العدد 1295 - الخميس 23 مارس 2006م الموافق 22 صفر 1427هـ

هل تتحقق نقلة نوعية في العلاقات السورية - اللبنانية؟

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

العبور من نقطة الحدود السورية - اللبنانية في منطقة المصنع اللبنانية، مازال يؤشر إلى وجود أزمة في العلاقات السورية - اللبنانية، وهو ما يؤكده واقع الحال على طول الطريق الدولي الذي يربط دمشق ببيروت، إذ حركة الركاب ضعيفة، وانتقال البضائع يكاد يكون معدوماً، وكثير من المحلات ومراكز الخدمات أغلقت أبوابها، وما تبقى منها يعمل بجهد لا يتجاوز العشرة في المئة عما كان عليه في السابق.

وبعيداً عن تلك الصورة، ثمة مؤشرات تدفع نحو تحسن في العلاقات السورية - اللبنانية، والتفاؤل في تلك المؤشرات يذهب نحو الأمل بتحقيق نقلة نوعية في علاقات البلدين، التي تصاعدت أزمتها في العام الأخير.

غير انه وقبل الحديث عن المؤشرات الدافعة نحو تحسن علاقات دمشق - بيروت، لابد من إشارة إلى بيئة متغيرة تحيط بالعلاقات السورية - اللبنانية، ولعل الأهم فيها جانبين، أولهما التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية الذي قدمه المفتش الدولي القاضي البلجيكي سيرج براميرتس إلى مجلس الأمن، وقد استقبلته كل من دمشق وبيروت بصورة هادئة وايجابية لخلوه من الحدة في النظر إلى استكمال التحقيق، ما خفف تحفظ السوريين، من دون ان يفقد اللبنانيين الأمل في الوصول إلى الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري.

والجانب الثاني في متغيرات بيئة علاقات البلدين، تمثله النتائج الأولية «الايجابية» لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني بعد جولتين، إذ اجتمع أنصار سورية وخصومها وما بينهم من اتجاهات تحت سقف واحد، وتوصلوا إلى اتفاقات على أمور أساسية من وجهة نظر الأطراف المتحاورة.

أما الأهم في مؤشرات الدفع نحو تحسن علاقات دمشق - بيروت، فكانت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، التي قال فيها انه اقترح زيارة دمشق للحصول على تثبيت سوري للبنانية مزارع شبعا، وانه يقبل بالتحديد الذي يريح السوريين للحدود بين البلدين في هذه المنطقة، بحيث لا يتسبب ذلك في أي إحراج لدمشق، ويؤدي في الوقت ذاته إلى استرجاع لبنان حصته من منطقة المزارع، والتي تراوح بين 30 و42 كيلومترا مربعا في أقصى التقديرات.

وقد تناغمت مبادرة السنيورة، مع تأكيد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ قبوله دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم زيارة دمشق على أن تتم الزيارة «في أقرب فرصة ممكنة»، وهي فرصة لا يمكن عزلها عن أمرين اثنين، الأول هو تدقيق في ملفات العلاقات السورية - اللبنانية، ولاسيما الساخن والتحضير لزيارة الرئيس السنيورة المرتقبة؛ والثاني انشغالات رئيس الوزراء اللبناني ووزير خارجيته بالسفر إلى بروكسل، ثم بالتحضير للمشاركة في القمة العربية التي تعقد اجتماعاتها التمهيدية نهاية الأسبوع في الخرطوم.

وإذا كان من أهمية للبيئة المحيطة بالعلاقات السورية - اللبنانية وللتحركات في دمشق وبيروت لزيارة مسئولين لبنانيين لسورية، فان ذلك يعزز جهود ومبادرات عربية هدفها تبريد الاحتدامات في العلاقات السورية - اللبنانية، ومحاولة تطبيع العلاقات بعد كل ما شهدته في الفترة الماضية، ولاشك ان الجهود العربية ستبلغ ذروتها خلال قمة الخرطوم القريبة التي سيشارك فيها الطرفان.

وتتفاوت حدود التوقعات المأمولة الوقوع في موضوع العلاقات السورية - اللبنانية بين حد أدنى، يتمثل في تبريد حدة العلاقات وخصوصاً من الناحية الإعلامية، وبين إحداث خرق كبير فيها، وهو أمر مرهون بكسر الارتهانات السياسية في كل من دمشق وبيروت بشأن علاقة البلدين، ومنها سعي دمشق الى تخفيف الضغوط التي يمارسها الإعلام اللبناني على سورية، وإلى قيام مستوى من التنسيق السياسي بين الجانبين، فيما تسعى بيروت إلى حلحلة موضوع مزارع شبعا في تأكيد لبنانيتها، ووقف التدخل السوري في الشئون اللبنانية.

ومن الواضح أن دمشق باستطاعتها القيام بجهد ملموس على طريق فتح أفق جديد في علاقاتها مع بيروت بعد حسم الأخيرة لبنانية المزارع في شبعا بتقديم كل الدعم السوري في هذا المجال، ثم إعادة تأكيد ما سبق إعلانه في وقف التدخل السوري في الشأن اللبناني مجدداً، ثم إضافة مبادرة ذات أهمية في تحسين الأجواء، تتمثل في تنشيط حركة انتقال الركاب والبضائع عبر الحدود من الجانب السوري، وهو جهد سينظر إليه في لبنان بأنه تحول جديد نحو لبنان، لابد أن يؤخذ في الاعتبار باتجاه تحسن في العلاقات السورية - اللبنانية

العدد 1295 - الخميس 23 مارس 2006م الموافق 22 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً