جزيرة المحرق. المحرق هي سوق القيصرية التي تخاط فيها الثياب والملابس وأيضاً الاكفان للموتى والذين منهم المرحوم جابر الصباح والمرحوم أحمد سالم بوعسلي. المحرق قلعة بوماهر والتاريخ المسكوت عنه. المحرق حالة أبوماهر وسوق الحدادة وجوجب بوماهر وقلعة عراد، وجوجب السايه، وخور المدعي، وصناعة الخشب فريج البوخميس وفريج البنعلي الذي اغرق موزه وهي في صباها. فريج البوخميس وفريج البنعلي وعند مدرسة الهداية. المحرق ابراهيم فخرو، وأحمد بن لاحج، وابراهيم بن موسى، وراشد العرادي، وعبدالله فخرو ومحمد بونفور وعبدالله بونوده وعبدالله سعيد الغانم ومحمد غلوم بوجيري وجنود ورجال صناديد مجهولون. المعذرة يا عزيزي عزيز: لقد أوقعتني فيما لا تعلم... فعند الحديث عن المحرق فانني اهيم واتيه، وانتقل برأسي الى التاريخ والجغرافيا والتراث. لقد شططت عن موضوعنا الاساسي، أو ليست هي المدينة التي سكنت قلبي يا عزيزي عزيز... أنت لا تعلم بهذا الحب الخرافي... واتمنى ان لا يصيبك ما اصاب ليلى العامرية... وما اصاب ابن الملوح. أهل المحرق يطالبون بالمساواة وعدم التمييز بين المواطنين، فهذه الجزيرة الجميلة التي عبرت عن وحدة شعب البحرين بأحيائها المختلطة من الطائفتين... ومن كل من خدم البحرين ومن جاء إليها من كل حدب وصوب... طالبا للرزق، وبقي عشرات السنين من دون جواز... ولم يتردد عن تقديم التضحيات والمشاركة في المظاهرات والاعتصامات... ولم يخشى الابعاد لأونه من البدون... ولا ينظر أهل المحرق الى بعضهم بعضاً إلا نظرة المحبة والتكاتف... ورفضوا كل السياسات الطائفية التي حاول البعض غرسها في بيئتهم التي استعصت على هذا الفيروس الخبيث. أهل المحرق يؤكدون على الوحدة الوطنية، ويرفضون كل دعوات الكيانات الطائفية التي يطرحها البعض ممن يريد تسويق نفسه لانتخابات نيابية قادمة. وأهل المحرق يطالبون كل الوطنيين بأن يؤكدوا رفضهم للطائفية والتمييز الطائفي والعرقي... وان يتفقوا في القوائم الانتخابية... سواء في البلديات أو البرلمان... فقائمة الوحدة الوطنية هي قائمة الشرفاء المخلصين للمحرق... المخلصين للبحرين. أهل المحرق يطالبون بوقف النهب العشوائي والمنظم للأراضي والسواحل... وهم يطالبون كل الناس ان يقفوا صفاً واحداً ضد اللصوص الكبار... الذين لا يسرقون إلا إذا تأكدوا أن الشعب ساكت عنهم... وان الوطنيين التهوا بعضهم مع بعض وانشغلوا عن اللصوص. أهل المحرق يطالبون بتوفير كل الشروط الصحية للمنطقة الصناعية التي تقام في جنوب شرق المحرق... وان يستفيدوا من تجربة اخوتهم في المعامير الذين لا يعرفون (ين يغطون رأسهم) من التلوث من الشركات الكثيرة النافثة للغازات السامة، التي لا تهتم الحكومة أو غالبية الجمعيات السياسية بهم. أهل المحرق يطالبون بالاسراع بانجاز المشروعات السكنية المطلوبة في كل مناطق هذه الجزيرة الجميلة، من الحد وسماهيج إلى البسيتين وقلالي... وان تخصص المساحة الكبيرة جداً الواقعة شمال غرب المحرق المعروفة بدفنة الساية (جوجب الساية) للدفعة القادمة من اسكان المحرق. أهل المحرق يطالبون بأن تكون المشروعات السياحية الجديدة والمؤسسات الفندقية والمباني التي ستقام على الأراضي المغمورة... تعود بالخير على البحرين وان تحرص على تشغيل ابناء البلد... بدلاً من جلب عشرات الالاف من الاجانب. أهل المحرق يطالبون بأن يكون الساحل ملكاً للناس... أن تكون سواحل في جزيرة وان تكون هناك مقاه شعبية ومحلات يجلس الأهالي ويقضون فيها اوقات الراحة وألا يعتدي الهوامير الكبار على كل قطعة أرض فيها خير. أهل المحرق يطالبون بأن يكون التوسع العمراني الجديد مبنياً على أسس جمالية وحضارية، بدلاً من المباني العملاقة التي تشوه ما حولها، كما نشاهد في جسر المحرق الجديد. أهل المحرق يطالبون بشبكة من المؤسسات الصحية في الجزيرة كلها وخصوصاً وهي تتوسع حالياً، يطالبون بانجاز مشروع مستشفى المحرق المركزي وان يتوافر فيه الأطباء الاكفاء في جميع الاختصاصات، وكذلك الحال بالنسبة للمراكز الصحية. أهل المحرق يطالبون بحل مشكلة البيوت الآيلة للسقوط، بالتعويض عن اصحابها واعطائهم بيوتاً جديدة. أهل المحرق يطالبون بالإعلان بصورة واضحة وجلية عن حجم المساحة الحقيقية للأرض التي تم الاستيلاء عليها في جنوب الحد... والكف عن (المزاح) وتضليل الناس بالاعلان عن المساحة التي ستخصص لاسكان بعض أهالي المحرق وذلك باستخدام (فدان) الذي هو ثقيل جداً لدى سماعه من أهل البحرين لانهم تعودوا على استخدام (الفوت)، القدم، أو المتر المربع للمساحات الكبيرة وهذا هو القياس الذي اعتمدته دائرة الطابو في القرن الماضي وتستخدمه وزارة الإسكان الآن. أهل المحرق يطالبون بفتح فرع لمركز سلمان الثقافي لأطفال المحرق... لتنمية مواهبهم وتخصيص موازنة تليق بالمركز والأهداف التي يطمح لتحقيقها. أهل المحرق يطالبون بالكف عن ان تكون الصناديق الخيرية على أساس طائفي، وأن يتم دمج الصناديق الخيرية لما فيه مصلحة الناس كلهم، أو ان يكون أي صندوق خيري للجميع وليس لطائفة معينة. أهل المحرق يطالبون بافتتاح مركز شبابي لشباب جزيرة المحرق، يكون القائمون عليه مؤهلين مهنياً وثقافياً ليحفظ شبابنا من الضياع وال

إقرأ أيضا لـ "عبدالله مطيويع"

العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً