لا يختلف اثنان على أن العراق بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمات التي يعاني منها. لكن السؤال: ما هي معايير تشكيل هذه الحكومة الوطنية؟ أعتقد أن أهمها هو الاستحقاق الانتخابي، إذ يجب احترام إرادة الشعب العراقي الذي سار على حقول الألغام وهو يتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب من رآه مناسبا لتولي المسئولية، ويجب على الجميع احترام ذلك والتأسيس عليه. والمعيار الثاني هو التوافق الوطني الذي يضمن مشاركة الجميع في العملية السياسية وصناعة القرار في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق.

المعيار الثالث هو ضرورة وجود المرجعية الوطنية لكل طرف أو جهة سياسية، فلا مكان لأية جهة تنفذ أجندة خارجية على حساب المصالح الوطنية مهما كان حجم هذه الجهة أو ثقلها السياسي. والمعيار الرابع هو توافر الشفافية والثقة المتبادلة بين جميع الأطراف لقيادة البلد نحو شاطئ الأمان. أما إصرار البعض على تشكيل الحكومة المقبلة على أساس معيار واحد فقط لحسابات في نفس يعقوب، فهو قفز نحو الهاوية ووضع مصير البلد على كف عفريت. نعم، العراق بحاجة ماسة إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية وفق هذه المعاير مجتمعة، لكنه بالتأكيد ليس بحاجة لمجلس قيادة ثورة جديد يختصر الجميع في واحد، ليعود العراق إلى المربع الأول، وكأن شيئا لم يكن